أحلام مصرية جداً

السادات وحبة الطماطم.. اعترافات دولية

نهاد عرفة
نهاد عرفة

ذكريات أكتوبر 73 عايشتها صغيرة لحظة بلحظة، وما زالت تلك اللحظات تسرى فى الوجدان لا يمكن نسيانها، تؤكد لمن عايشها مثلى أن حبة الرمل والتراب المصرى أغلى ما فى الوجود، الشعور بالفخر، بالعزة، باستعادة الكرامة، إنها مصر التى كانت لسان حديث قادة العالم وشعوبه، والجندى المصرى الذى كان مثار إعجابهم واندهاشهم، والزعيم السادات الذى قال عنه شيلاف رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية، قبيل الحرب، أنه لا يساوى حبة طماطم، أى أنه لا يقدر على شئ ! فانطلقت حبة الطماطم فى وجهه ووجه جنوده، لا أشير عن الحرب ولا عن قصص بطولة لا تعد ولا تُحصى أعادت للعرب الثقة والكبرياء، واستراتيجية حربية ما زالت تُدرس فى المعاهد العسكرية حول العالم، بل أشير إلى بعض اعترافات وشهادات دولية وإسرائيلية، لا يسعها آلاف الصفحات، إنها الحرب التى شهد لها الرئيس الأمريكى نيكسون إنها خيبة أمل كبيرة من المخابرات المركزية الأمريكية سى.آى.إيه وكذلك من المخابرات الإسرائيلية المتعاونة معها والتى كنا نظن أنها ممتازة، وشهادة المؤرخ العسكرى الأمريكى تريفور ديبوى إنه بالقتال المشرف الذى خاضته الجيوش المصرية استرد العرب ثقتهم فى أنفسهم مما أدى إلى تدعيم النفوذ العربى على الصعيد العالمي، والمؤرخ العسكرى البريطانى أوبلانس الذى أكد أن الجنود العرب قضوا على أسطورة السوبرمان الإسرائيلى الذى لايقهر، إن الدروس المستفادة من حرب أكتوبر تتعلق بالرجال وقدراتهم أكثر مما تتعلق بالآلات التى يقومون بتشغيلها فالإنجاز الهائل الذى حققه المصريون هو عبقرية ومهارة وروح معنوية عالية وجرأة كانتا من قبل فى عداد المستحيل» كما قال الجنرال البريطانى هوكلي. «كانت بمثابة زلزال فلأول مرة فى تاريخ الصهيونية حاول العرب ونجحوا فى فرض أمر واقع بقوة السلاح» كما قال الصحفى البريطانى دافيد هيرست، هي الحرب التى أحالت حياة جولدا مائير رئيس وزراء إسرائيل إبان الحرب إلى خوف وفزع ومأساة ستبقى معها حتى الموت كما جاء فى مذكراتها، واعتراف موشى ديان وزير الحرب الإسرائيلى بالهزيمة وقوله: «حرب أكتوبر زلزال تعرضت له إسرائيل وتفوقنا زال إلى الأبد»، إنه الجيش المصرى الذى لا يقهر الذى قال عنه قادة جيش إسرائيل فى جبهة سيناء «الجندى المصرى يواصل التقدم رغم إطلاق النار عليه».. تحية واجبة للجيش المصرى ولدماء شهدائنا الأبرار.