«تبخرت غطرسة إسرائيل وغيرت مجرى التاريخ».. نصر أكتوبر في عيون الصحافة المحلية والعالمية

«تبخرت غطرسة إسرائيل وغيرت مجرى التاريخ».. نصر أكتوبر في عيون الصحافة المحلية والعالمية
«تبخرت غطرسة إسرائيل وغيرت مجرى التاريخ».. نصر أكتوبر في عيون الصحافة المحلية والعالمية

تحل علينا الذكرى الـ46 لنصر أكتوبر المجيد.. بطولات ومشاهد ولقطات حُفرت في الذاكرة التاريخية المصرية والعربية، ووثقتها الصحافة المصرية والعربية والعالمية لحظة بلحظة بأحرف من نور في أرشيفها الصحفي.


وتستعرض «بوابة أخبار اليوم» في سياق هذه السطور كيف تناولت الصحف أحداث الحرب منذ بدايتها  حتى توقف إطلاق النيران.

 


الأخبار


جاء المانشيت الرئيسي لجريدة الأخبار «عبرنا القناة ورفعنا علم مصر».


كما جاءت العناوين الرئيسية: «إسرائيل تعترف بنجاح العبور المصري وتدفق المدرعات المصرية إلى سيناء.. استولت قواتنا على معظم الشاطئ الشرقي للقناة.. وتواصل القتال بنجاح.. قواتنا البحرية تدمر الأهداف الهامة للعدو على ساحل سيناء الشمالي.. المقاتلات المصرية تضرب مواقع العدو وتتصدى لهجوم جوي كبير.. القوات السورية تقتحم مواقع العدو وتحرر جبل الشيخ وعدة مراكز بالجولان».

 


الأهرام


أبرزت صحيفة الأهرام نجاح الجيش في عبور القناة واقتحام خط بارليف، فكان المانشيت الرئيسي لها «قواتنا عبرت القناة واقتحمت خط بارليف».


وجاءت العناوين الرئيسية: «معارك ليلية عنيفة بالدبابات في سيناء بعد نجاح عملية العبور.. معارك جوية ضاربة في الجبهتين المصرية والسورية.. اتصالات عاجلة في الأمم المتحدة تعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن».

 


الجمهورية 


اهتمت صحيفة الجمهورية بسير المعارك على جبهة القتال، فكان المانشيت الرئيسى لها «قواتنا تقاتل الآن فوق سيناء».


وجاءت العناوين الرئيسية: «قواتنا تصد عدوانا إسرائيليا ثم تقتحم القناة على طول خط المواجهة وترفع العلم المصري فوق الضفة الشرقية.. السادات ينتقل إلى قيادة القوات المسلحة ليكون على اتصال دائم بسير المعركة.. معارك شاملة برية وبحرية وجوية على طول خطوط النار المصرية والسورية مع إسرائيل.. الطيران المصري يقصف مواقع العدو ويسقط 11 طائرة والأسطول البحري يضرب قوات العدو على الساحل الشمالي لسيناء .. إسرائيل تعترف بالعبور المصري وتعلن: المدرعات المصرية تتدفق عبر جسرين على القناة.. القوات السورية ترد العدوان الإسرائيلي وتطارد العدو في الجولان وتحرر مواقع عديدة منها جبل الشيخ».


 
وكثفت الصحف من متابعاتها طوال أيام الحرب حتى قرار وقف إطلاق النار الذي التزمت به مصر في 24 أكتوبر، وحتى توقف حالة الحرب نهائيا في 28 أكتوبر بوصول قوات الأمم المتحدة لمنطقة القنال، وأبرز ما جاء في تناول الصحف المصرية والعربية خلال تلك الفترة كان كالآتي:

 


الأخبار: «قواتنا تتقدم.. وتأسر.. وترد الهجوم المضاد»، «ضباط وجنود من الأعداء استسلموا بدباباتهم.. وآخرون هربوا وتركوا معداتهم.. فشل العدو في ضرب المعابر وزاد تدفق قواتنا إلى سيناء.. خسرت إسرائيل 57 طائرة و92 دبابة – خسرنا 21 طائرة وعددا من الدبابات.. إسرائيل تعترف: القوات السورية تتقدم في الجولان».


«إسرائيل تعلن انسحابها إلى خط دفاع جديد.. سيطرنا تماما على الضفة الشرقية للقناة.. نسفنا آبار البترول في البلاعيم.. أسقطنا 24 طائرة للعدو ودمرنا 36 دبابة.. حررنا القنطرة شرق واستسلموا بأسلحتهم».

 


«الخطاب التاريخي للقائد الأعلى: أحمد الله.. قواتنا المسلحة حققت معجزة بكل المقاييس.. التهديد الأمريكي لا يخيفنا.. وهذه شروطنا للسلام.. الانسحاب فورا.. ومؤتمر دولي يحقق قرارات الأمم المتحدة».

