«المضروب يكسب»| أسعار الأطراف الصناعية «نار».. والمريض «الضحية»

«المضروب يكسب»| أسعار الأطراف الصناعية «نار».. والمريض «الضحية»
«المضروب يكسب»| أسعار الأطراف الصناعية «نار».. والمريض «الضحية»

41 ألف مريض يرعاهم «التأمين الصحي».. ويوفر لهم الأطراف بتكلفة 474 مليونا جنيه


«صاحب محل»: «الطرف الصيني» الأكثر إقبالًا.. «الألماني» الأعلى جودة.. والورش والمصرية تقوم بـ«التقفيل»


«طبيب» يوضح الفرق بين «الأصلي والمضروب».. ويوجه نصائح للمريض والطبيب المعالج

 

 

يتعرض الكثيرون إلى حوادث مختلفة قد تؤدي إلى إصابات شديدة الخطورة وتصل إلى فقدان أحد الأشخاص لذراعه أو بتر ساقه أو أحد أعضاء جسده، ليصاب بنوع من الفجيعة والصدمة وتتغير حياته فجأة، فكيف يسد الخلل الجسدي الذي كان يؤديه هذا العضو من ناحية، وكيف يواجه المجتمع بيد أو ذراع وساق واحد.

 

 وهنا تبدأ رحلة التفكير في طريقة تعويض خلل هذا العضو، بتركيب طرف صناعي في محاولة لتعويض الجسم عما أصابه، وإعادة الثقة للنفس أمام المجتمع.

 

الأطراف الصناعية


وبلغة الطب، فإن الأطراف الصناعية هي أعضاء بديلة لطرف الجسم الطبيعي الذي تعرض للبتر، سواء العلوي أو السفلي، مثل المفصل والساق والركبة والقدم والذراع والأذن وأيضًا الأنف، فتتم زراعته محل العضو المبتور ليعود المريض إلى الحياة الطبيعية قدر الإمكان، ويعتبر ذوي الاحتياجات الخاصة هم الفئة الأكثر استخدامًا لهذه الوسائل.


 وبحسب البيانات الرسمية الأخيرة وتحديدًا في إحصائية عام 2016، فهناك 41 ألف معاقا حركيا، ترعاهم هيئة التأمين الصحي، وتوفر لهم الأطراف بتكلفة 474 مليونا و252 ألف جنيه.

 

سوق الأطراف الصناعية


وفي هذا السياق، أجرت «بوابة أخبار اليوم» جولة في محال بيع الأطراف الصناعية بشارع قصر العيني في منطقة وسط القاهرة، ورصدنا أسعارها وأنواعها، كذلك الفئات الأكثر استخدامًا لها، وكذلك كيف طغت البضاعة المضروبة على السوق، وطرق التفرقة بين الأصلي و"المضروب".

 

رحلة الصناعة.. والأسعار 


في البداية، كشف محمد العربي، صاحب محل لبيع الأطراف الصناعية بشارع قصر العيني، أن صناعة الأطراف الصناعية غير رائجة في مصر إلا في بعض الأماكن المختصة مثل منطقة عابدين، مؤكدًا أنهم يعتمدون بشكل كلي على البضاعة المستوردة، ولعل الأكثر إقبالًا هو المنتجات الصينية، لكن الورش والمحلات المصرية تقوم بـ«تقفيل الشغل»- بحسب حديثه-.

 

أنواع الأطراف  


وقال «العربي» لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن القوالب التي يصب فيها الأعضاء وكذلك جميع الأجهزة المستخدمة في عملية التقفيل -عندما يستقبلون الزبون ويأخذون مقاساته-، مستوردة بالكامل، أما عن أنواع الأطراف الصناعية، فذكر أنها طرف تحت الركبة، وفوق الركبة، وذراع «تحت الكوع»، وذراع «فوق الكوع»، إضافة إلى أصابع، كف، أذن، وأنف.


وذكر أن، «الأوردر الواحد» يستغرق فترة من أسبوع إلى 15 يومًا كاملًا لإعداده بمقاسه المحدد وتجهيزه وصبه ثم أخذ الأطوال، وبعد ذلك يتم تسليمه لصاحبه.

