الوصل والفصل

أطول الحروب

محمد السيد عيد
محمد السيد عيد

محمد السيد عيد

 

خاضت مصر خلال السبعين عاماً الأخيرة ست حروب، هى: حرب فلسطين 1948، ثم العدوان الثلاثى 1956، فحرب 1967 المعروفة بالنكسة، تلتها حرب الاستنزاف، وبعدها حرب التحرير 1973. كانت معظم هذه الحروب سريعة جداً. الحرب الوحيدة التى استمرت ثلاث سنوات كانت حرب الاستنزاف. لكن بعد حرب أكتوبر بشهور بدأت أطول حرب شهدتها مصر المعاصرة على الإطلاق، وهى الحرب ضد الإرهاب، لتكون سادس الحروب.. بدأت هذه الحرب بهجوم إرهابى على الكلية الفنية العسكرية فى أبريل 1974، ولم تتوقف حتى الآن. فبعد الفنية العسكرية خطف الإرهابيون الشيخ الذهبى وقتلوه، ثم قتلوا السادات نفسه 1981، واستمروا بعد مجيء مبارك، وارتكبوا مذابح عدة، كان أخطرها هو مذبحة الأقصر فى نوفمبر 1997، التى راح ضحيتها ثمانية وخمسون سائحاً.
وامتد الإرهاب لسيناء فى 2002، حيث تكونت جماعة التوحيد والجهاد على يد الطبيب خالد مساعد، وقامت بعمليات مروعة، بدأت بهجوم على هيلتون طابا 2004، أسفر عن ثلاثين قتيلاً وعشرات المصابين، وفى التوقيت نفسه تم هجوم آخر على منتجعين سياحيين فى نويبع. إلا أن الهجوم الذى شنوه على شرم الشيخ 2005 وراح ضحيته مائة قتيل، بالإضافة لمائتى جريح كان أخطر هجوم لهذه الجماعة الملعونة.. وابتداءً من 2011 دخل الإرهاب مرحلة جديدة، واتخذ من أنفاق غزة معبراً لمصر، وتسللت التنظيمات التكفيرية إلى سيناء، وكان سقوط العقيد القذافى سبباً فى تسليح هذه الجماعات بأسلحة لا حدود لها، ولأن مرسى وجماعته، كانوا يتوقعون أنهم لن يستمروا فى حكم مصر، فقد عملوا على حشد وتدعيم التنظيمات الإرهابية فى سيناء لتكون حرباً على القوات المسلحة فى حالة الإطاحة بهم. وهذا يوضح قول البلتاجى بأن ما يحدث فى سيناء سينتهى فى اللحظة التى يعود فيها مرسى للحكم.
ومع ثورة 30 يونيو اشتد الإرهاب ضراوة، واستهدف الإرهابيون الجيش والمدنيين، ورأينا لأول مرة فى مصر تفجير مسجد بمن فيه فى قرية الروضة، مما نجم عنه استشهاد ثلاثمائة مصلِ، كما رأينا الاعتداءات الوحشية على الكنائس.
لقد كنت أنوى الكتابة عن حرب أكتوبر 73، لكنى وجدت أن الأولى بالكتابة هو هذه الحرب الضروس التى تخوضها مصر، لأنها أطول حرب خضناها ونخوضها حتى الآن. وأؤكد أن مصر رغم ضراوة المعركة ستنتصر.