بين «غرور أردوغان وانسحاب ترامب».. الأكراد يدفعون الثمن

أردوغان وترامب
أردوغان وترامب

بعد سنوات من التحالف مع قوات سوريا الديمقراطية، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخروج من سوريا وسحب قواته من هناك، في خطوة رآها الكثيرون بمثابة «تخلي الرئيس الأمريكي» عن حلفاؤه الأكراد، والذين كان وجوده معهم ضمانا بحمايتهم أمام الغزو التركي الذي كان محتملاً ومتوقعًا في أي وقت.

ورغم تهديداته التي لم تخرج خارج نطاق حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قرر تجاهل كل ما قيل، ليُعلن بدء عمليته العسكرية شمال سوريا في محاولة للسيطرة على المنطقة وإعلانها آمنة من القوات التي يعتبرها عدوه الأول، ويعتبرهم جزء لا يتجزأ من «حزب العمال الكردستاني» الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى كـ«تنظيم إرهابي».

وتعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للكثير من الانتقادات جراء قراره الذي شرع في تنفيذه بالفعل مساء الاثنين 7 أكتوبر، مؤكدًا أن تدخل بلاده في صراعات الشرق الأوسط قد كلفها الكثير، خاصة اقتصاديًا.

اقرأ أيضًا: الحرب في سوريا| «الأسباب والأهداف».. كل ما تريد معرفته عن عملية شرق الفرات

وقال ترامب في سلسلة تغريدات على تويتر «الأكراد قاتلوا معنا، لكنهم حصلوا على مبالغ طائلة وعتاد هائل لفعل ذلك. إنهم يقاتلون تركيا منذ عقود».

وأضاف «سيتعين الآن على تركيا وأوروبا وسوريا وإيران والعراق وروسيا والأكراد تسوية الوضع».

وتابع أنه «على تركيا وأوروبا وسوريا وإيران والعراق وروسيا والأكراد الآن حل الوضع»، مشيرا إلى أنه «قد آن الأوان لكي نخرج من هذه الحروب السخيفة والتي لا تنتهي، والكثير منها قبلية».

وأشار تقرير لموقع the conversation، الأربعاء 9 أكتوبر، أن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا اعتبرته تركيا بمثابة ضوء أخضر لفرض سيطرتها على هذه المنطقة، وهو ما وصفته القوات الكردية بـ«طعنة في ظهرها»، خاصة بعد أن نجحا سويًا في صد هجمات تنظيم داعش الإرهابية منذ عام 2011.

اقرأ أيضًا: الحرب في سوريا| تعرف على خريطة الصراع 

وأوضح الموقع أن الخطوة التي أعلن عنها ترامب يبدو أنها تأتي بموافقة أوروبية، حيث لا ترغب غالبية الدول الأوروبية أن تكون متورطة في أي نوع من أنواع الصراعات داخل الشرق الأوسط، ولا ترغب حتى في استعادة مواطنيها الذين هربوا منها للانضمام للتحالفات الإرهابية.

خطوة الأسد القادمة؟

أشار التقرير إلى أن الخطوة التي قام بها ترامب يمكن أن تساعد الرئيس السوري بشار الأسد أن يتوغل داخل المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد، وفي هذه الحالة سيضطر الأكراد للقتال على جهتين مختلفتين وهو ما لن ينجحوا في تجاوزه –وفقًا للتقرير-.

وعلى كل الأحوال تنذر الحرب المستعرة في سوريا الآن بفضل الأتراك بعدد من المشكلات على رأسها عودة تنظيم «داعش» من جديد والذي كانت تتحدث عدد من التقارير الإعلامية أنه يحاول العودة من جديد، وفي ظل الصراع الذي ستشهده البلاد، وتشتت جهود الأكراد الذين كانت مهمتهم الأولى صده، سيجد «داعش» فرصته المنتظرة.

يُدافع الرئيس الأمريكي عن قراره بأن ذلك جزء من وعوده قبل الانتخابات الرئاسية المنتظرة العام القادم، حيث وعد ترامب بإيقاف كل الحروب التي تخوضها بلاده في المنطقة من أجل توفير الأموال لخلق ظروق اقتصادية أفضل للولايات المتحدة الأمريكية.

وفي تغريدة، الأربعاء 9 أكتوبر قال الرئيس الأمريكي إن توغل بلاده في الشرق الأوسط كان أسوأ قرار في تاريخ الولايات المتحدة اتخذ بذريعة باطلة تم دحضها لاحقا وتمثلت بوجود أسلحة دمار شامل في المنطقة.

وأضاف  ترامب: «الولايات المتحدة أنفقت ثمانية تريليونات دولار للقتال ولعب دور الشرطة في الشرق الأوسط. آلاف من جنودنا العظماء قتلوا أو أصيبوا بجروح حرجة، فيما قتل ملايين الأشخاص في الطرف الآخر».

وتابع ترامب «كان الذهاب إلى الشرق الأوسط أسوأ قرار اتخذ في تاريخ بلادنا! خضنا حربا بذريعة باطلة تم دحضها لاحقا وهي أسلحة دمار شامل. لم تكن هناك!" .

وكتب ترامب: «الآن نقوم بإعادة جنودنا وعسكريينا العظماء بتأن وعناية إلى الوطن. إن تركيزنا على الصورة العامة! الولايات المتحدة أعظم من أي وقت مضى!».