بدون تردد

الشباب.. وروح أكتوبر «٢-٢»

محمد بركات
محمد بركات

إذا كنا نتحدث كثيرا عن «روح أكتوبر»، ونردد ذلك التعبير على أسماع أجيالنا الشابة، فمن حقهم علينا أن ندرك أنهم قد يستوعبون على وجه الشمول أو العموم ما نقصد، ولكنهم بالقطع يحتاجون إلى مزيد من الإيضاح والتبيان.
وفى هذا الإطار نقول، أن «روح أكتوبر» تعنى الكثير لمن شاركوا فى صناعة النصر، سواء بالفعل المباشر بالقتال والعبور، أو حتى بالعمل فى الخدمة المدنية فى مواقع الانتاج والخدمات، فى سنوات الاستعداد لملحمة العبور وساعة الحسم، وهى السنوات الصعبة التى شهدت إعداد الدولة للحرب، وتوظيف جميع امكانياتها لخوض معركة النصر وتحرير الأرض.
من هنا فإن «روح أكتوبر» تعنى لهؤلاء جميعا الكثير من المعاني، تضم فى طياتها  زخما هائلا من المشاعر المتدفقة، تحمل فى مجملها أحاسيس الفخر والاعتزاز، لكل من شارك أو عايش هذه الملحمة الرائعة من العمل والجهد والعرق، وتقديم كل ما يستطيع فداء لوطنه وتحريرا لأرضه واستردادا لكرامته.
ولذا فإننا نقول للأجيال الشابة من الابناء، أن «روح أكتوبر» هى فى جوهرها تمثل القدرة على تحدى المستحيل، وبذل أقصى ما يملكه الانسان  من طاقات خلاقة لتحقيق الهدف الذى يصبو إليه، والوصول للغاية الوطنية التى يريدها.
أى أن «روح أكتوبر» مثلت فى حقيقتها، قدرة هذا الشعب على الدفاع عن حقه وأرضه ووطنه، رغم كل الظروف وبالرغم من جميع الصعاب  والمعوقات.
وبذلك فإن روح أكتوبر ليست تعبيرا فضفاضا بدون ترجمة واقعية، مادية ملموسة على الأرض، وليست أيضا شعارا فارغا بلا مضمون،..، بل هى فى حقيقتها خطة عمل ونظام فعل وأداء، وترتيب للأولويات وإلتزام واضح ودقيق بالخطة الموضوعة ومراحل التنفيذ،..، وقبل ذلك تحديد واضح للأهداف ودراسة جادة ومتعمقة لوسائل التحقيق وسبل التنفيذ،...، وهذا هو ما تم فى معركة العبور، وهو ما أدى الى نصر أكتوبر.