عاجل

بطولات الشرطة| «قتال وحماية وإيواء».. دور الجندي المعلوم في حرب أكتوبر

نصر أكتوبر - صورة مجمعة
نصر أكتوبر - صورة مجمعة

تحتفل مصر اليوم، الأحد السادس من أكتوبر، بالذكرى الـ46 لانتصار حرب استعادة الكرامة‏ وصناعة التاريخ الحديث، ويخلد المصريون بطولات رجال الجيش والشرطة الذين خلدوا أسماءهم بحروف من نور في سجلات التاريخ العسكري، فهم أبطال ضحوا بأرواحهم من أجل رفع راية مصر عالية.

رسمت المعركة لوحة فنية تلاحمت فيها دماء "الجيش والشعب والشرطة" لتوضح للعالم أجمع بأن المصريين يد واحدة أمام العدوان، فكان لرجال الشرطة المصرية دور بارز في حرب أكتوبر المجيدة،  تحت إشراف اللواء ممدوح سالم، وزير الداخلية لعام 1973 أثناء الحرب، مع القوات المسلحة‏ للتصدي من خلاله للعدو الإسرائيلي المغتصب للوطن في ذاك الوقت.

 

لذا تستعرض "بوابة أخبار اليوم: في تقريرها، الدور الأبرز للشرطة والذي تجلى تحديدًا حول ثغرة الدفرسوار حين أصدر الرئيس محمد أنور السادات، رئيس الجمهورية آنذاك، قرارا باشتراك الشرطة في المعركة إلى جانب القوات المسلحة، وتوافدت قوات الأمن المركزي إلى مدن القناة للتصدي للعدوان الإسرائيلي الغاشم، والذي حاول من خلال الثغرة التسلل إلى مدينتي السويس، والإسماعيلية.

 

الأمن المركزي 

ظهر دور القوات الشرطية، عندما أغلق العدو الإسرائيلي الطريق البري من جهة الغرب والمؤدي إلى مدينة السويس، حيث تمكنت قوات الأمن المركزي من دخول مدينة الإسماعيلية، وكان طريقها مفتوحًا على عكس طريق السويس، واستطاعت التمركز في المناطق الحيوية التي توجد فيها نقاط تماس وتقارب مع تواجد العدو المتاخم لمدينة السويس.

وأدى انتشار قوات الشرطة والتحامها بالمقاومة الشعبية، إلى إحجام العدو عن مغامرة اقتحامه لمدينة الإسماعيلية، تحسبًا من المواجهات، حيث قامت القوات المتمركزة داخل المدينة بأعمال بطولية، خاصة بدائرة قسم شرطة الأربعين، وتصدى ضباط وأفراد القسم للقوات الإسرائيلية التي حاولت التسلل والانتشار داخل المدينة ومنعت تقدمهم بل وكبدتهم خسائر فادحة.

الدفاع المدنى


وفي بورسعيد وبورفؤاد قامت قوات الإطفاء والدفاع المدني والإنقاذ، بجهد كبير في إفساد أهداف غارات العدو المكثفة على المدينة يوميا، نتيجة ضرب قواعد الصواريخ بها كل يوم تقريبا، حيث كانت تهاجمها الطائرات الإسرائيلية وهي منخفضة من جهة البحر فلا تكتشفها الرادارات وتقوم بقصف منشآت المدينة يوميا.

 

تأمين المنشأت والإسعاف


كان لرجال الشرطة مهام محددة منها تأمين طرق الإسماعيلية والقاهرة، فكان رجال الأمن مكلفين بحراسة وتأمين طريق "الإسماعيلية- القاهرة الزراعي"، الممتد من شمال ترعة الإسماعيلية، وذلك في القطاع من مدينة الإسماعيلية شرقا حتى التل الكبير غربا.

 

كما تم التركيز على بعض النقاط المهمة على الطريق وهي البعالوة، والقصاصين، والمحسمة، وأبو صوير، والكوبري العلوي، والعمل على منع أية عمليات نسف أو تدمير من جانب العدو، وذلك عن طريق الكمائن ونقاط الحراسة الثابتة، وحراسة المنشآت والأهداف الحيوية في مدينتي الإسماعيلية والقنطرة غرب ومنطقة أبو خليفة ومنطقتي الكاب والتينة ومدينة بورسعيد.

 

وصدرت التعليمات بتأمين المنشآت والتواجد الميداني بالشارع، واستخدام سيارات الشرطة كسيارات إسعاف، وتوفير الدم بالمستشفيات وإحكام الرقابة على المسجلين خطر وفحصهم وأحكام الرقابة على ضعاف النفوس.

شهداء الشرطة فى حرب أكتوبر

 

وضحت الشرطة بخيرة أبنائها في معركة الكرامة، وجاء على رأس قائمة شهداء الشرطة النقيب محمد عاصم حمودة، الذي استشهد أمام القسم أثناء إطلاقه الرصاص من خلال مدفعه الرشاش على قوات العدو، التي تراجعت أمامه، وكذلك زملائه الذين أظهروا شجاعة منقطعة النظير، جعلت العدو يتقهقر إلى الخلف وينسحب.

 

التطوع واجب


حين بدأت الحرب، تطوع عدد كبير من أفراد الشرطة للاشتراك مع أفراد الصاعقة في العمليات الفدائية، وكان لقسم الدورية اللاسلكية دور بارز أشادت به قوات الصاعقة، وسجلت وثائق المعركة مدى نجاح قوات الشرطة في إحباط محاولات العدو لتعطيل أجهزة الرادار الحربية المصرية حين ألقت الطائرات الإسرائيلية كميات من الورق المفضض في المجال الجوي بمنطقة القناة للتأثير على أجهزة الرادار .

 

البعد الاجتماعى


مع نهاية الحرب وتحقيق الانتصار اتخذ الدور الأمني بعدًا اجتماعيًا، تمثل في معاونة سكان المدن والمحافظات التي تعرضت للقصف وإيجاد أماكن بديلة بالإضافة إلى تدبير السلع التموينية وفرض رقابة صارمة علي الأسواق وتوفير الأمن والسكينة للمواطنين.