ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواجه انتقادات لاذعة من حزبه الجمهوري، بعدما بدا أنه أعطى تركيا الضوء الأخضر لشن هجوم عسكري على سوريا ضد الأكراد الذين قادوا المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي.
وأوضحت الصحيفة - في تقرير على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، أن ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ حذر الرئيس ترامب بعدم متابعة الإعلان الذي يراه أنه يتماشى مع السياسة الخارجية للرئيس السابق باراك أوباما.
وقال ماكونيل: "إن المصالح الأمريكية تُخدم بشكل أفضل من قبل القيادة وليس عن طريق التراجع أو الانسحاب".
وكان البيت الأبيض قد أعلن، في وقت سابق، أن الولايات المتحدة سوف تسحب قواتها من الحدود السورية مع تركيا بعدما تحدث ترامب إلى نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وأبرزت "فاينانشيال تايمز" أن مسئولا أمريكيا رفيع المستوى نفى، في اتصال أجراه مع الصحفيين في أعقاب هذه الانتقادات، أن يكون ترامب قد أعطى الضوء الأخضر لعملية توغل عسكرية من جانب تركيا، وقال إن الرئيس قرر سحب 50 شخصا من القوات الخاصة الأمريكية من منطقة صغيرة قريبة من الحدود للتأكد من عدم وقوعهم في مرمى إطلاق النار إذا استمرت تركيا في العملية.
وأضاف المسئول، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، أن "هذا الأمر لا يشكل انسحابًا من سوريا، فنحن نتحدث عن عدد صغير من القوات التي ستنتقل إلى قواعد أخرى داخل سوريا"، مشيرا إلى أن أي تفسير إلى هذه الخطوة باعتبارها "ضوءًا أخضر لتركيا حتى ترتكب مذبحة هو تفسير غير مسئول".
وعندما سألته صحيفة "فاينانشيال تايمز" عما إذا كان ترامب قد طلب من أردوغان عدم بدء العملية، اكتفى المسئول البارز بقول إن الرئيس والقادة العسكريين الأمريكيين أكدوا لتركيا أنهم لم يؤيدوا العملية.
فيما وصف بيرني ساندرز، العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ قرار ترامب بـ"غير المسؤول للغاية".
وفي سياق متصل، حذر السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، من الآثار المترتبة على الانسحاب الأمريكي من شمال سوريا وترك الأكراد يواجهون مصيرا مجهولا من قبل الجيش التركي.
وقال روبيو، على حسابه عبر"تويتر"، إن "الانسحاب الأمريكي سيؤكد رؤية إيران لهذه الإدارة وتشجيعها بعد ذلك لتصعيد الهجمات العدائية التي بدورها يمكن أن تؤدي إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا وأكثر خطورة".
من جانبه، وصف السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، الانسحاب الأمريكي بأنه "فوز كبير لإيران وداعش"، مضيفا "أنه سيقدم في مجلس الشيوخ مشروع قرار غير ملزم يطلب من الرئيس ترامب إعادة النظر في خطوته التي وصفها بأنها قصيرة النظر وغير مسؤولة".
بدوره، هاجم السيناتور الجمهوري ميت رومني، قرار الانسحاب وقال: "إن قرار الرئيس التخلي عن الأكراد في مواجهة هجوم من تركيا هو خيانة".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد دافع عن قرار إدارته بسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، وقال إنه من المكلف للغاية الاستمرار في دعم القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة في المنطقة التي تقاتل تنظيم داعش الإرهابي.
وأضاف في سلسلة تغريدات عبر تويتر: "قاتل الأكراد معنا، لكن تم دفع مبالغ ضخمة من المال والمعدات للقيام بذلك. لقد قاتلوا تركيا منذ عقود".
وتابع: "سيتعين على تركيا وأوروبا وسوريا وإيران والعراق وروسيا والأكراد تحديد الموقف".
فيما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، أن القوات الأمريكية انسحبت من المناطق الحدودية المتاخمة لتركيا.
وأكدت، في بيان، أنها "لن تتردد دقيقة واحدة في الدفاع عن نفسها أمام أي هجوم تركي".
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد قالت إنها نفذت جميع الالتزامات التي تم الاتفاق عليها بناء على ثقتها بجهود الحلفاء في اتفاقية الآلية الأمنية، وقامت بإزالة جميع تحصيناتها العسكرية.