 

أنواع الصناعة


أما عن الأنواع المطروحة في السوق، فذكر أنها «مصري، ألماني، روسي، تركي، صيني»، لافتًا إلى أن الألماني هو الأغلى، لجودة صناعته كما أنه «مُريح»، لكنه سعره مرتفع جدًا بالنسبة للمريض المصري، أما المصري، فوصفه بـ«خشبه ثقيل وقليل الشراء»، متابعًا: «المصري بتاع الناس اللى على قدها، والتابعين للتأمين الصحي».

 

وذكر أن، العميل يستخدم المصري لمدة شهرين ثم يلجأ للأفضل جودة، أما الصيني فهو «بتاع الناس محدودي الدخل»، وهو الأكثر مبيعًا، قائلًا: «الحالة اللى وزنها ثقيل تأخذ الألماني، والحالة من محدودي الدخل الحال، تاخذ الصيني».

 

الأسعار.. للمصري والأجنبي


أما عن الأسعار، فذكر أنها تبدأ لقطعة «فوق الركبة» من 12 ألف إلى 75 ألف جنيه للصنف الألماني، والمصري «لأصحاب اللياقة البدنية»، فيبدأ من 3 آلاف جنيه إلى 7 آلاف، أما الصيني فيبدأ من 5 آلاف إلى 12 ألف جنيه، مضيفًا: «أما قطعة الذراع، فتبدأ من 8 آلاف جنيه إلى 85 ألف».

 

أما الأصابع، فذكر أنها تأتي على حسب الطلب، مستطردًا: «تبدأ من 1350 جنيه للأصبع الواحد حتى 15 ألف»، واختتم العربي حديثه بقوله: «السوق هابط والحالة واقفة، وكله شغال في المضروب، مش زي زمان».

 

الأصلي والمضروب


أما عن الفرق بين الأصلي والمضروب، فقال الدكتور خالد عمارة، أستاذ جراحة العظام بكلية الطب بحامعة عين شمس، إن صناعة المستلزمات الطبية عامة والأطراف الصناعية خاصة مثل أي صناعة أخرى، فهي أنواع، فهناك الجيد والمتوسط والردئ و«كله بماركات»، موضحًا أنها صناعة عالمية ذات درجات، وهناك بلاد تستهلك النوعيات الجيدة، وبلاد أخرى تستهلك الأنواع الرديئة، ومع الأسف هذا في كل المجالات.

 

وأضاف «عمار» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن المريض من المفترض أن يعتمد على أنواع من الأطراف الصناعية ذات جودة عالية، وهذا يتوقف على الطبيب المعالج الذي يحدد النوع المناسب للمريض، وأيضًا المعالج الفيزيائي الذي يساعد المريض على التأهيل في مكان الإصابة.


أما بالنسبة للمريض الذي لا يتحمل نفقات الأنواع جيدة الصناعة، مرتفعة الثمن، فذكر أستاذ جراحة العظام بكلية الطب بحامعة عين شمس، أنه يضطر إلى شراء النوع الأرخص ذات الجودة العادية، الذي لا يؤدي وظيفته المطلوبة بشكل جيد، وصاحب العمر الافتراضي القليل، وطريقة المشي به لا تعطي الراحة، فقد يتعرض إلى آلام نتيجة الاحتكاك أثناء المشي، الأمر الذي يؤدي إلى التأثير على المفاصل والظهر، مشيرًا إلى أن هذه المشكلة عالمية، ولا تقتصر على السوق المصري فقط، لافتًا إلى أن عدد كبير من المرضى يضطرون إلى شراء والتعايش بالأطراف الرديئة منخفضة الثمن رغم ما تسببه من التهاب المفاصل الحاد في الركبة أو الفخذ أو أي مفصل كبير آخر، وتتسبب في النهاية بالإصلاح الجراحي للمفصل الحالي واستخدام أدوية الألم، ومعاناة ومضاعفات لا طائل منها.

 

نصائح عند الشراء


وووجه «عمارة» عدة نصائح للمريض قبل التوجه إلى السوق لشراء الطرف الصناعي، قائلًا يجب أن يراجع مع طبيب العلاج الطبيعي ليدله على نوع الطرف المناسب له رغم حالته المادية، بحيث لا يتسبب في حدوث مضاعفات للمريض، إضافة إلى إرشاده إلى خطوة الأنواع «المضروبة»، موجهًا رسالة للمرضى أيضًا، قائلًا: «استشر طبيبك وتحدث معه عن حالتك المادية قبل أي شيء، فمن المهم عدم الاستعجال، واختيار النوع الأفضل لصحتك».