فى الصميم

هذا الاعتراف الأمريكى!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

وسط طوفان التصريحات المتضاربة من الرئيس الأمريكى «ترامب» حول أحداث سوريا، يستوقف النظر تصريح هام يقول فيه ترامب إن قرار أمريكا بالتدخل العسكرى فى الشرق الأوسط هو أسوأ القرارات الأمريكية على الاطلاق مشيرا إلى أن هذا القرار «يقصد غزو العراق» مبنى على معلومات خاطئة بشأن القدرات النووية للعراق!!.
الجديد ليس فيما ورد فى تصريح ترامب، وإنما فى أنها المرة الأولى التى يقر فيها رأس الدولة الأمريكية بالحقيقة التى يعرفها العالم كله وهى أن غزو العراق وتدميره كان مقصورا لذاته، وأن ما قيل يومها من أكاذيب حول امتلاك العراق للسلاح النووى كان اختراعا أمريكيا لتقديم مبرر للغزو تعرف أمريكا قبل غيرها أنه زائف.
يقر الرئيس الأمريكى أن الغزو الأمريكى للعراق قام على أكاذيب حولها الرئيس الاسبق «بوش الابن» الى مبرر غير شرعى لما سماه «الحرب المقدسة» لتدمير دولة بحجم العراق ولإدخال المنطقة فى سنوات الخراب الأمريكى ومع ذلك لا يتوقف «ترامب» عن الولولة على تريليونات الدولارات التى أنفقتها أمريكا كما يزعم  ولا يتوقف عن التساؤلات المجنونة كما فعل عندما تساءل لماذا لم نأخذ نصف بترول العراق؟!.. وكأن كل الخراب الذى تسببت فيه أمريكا ليس كافيا!!.
أما السؤال الحقيقى الذى يتهرب «ترامب» وكل المسئولين الامريكيين عن طرحه فهو: لماذا لا تدفع أمريكا ثمن جريمة غزو العراق بكل ما خلفته من دمار وخراب، وما أسقطه من ضحايا، وما تركه من فوضى تركت المجال للميلشيات والحروب الطائفية والمذهبية؟!.
نعرف أن أمريكا حاولت تحصين نفسها وفرضت على العراق فى ظل الاحتلال الأمريكى بعض القوانين التى تمنع المحاكمة على ما ارتكبه الاحتلال من جرائم وتقطع الطريق على طلب التعويضات عما لحق بالعراق من دمار وخراب. لكنها ـ بالتأكيد ـ قوانين باطلة لا تحميها إلا القوة الأمريكية.. ولكن الى متي؟!
منطق القوة لايدوم، وجرائم الحرب لا تسقط بالتقادم.