م القلب

الممر.. إلى الطاقة الإيجابية

فاتن عبدالرازق
فاتن عبدالرازق

عرض فيلم «الممر» على القنوات التليفزيونية جاء بمثابة الحدث الشعبى والسياسى والاجتماعى الذى نجح بامتياز فى أن يجمع القطاع الأوسع من العائلات المصرية فى المنازل وعلى المقاهى أمام الشاشات العملاقة فى مختلف الأحياء والمحافظات بل لا أبالغ إذا قلت أن هذه التجمعات للمصريين كانت ظاهرة أيضا بالخارج حيث خلق الفيلم حالة من الانتعاش للمشاعر الوطنية الفياضة وجعل المصريين فى حالة مزاجية عالية ظهرت بوضوح فى ردود الأفعال الايجابية السريعة على كل مواقع التواصل الاجتماعى وفى الاتصالات المتبادلة بين المواطنين عبر الهواتف وكلها تركزت حول فيلم «الممر» وأحداثه وجودته كعمل فنى جيد وراق بكل المقاييس.
«الممر» وردود أفعال المواطنين حوله كانت صفعة قوية وجهت لاعداء الوطن الراغبين فى زعزعة استقرار البلاد والتشكيك فى تضامن الشعب مع جيشه الوطنى العظيم.. من خلال الحالة الفريدة التى خلقها الفيلم واكدت مساندة المصريين وحبهم ومؤازرتهم لقواتهم المسلحة وابطالها وانتماءهم العميق لمصر المحروسة.. رسالة أخرى أرسلها «الممر» للعالم مفادها أن الفن الجيد الذى يخاطب عقول المشاهدين بحرفية وصدق ورقى يصل الى قلوبهم مباشرة ويؤثر فيها بصورة سريعة جدا.
اللوحة الفنية الجميلة التى قدمها باقتدار المخرج شريف عرفة وأدى شخصياتها الرائع أحمد عز والمبهر أحمد رزق والمتميزون أحمد فراج ومحمد الشرنوبى وأحمد فلوكس وأحمد صلاح حسنى وهند صبرى والعظيم إياد نصار الذى استطاع بحق أن يجعلنا فى خصومة معه كل ذلك ساهم بشكل كبير فى تجسيد إحدى الملاحم البطولية لأفراد قواتنا المسلحة خلال حرب الاستنزاف التى اعقبت نكسة عام ٦٧ وماأدت إليه من انكسار وإحباط وخيبة أمل للمواطنين وللقوات المسلحة على حد سواء.. ولكن «الممر» استطاع أن يقدم لنا طاقة نور وأمل أعادت للمصريين ثقتهم فى أنفسهم وفى مقدرتهم على قهر الاعداء كما تعودت مصر خلال تاريخها الطويل وكشف الممر أيضا تعاون المواطنين السيناويين ومساندتهم لابطال قواتنا المسلحة.
ان حرب الاستنزاف التى استمرت نحو ست سنوات وحرب اكتوبر المجيدة التى أذهلت العالم وأعادت لمصر والعرب عزتهم وكرامتهم مليئة بعشرات بل بمئات من قصص البطولة التى تصلح أن تكون اعمالا فنية مشوقة وناجحة وممرا إلى الطاقة الايجابية والثقة بالنفس كما فعل «الممر».