قال الفريق محمد عباس حلمي قائد القوات الجوية أن نصر أكتوبر أثبت بالدليل الدامغ والبرهان القاطع أن النَجاحُ لا يأتي صُدفة، وأَن إراَدةْ المصريين لاَ تَعلوهَا إَراداَت بَشَريِة أُخرى، مشيرًا إلى أغلى بطولات القوات المسلحة " حرب أكتوبر المجيدة".
وأضاف قائد القوات الجوية " أن الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر المجيد، من أعظم الذكريات وأغلى البطولات وأروع الملاحم التي سطرها رجال القوات المسلحة ومنهم رجال القوات الجوية، خلال حرب أكتوبر المجيدة التي أعادت للأمة شرفها وللعسكرية المصرية كبرياءها وشموخها.
واستكمل قائد القوات الجوية في كلمته خلال الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر المجيد ، إن المصريون إذا توافرت لَديِهم عَوامِل النَجَاح وتَجَمعواُ خَلَفْ هَدَفْ وَاحِدْ ، لاَ يُمكِنْ أَن يَصُدهُمْ عَائِقْ أو يَعْتَرِضْ طَريِقُهم حَاجزْ .
واستعرض الفريق محمد عباس حلمي أَحدْ بُطُولاَتْ نُسُورِ مَصر، مِن رِجَال القُواتِ الجَويِةْ وهِى «مَعرَكَةْ المَنصُورةْ الجَويةْ»، التي حدثت في مثل هذا اليوم 14 أُكُتوبَر عَام 1973 ، تِلكَ المَلحَمةْ الَتِي يَتِمْ تَدرِيِسْ تَفَاصِيلِها فِي المَعَاهِدِ العَسكَريِةْ ، فَقدْ أَبهَرَ الطيَارُونْ المَصرِيُونْ العَالَم كُلهُ باحترافهم وَشَجَاعَتهِم وَإصْرارِهْم عَلىَ تَحقيقِ النَصرْ .
وأكد قائد القوات الجوية أن العَدو ظن حِيِنها أَنْ تَفَوقُهْ النَوعِي في الطَائِراَتْ الَتي يَملُكها ، سَيُتِيحْ لَه تَوجِيهْ ضَربَةْ جَويِة لِبَعضْ المَطَارَاتْ وقُواتِنا فِي العُمقْ المَصِري وبَعدِهاَ تُصِبحْ سَمَاءْ مِصرَ مَرْتَعاً لِطَائِراتِهْ يُحلِق فِيهَا كيفَما شَاءْ ، لَكِنْ الحِلمُ الَذي رَاوَدَهُ فِي خَيَالُهْ قَدْ تَحَوَلَ إلِى كَابُوسْ مُرِعبْ فَقَدْ لَقَنُه الطٌيارُونْ البَواسِل دَرساً سَيَظلْ يَتذَكرهُ حيث تَدمِير العَديِد مِن طَائِراتِه وعَادتْ الأُخرىَ دونَ أن تُحَققْ أهدَافَها ، حَيثْ قَامْ نُسُورْ الجَو ، بالاشتباك في مَعَارك جَويِة مَع طَائراتِه لأَكثرْ مِن (50) دَقِيقَة وبِمُشَاركَة أَكثرٌ من (150) طَائِرة مِن الجَانِبَين في مَعرَكةٍ جَويِة، هِي الأَطولٌ في تَارِيخ الحُروبْ الحَديِثة .
وأشار قائد القوات الجوية إلى الدور المُمَيز للعَنَاصرْ الفَنيِة مِن المُهَندِسينْ والفَنيينْ ضُباطْاً وضُباطْ صَفْ، مشيرًا إلى ما حَقَقوا من أَزِمنةُ قِياسيةْ في استعادة الصَلاحيةْ وإعَادة تِسليح الطائرات ، لِتتمكنْ قُواتُنا الجَوية مِن الاستمرار في القِتال لفَترةٍ طَويلة ، ورَغم النَجاح المُبهِر الذي حَققه أَبطَالنا في حَرب أُكتوبر المَجيدةٌ ، إلا أننا لَم نَركن إلى ذَلك ،بَل خَرجِنا مِن هَذهِ المَعركةٍ المَجيدةٌ بِدروسٍ وعِبَرْ ، وهى ضَرورة أن نَمتَلك قُواتٌ جويةٌ عَصرية حَديثةْ ومُتطَورةْ ، تُواكِب وتُنَافِس أَحدث المَنظومَات القِتالية في العَالم ، وألا يَكونَ اعتمادنا عَلى مَصدَرْ واَحدٍ لِلسِلاَح بَل نَتنَوع في مَصَادر التَسِليحْ ، وأَنواع الطَائرات .
وأكد قائد القوات الجوية أنه َقدْ تَمْ تَحِديث أُسطُولِنا الجَوي ، مِن خِلاَل أَحدَث الطَائِراتْ المُجَهزة بالتِقنِيات الحديثة ، والتي يمكنها الوصول لأِبعد مًدى لِمجَابَهة ما يُهَدد أمن مصر القُومي ، ولكي يَتِم استخدام هَذه الطَائِراَت بِكفَاءٍة عَاليهْ، كَان مِن المُحَتَمْ أَن يَتِمْ تَأهِيلْ الطَياريِن والمهَندِسين والفَنِيين وتَدريِبهَم وإعِدادهم إعداداً مُلائماً ،حتى يكُونُوا قادريِن على استيعاب كُل ما هو حَديث ، وليصبحُوا قادريِن على استخدام هذه الطائِرات وتحقِيق المهام المُوكلة لهم بأعلى قدر من الكفاءة والاحتراف.
وأضاف الفريق محمد عباس حلمي إن مهمة القوات الجوية لا تقتصر فقط على ما تم ذِكره سلفاً ،وإنما تمتد أيضاً للاشتراك مع باقي رجال القوات المُسلحة من كافة الأسلحة والتخصصات في مُحاربة ومُجابهة الإِرهاب واقتلاع جذُوره من أرض مصر الطيبة ،وقد حقق رجال القوات الجُوية نجاحات عظيمة خلال تلك المُجابهة ،فضلاً عن قِيام قواتكم الجوية بِمراقَبة الحدود على مدار السَاعة لاكتشاف أي عَناصر مُتسللة واستهدافها .
وفي نهاية كلمته قال قائد القوات الجوية "علينا ألا ننسى رجِالاً، لم يبخلُوا بأرواحِهمْ في سبيل حماية وطننا، إنهم شُهداء مصر الأبرار، الذين قدمُوا حياتهم لتبقى مصرْ أمنةً مُستقرة، كما أننا نُجدد العَهدْ، بأن نَظل درعاً وسيفا ، مُضحِين بأرواحِنا في كُلِ وَقتٍ وحِينْ، نحمي ونؤَمن مٌقدراتِ شَعبُ مِصرَ العَظِيمْ أبد الدهر وفى كلِ مكان.
حفظ الله مِصرَ وشَعِبِها من كُل مَكروه وَسوءْ ،،
