في ذكري نصر أكتوبر| مواقف وطنية للكنائس المصرية

مواقف وطنية للكنائس المصرية
مواقف وطنية للكنائس المصرية

دائما وأبداً تجد للكنائس المصرية دورًا ورد فعل وطني في جميع الأزمات التي مر بها البلاد، وتجدها دائما كنيسة وطنية في المقام الأول هدفها الأسمى مصلحة الوطن قبل كل شئ .

 

وللكنيسة المصرية دورًا ليس فقط في الأزمات التي تمر بها البلاد بل المنطقة العربية بأكملها وعلى رأسها القضية الفلسطينية عندما أعلن البابا الراحل شنودة الثالث موقفة الحاسم بشان سفر الأقباط للقديس بالأماكن المقدس للقدس ورفضه لذلك قائلا "لن ندخل القدس إلا مع برفقة أشقائنا المسلمين" ، لم تكن ذلك الموقف الوحيد بل هناك مواقف أخرى اثبت أن الكنيسة عمود أساسي من أعمدة الدولة ، وتسعى لتحقيق مصلحة الوطن في المقام الأول .

 

ومع حلول الذكري الـ ٤٦ لانتصارات أكتوبر المجيد ، كان للكنائس القبطية المصرية دورًا هامًا في تحقيق النصر ، ووقوفها بجانب الدولة لاسترداد سيناء الغالية ، ومن أهم تلك المواقف :

 

- زيارات البابا شنودة للجبهة

كان للبابا شنودة الثالث دورا كبيرا في تحفيز الجنود علي استرداد الأرض حيث قام أكثر من مرة بزيارة الجنود على الجبهة ومنها يوم 10 إبريل 1972، وألقى كلمة على الجنود.

 

وفور الإعلان عن الحرب عقد البابا شنودة الثالث اجتماعا مع كهنة القاهرة بالقاعة المرقسية بالأنبا رويس بالعباسية، ناقش فيه الواجب الذي يجب على الكهنة القيام به في هذا الوقت من عمر الوطن، وفى البداية قرر المجتمعون إرسال برقيات تهنئة وتأييد للرئيس السادات ورئيس مجلس الشعب والأمين الأول للجنة المركزية والفريق أول أحمد إسماعيل وزير الحربية.

 

واتخذ البابا والكهنة عددًا من القرارات التي جعلت الكنيسة في قلب المعركة مع الوطن، وهى الاهتمام بالدفاع المدني، وتدريب الشباب عليه، وأقيم مركز للدفاع المدني في كنيسة مارجرجس بالجيوشي بشبرا، كما تم الاتفاق على زيارة المستشفيات العسكرية، وتقديم الهدايا والمعونات للجنود والجرحى، والاطمئنان على صحتهم.

- إسعاف المصابين

سارعت الكنائس في فتح أبوابها للمصابين حيث خصصت الأدوار السفلية، لتكون مخابئ وقت الغارات، مع تدبير الإسعافات الأولية، وقامت بتوعية الشعب بما يجب عليه خلال أيام القتال، سواء بالعظات أو النشرات.

 

ومن ضمن القرارات أيضا الاشتراك في كل الاجتماعات التي تنظمها الأمانة العامة للاتحاد الاشتراكي لرجال الدين الإسلامي والمسيحي، سواء على مستوى الحي أو القاهرة، وجمع التبرعات من كل كنيسة، لدعم المجهود الحربي، وإذاعة تعليمات الدفاع المدني وتوجيهاته، ونشرها على الشعب وطبع النشرات الدينية التي تؤيد موقف مصر دينيا تجاه إسرائيل خصوصا مقالات البابا (سيناء مقبرة الإسرائيليين)، وتوزيعها بالمجان.

 

- تطوع الراهبات في المستشفيات

ومع قرب إعلان الحرب سارعت الكنائس في اتخاذ خطوات سريعة، كان أوّلها جمع التبرعات في أثناء القداسات والاجتماعات وتجمّعت الأموال في الكاتدرائية، وكلّف البابا شنودة الأنبا صموئيل، أسقف الخدمات العامة بتوصيلها للدكتور عبد العزيز كامل، وزير الأوقاف، تحت عنوان "من الكنائس والجمعيات القبطية إلى الجنود البواسل"، وإلى جانب الأموال كانت هناك هدايا عينية للجنود.

 

كما تطوعت راهبات قلب يسوع المصريات فى المستشفيات العامة والعسكرية ومستشفى الهلال الأحمر، للقيام بأعمال التمريض وتخفيف آلام الجرحى، وقدّم الأقباط الكاثوليك والإنجيلين والمارونيين تبرعات مادية، وعقدت كل الإيبارشيات اجتماعات وطنية، لتحميس الشعب وتقوية الجبهة الداخلية.