لغة الحوار

جدة جنة وجدة زهرة

كريمة مدبولى
كريمة مدبولى

رحم الله الطفلة جنة ذات الخمس سنوات وأدخلها فسيح جناته مثلم كانت جدة جنة مثالاً للعنف فهناك مثال للرحمة نلمسه فى جدة الطفلة زهرة «الست إحسان» التى فقدت ذات يوم ابنها الوحيد فى حادث مروع أودى بحياته اثناء قيادته موتوسيكل كان يقوده ومن ورائه زوجته وإبنته زهرة ذات الثلاث سنوات وفور وقوع الحادث قام الناس بنقل ابنها وزوجته وابنته للمستشفى ولم تفلح أى اسعافات قدمت لابن الجدة إحسان ولا لزوجته وتوفيا وبقيت الصغيرة على قيد الحياة ودموعها تنهمر على خديها تخشى المجهول أغلقت الجدة قلبها على احزانها وحملت الطفلة الصغيرة زهرة وذهبت واغلقت شقة ابنها وحملت الطفلة مرة أخرى وعادت بها إلى شقتها المتواضعة وباتت تفكر فى مصير الصغيرة وخاصة بعد ما انقطع المورد الذى كان يعطيه الابن لأمه لكن هداها أخيرآً تفكيرها وقامت وفتحت دولابا قديما متهالكا تضع فيه السيدة اشياء استغنت عنها من سنوات وأخرجت ماكينة خياطة كانت تحيك عليها الملابس ايام شبابها أزالت من عليها التراب وذهبت الى ورشة قريبة لاصلاحها وتزييتها لإعادة الروح اليها من جديد وبالفعل دارت الماكينة ودارت معها عجلة الحياة وبدأ الجيران يساعدون الجدة إحسان ليرسلوا لها ملابسهم القديمة لتقوم بصياغتها بشكل جديد وزاد الاقبال عليها بأقمشة اشكال والوان من الجيران وجيران الجيران الذين يعلمون أن ما تفعله الجدة إحسان تضحية كبيرة من أجل حفيدتها حتى اصبح لها وللطفلة مورد رزق يغطى نفقاتها هى والصغيرة وكل ما تكسبه الجدة تنفقه على حفيدتها التى شعرت إنها هبة من الله فلم ترمها بالشارع ولم تقم بتعذيبها بل صانت النعمة وكانت بمثابة شجرة حنون تضلل بفروعها على الصغيرة فى طفولتها الجميلة حتى صدق عليها المثل القائل. «اعز من الولد ولد الولد».