بدون تردد

العرب .. والعدوان التركى «٤/٤»

محمد بركات
محمد بركات

من الطبيعى والمتوقع أن تكون مشاعر الألم والحزن هى التى تعتمل فى نفوس كل المواطنين العرب الآن، وهم يتابعون بأسى ما يحدث فى سوريا، وما وصلت إليه الأوضاع فى ظل العدوان التركى القائم عليها حاليا.
وليس خافيا على أحد، أن الغزو التركى للشمال السورى، يمثل فى حقيقته ذروة المأساة لما جرى للدولة السورية من خراب ودمار، خلال موجات وعواصف الفوضى والعنف، التى اجتاحت المنطقة فى الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١.
والمتابع لما جرى ويجرى فى سوريا الشقيقة يتحسر عدة مرات، وليس مرة واحدة فقط،...، مرة يتحسر وينفطر قلبه على أعداد القتلى من الإخوة السوريين، الذين لقوا مصرعهم فى أتون المذابح الدامية التى جرت هناك، والبالغ عددهم ما يزيد على المليون.
ومرة ثانية يتحسر على ملايين المصابين الذين فقدوا أجزاء من أجسادهم وأعضاء من أبدانهم، وسط ساحات المعارك ودوامات القتال،..، والبالغ عددهم مايزيد على الثلاثة ملايين، من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ.
ومرة ثالثة يتحسر فيها على ما يقارب الستة أو السبعة ملايين مواطن سورى، الذين اضطروا إلى الهجرة من بلدهم فرارا من الموت وبحثا عن النجاة، وتشتتوا فى بلاد الدنيا، فى أوروبا وآسيا والمنطقة العربية، ليصبحوا مجرد لاجئين مؤقتين أو دائمين.. الله أعلم.
ومرات أخرى يتحسر على الكم الهائل من الدمار والخراب الذى حاق بسوريا الجميلة، التى كانت درة الشام وتحولت الآن إلى خراب يباب تحت قصف الطائرات ونيران المدافع.
أما ما نراه الآن وما يحدث من غزو واحتلال تركى، لسوريا الشقيقة، فهو الدليل الحى على أن ضعف الدولة وتفككها وسقوطها، بعد غياب أو تغيب دروعها الحامية المتمثلة فى الجيش الوطنى القوى، يجعلها فريسة سهلة لكل غاصب طامع أو طامح ولكل معتد أثيم.
«حمى الله مصر وأعز جيشها درع الوطن وسيفه البتار» .