«الباقورة» و«الغمر».. منطقتان ينتظرهما العودة لأحضان الأردن

علم الأردن
علم الأردن

فندت الأردن اليوم الأربعاء 16 أكتوبر المزاعم الإسرائيلية بقبول المملكة الهاشمية مسألة تجديد وتمديد تأجير منطقتي الباقورة والغمر لإسرائيل، وذلك قبل أقل من شهرٍ عن انتهاء مدة تأجيرهما وعودتهما للسيادة الأردنية بصورةٍ كاملةٍ.

وزعمت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في وقتٍ سابقٍ من اليوم بأن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وافق على تمديد تأجير إسرائيل منطقتي الباقورة والغمر بعام إضافي.

كما تحدث مسؤولون إسرائيليون، عن أن الأردن وافقت على تأجير المنطقة موسمًا زراعيًا آخر، من خمسة إلى سبعة أشهر، قبل أن يستعيد سيادته على تلك المنطقة، وذلك  نقلًا عن "روسيا اليوم".

لكن وزارة الخارجية الأردنية نفت اليوم تلك الأنباء، وقال السفير سفيان سلمان القضاة، الناطق الرسمي باسم الخارجية الأردنية، إن قرار المملكة الذي اتخذ في أكتوبر من العام 2018، بإنهاء العمل بالملحقين الخاصين بالباقورة والغمر، نهائي وقطعي، وأنه بانتهاء النظامين الخاصين بتاريخ العاشر من نوفمبر المقبل (حسب ما نصت عليه اتفاقية السلام)، فإنه لن يكون هناك أي تجديد أو تمديد، وستعود سيادة الأردن على المنطقتين بصورةٍ كاملةٍ.

وبهذا ينتظر المنطقتان العودة لأحضان الأردن مرةً أخرى لأول مرة بعد عقودٍ من سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على المنطقتين الأردنيتين. وتنتهي مدة تأجير المنطقتين بعد أقل من شهرٍ من الآن.

الباقورة والغمر

والباقورة منطقة حدودية أردنية تقع شرق نهر الأردن في محافظة إربد في الشمال، وتقدر مساحتها الإجمالية بنحو ستة كيلو مترات، كانت إسرائيل قد احتلتها عام 1950، لكنها عادت للسيادة الأردنية بموجب اتفاق سلامٍ بين البلدين.

أما الغمر، فهي منطقة حدودية أردنية تقع ضمن محافظة العقبة جنوب البلاد، وتبلغ مساحتها حوالي أربعة كيلومترات مربعة، وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي  خلال حرب يونيو 1967، وظلت تحت سطوة الاحتلال إلى غاية معاهدة السلام 1994.

نصوص المعاهدة

وأقرت المعاهدة بسيادة الأردن على المنطقتين، وتنص على تأجير المنطقتين لإسرائيل، ويستخدمهما المزارعون الإسرائيليون، كما أنهما يعدان بمثابة مزارٍ سياحيٍ لإسرائيل داخل الأراضي الأردنية.

وبموجب ملحقي معاهدة السلام، المعروفة باتفاقية "وادي عربة"، استأجرت إسرائيل نحو 1000 فدان من الأراضي الزراعية في القطاع الجنوبي من حدودها مع الأردن في صحراء وادي عربة.

ونصت اتفاقية وادي عربة بين عمان وتل أبيب، في مادتها السادسة، على سريان تأجير منطقتي الباقورة والغمر لمدة 25 سنة منذ تاريخ دخول معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية حيز التنفيذ عام 1994 وتجديدهما تلقائيًا لمدد مماثلة ما لم يقم أي من الطرفين بإخطار الطرف الثاني بإنهاء العمل بالمحلقين قبل سنة من تاريخ التجديد، وهو ما أشارت إليه وزارة الخارجية الأردنية في بيانٍ صادرٍ عنها.

ورغبت إسرائيل في تمديد مدة إيجار المنطقتين، وهو ما رغبت عنه الأردن، لتعلن عمان العام الماضي استعادتها السيطرة الكاملة على المنطقتين أواخر هذا العام، وعدم تمديد استعمالهما من قبل تل أبيب، لتصبح الباقورة والغمر على مشارف عودة السيادة الأردنية الكاملة من جديد بعد سنواتٍ من الغربة لدى الاحتلال الإسرائيلي.

ولكن كل هذه الأرض المؤجرة لم تعد بوسع إسرائيل المحافظة على تملكها ولو عن طريق التأجير، في ظل ما واجهته بفيتو أردني من الملك عبد الله الثاني ضد تأجير الأرض مرةً أخرى.