رؤية

حوار مع سائق تاكسى «أنام جعان.. ولا تسقط مصر»

صبرى غنيم
صبرى غنيم

- من يومين كنت أستقل تاكسيا من التاكسيات العادية وواضح أن حظى كان سيئا فى اختياره لأنه كان «مهكع» بيجر فى عجله بالعافية وأخذت مكانى جانب السواق.. عبرنا ميدان التحرير وإذا به يقول لى.. الحمد لله «الحَوش اتلموا».. قلت له.. تقصد مين بالـ «حَوش»..
- قال.. فيه حد فى مصر ما يعرفش «الحَوش» عملاء الإخوان، كانوا بيحلموا بميدان التحرير، وزى ما أنت شايف الميدان زى الفل، لم يجرؤ أحدهم على نزول الميدان، لأن المصريين «مصحصحين».. المرة دى لو الميدان وقع تبقى مصر وقعت، وهنبقى زى سوريا وليبيا، وده مش هيحصل طول ما عندنا هذا الرجل..
- سألته سؤالا صريحا.. هل أنت عندك قناعة فعلا بالرئيس السيسى؟
- قال: هو فيه غيره راجل شايل راسه على إيده، ورغم إن اللقمة بالعافية أقسم بالله كل دعائى لمصر، أنا عندى أعيش جعان ولا تصبح مصر زى سوريا أو ليبيا، إحنا شايفين سكانهم بأطفالهم مشردين عن بيوتهم، وتقولى ثورة.. ثورة مين يابويا لشوية عصابة عايزين كرسى الحكم..
- قلت له.. تفتكر التكتيك ده من الإخوان وحدهم..
- قال: لا.. التكتيك ده من الحاقدين على مصر، واللّى نجحوا فى إغراء بعض المصريين عبدة المال، أنا كإنسان بسيط، يعنى سواق تاكسى مش ممكن أبيع بلدى، اللى يبيع بلده يبيع أمه وأبوه ولحمه، خلاص الضمائر ماتت، وبنشوفهم على تليفزيونات الإخوان بيحرضوا أهاليهم على تدمير البلد، دول خونة.. بكرة هيبوسوا الجزم لما أردوغان وأمير قطر يبقوا جثث فى الشوارع، شعبهم هو اللى هينقلب عليهم، لا يمكن لأى مصرى أن يلوث إيده بدم الإرهابيين..
- قلت له.. ماذا تتوقع فى المستقبل؟
- قال: نتوقع الخير لمصر، إحنا يابيه أحسن من غيرنا، أنا نايم وبناتى فى حضنى، دى عندى بالدنيا، ولا تقول لى غلاء، ولا الكهربا زادت، وده طبيعى وشايفينه فى كل البلاد، لكن فى حاجات أهم وهو الاستقرار، يكفى أن أخرج الصبح وعارف إنى راجع بيتي، الحاجة أم أحمد جارتى عندها ولدان فى سينا، عرضوا عليها ينزلوا واحد منهم، رفضت وقالت «خدونى مع أولادى».. شفت يابيه الناس بتحب مصر إزاى..
- قلت له.. لو جت لك فرصة وقابلت رئيس الجمهورية هتطلب منه إيه؟
- قال: بس هشوفوا فين، ده أنا طول النهار فى الشارع، والريس كان الله فى عونه غرقان فى مشاكلنا.. ثم يسكت ويسرح قليلا ويقول لى.. لو جاتنى فرصة وشفت الرئيس.. سأحضنه وأقول له «يا بطل مصر.. إحنا معاك».. وأنت يا ريس جوه قلوبنا..
- قلت له.. هل ستشكو من حالة الغلاء؟
- قال: أول مرة أشوف الريس فيها نتكلم فى الأكل والشرب، هكلمه فى المشاريع اللى بيعملها للبلد، صحيح المشاريع دى فاتحة بيوت ناس كثيرة لكن العمالة فى مصر مش معمار فقط، المحليات واقعة.. الراجل بيحلم أنه يغير من صورة مصر علشان المستثمرين الأجانب لما ييجوا تتغير نظرتهم.. يعرفوا إنهم هيحطوا استثماراتهم فى بلد مرتاحة مش فى بلد تعبانة..
- قلت له وإيه رأيك فى موقف الرئيس فى مشكلتنا مع أثيوبيا.
- قال: كان الله فى عون الرئيس.. أكيد الراجل مصدوم، لأنه كان «راجل معاهم» لم يمانع فى بناء السد، طالما فيه خير لأبناء أثيوبيا، ولم يتوقع غدرهم بالتحكم فينا، والتكتيك مع تركيا وقطر وإسرائيل فى مضايقتنا.. الرئيس ربنا يحميه استعمل العقل واستخدم كل علاقاته الدولية.. وأعلنها للعالم أنه لن يفرط فى حق مصر.. وكلام الرئيس كلام عسكريين.. كلام راجل مقاتل وإحنا ولاد الشارع فاهمين كويس اللى بيقوله..
- وينتهى الحوار بعد أن أوصلنى لمستشفى الصفا، وأقسم مليون يمين ما ياخد أى فلوس، فقلت له.. أنا موافق بالنسبة للتوصيلة، لكن هذا المبلغ لتشترى هدية لبناتك، وانصرفنا وكنت سعيدا بحوار هذا الرجل البسيط.. ابن مصر.