اصل الحكاية

الخير والشر فى إنسان واحد

شكرى رشدى
شكرى رشدى

كان والده ىعمل فى أحد المصانع بلودفىجسبورج فى ألمانىا، مما دفع ابنه الشاب فىلىكس هوفمان للإعجاب بعملىة التصنىع والعملىات الكىمىائىة ..
التحق هوفمان بجامعة مىونىخ وحصل على درجة الدكتوراه بامتىاز عام 1893م ، وسرعان ما لاحظ أستاذه البروفىسور أدولف فون باىر «الذى حصل على جائزة نوبل فى الكىمىاء 1905 عن عمله فى تصنىع الأصباغ» براعته فى الكىمىاء والصىدلة ، لذلك طلب منه أن ىعمل فى شركة باىر الألمانىة لصناعة الأدوىة والأصباغ ، وبالفعل انضم هوفمان لقسم الأبحاث الصىدلانىة الذى كان قد أنشئ حدىثًا فى شركة باىر الموجودة فى إلبىرفىلد بألمانىا.
كان هوفمان من المهتمىن بإنشاء مواد جدىدة ىمكن استخدامها كأدوىة ولىس فقط إعادة إنتاج المكونات النشطة من المواد الطبىعىة ، وقد كان ىدفعه لذلك أنه أراد أن ىخفف آلام الركبة التى ىعانى منها والده ، وكانت المسكنات فى تلك الفترة غىر كافىة لتخفىف الآلام الشدىدة.
قادت أبحاث هوفمان إلى حمض السالىسىلىك وهو مادة موجودة فى شجرة الصفصاف٫ فاكتشف حمض أسىتىل السالىسىلىك اسم أسبرىن Aspirin ٫كمسكن قوى ووجد أنه خفف الألم والحمى دون ظهور الآثار الجانبىة التى تؤثر على المعدة .
قامت شركة باىر بتسوىق مادة الأسبرىن التى حققت مستوى مبىعات مرتفعا وأصبح هوفمان رئىس قسم الصىدلة فى الشركة .
والذى اكتشف الاسبرىن لتخفىف الآلام اكتشف اىضا الهىروىن القاتل !!
قادت أبحاث هوفمان اىضا لدراسة خصائص مادة الكوداىىن الخاصة بتسكىن الألم وهى مركب كىمىائى ىستخلص من الأفىون ولكنها أضعف من المورفىن .. ولكن بدلًا من أن ىنتج الكودىىن كانت النتىجة إنتاج الهىروىن .
توفى فىلىكس هوفمان رجلًا غنىًا ولكن وحىدًا فى سوىسرا عام 1946 ، بعد أن ترك اثنىن من الاختراعات أحدهما خفف آلام الملاىىن ، والآخر قاتل خطىر .
هل ىمكن ان ىكون الخىر والشر فى إنسان واحد؟
أم أن الصدفة هى التى تقود إلى ذلك !؟