 


الأهرام: «تل أبيب: سر القتال في اليوم الثاني حرج للغاية بالنسبة لإسرائيل»، «يوم القوات المنتصرة.. القوات المصرية التي حطمت دعوى الأم الإسرائيلية.. المشير أحمد إسماعيل: جيش مصر اليوم أكثر قدرة واستعدادا عما كان عليه قبل حرب أكتوبر».


الجمهورية: أبرزت استسلام الجيش الإسرائيلى والهزيمة التي لحقت به، فكان المانشيت الرئيسى لها «استسلموا بمدرعاتهم».

 


 

المساء: «قواتنا تواصل تقدمها في سيناء».

 


 

الحياة: «بدأ كسينجر محادثاته مع بريجنيف بحثا عن حل.. الملك فيصل يرد على استمرار الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل.. وقف تصدير النفط السعودي إلى أمريكا.. القوات السعودية تقوم بهجمات ناجحة في الجولان.. القوات السورية تقصف مصفاة حيفا».


 

كما استحوذت حرب أكتوبر على اهتمامات الصحف العالمية والإسرائيلية، وجاء أبرزها:


صحيفة الديلي تلجراف البريطانية


« لقد غيرت حرب أكتوبر - عندما اقتحم الجيش المصري قناة السويس، واجتاح خط بارليف - مجرى التاريخ بالنسبة لمصر وبالنسبة للشرق الأوسط بأسره».


صحيفة التايمز البريطانية


«كانت الصورة التي قدمتها الصحافة العالمية للمقاتل العربي عقب حرب 67 هي صورة مليئة بالسلبيات وتعطي الانطباع باستحالة المواجهة العسكرية الناجحة من جانب العرب لقوة إسرائيل العسكرية وعلى ذلك يمكن أن نفهم مدى التغيير الذي حدث عقب أن أثبت المقاتل العربي وجوده وقدراته وكيف نقلت الصحافة العالمية هذا التغيير علي الرأي العام العالمي».


«واضح أن العرب يقاتلون ببسالة ليس لها مثيل.. ومن المؤكد أن عنف قتالهم له دور كبير في انتصاراتهم.. وفي نفس الوقت ينتاب الإسرائيليين إحساس عام بالاكتئاب لدي اكتشافهم الأليم الذي كلفهم كثيراً أن المصريين والسوريين ليسوا في الحقيقة جنوداً لا حول لهم ولا قوة وتشير الدلائل الي أن الإسرائيليين كانوا يتقهقرون علي طول الخط أمام القوات المصرية والسورية المتقدمة».


«كانت (الفردان) شرق قناة السويس من أول المواقع التي استولت عليها القوات المصرية .. وعندها حقق المصريون أعظم انتصاراتهم واستعادوا أراضيهم منذ اليوم الأول .. وكست وجوهم أمارات الزهو والانتصار علي خط بارليف الذي انهار أمهامهم، وهكذا ذهب خط بارليف الإسرائيلي علي غير رجعة».


صحيفة واشنطن بوست


«إن المصريين والسوريين يبدون كفاءة عالية وتنظيماً وشجاعة، لقد حقق العرب نصراً نفيساً ستكون له آثاره النفسية.. إن احتفاظ المصريين بالضفة الشرقية للقناة يعد نصراً ضخماً لا مثيل له تحطمت معه أوهام الإسرائيليين بأن العرب لا يصلحون للحرب».


صحيفة الفينانشيال تايمز

«إن الأسبوع الماضي كان أسبوع تأديب وتعذيب لإسرائيل، ومن الواضح أن الجيوش العربية تقاتل بقوة وشجاعة وعزم، كما أن الإسرائيليين تملكهم الحزن والاكتئاب عندما وجدوا أن الحرب كلفتهم خسائر باهظة وأن المصريين والسوريين ليس كما قيل لهم غير قادرين على القتال».


صحيفة ديلي صن البريطانية


«لقد اتضح أن القوات الإسرائيلية ليست مكونة - كما كانوا يحسبون - من رجال لا يقهرون، إن الثقة الإسرائيلية بعد عام 1967 قد بلغت حد الغطرسة الكريهة التي لا تميل إلي الحلول الوسط وأن هذه الغطرسة قد تبخرت في حرب أكتوبر، وأن ذلك يتضح من التصريحات التي أدلي بها المسئولون الإسرائيليون بما فيهم موشي ديان نفسه».


صحيفة ديلي ميل البريطانية


«لقد محت هذه الحرب شعور الهوان عند العرب وجرحت كبرياء إسرائيل».


صحيفة لومانتيه الفرنسية


« إن حرب أكتوبر قد أطاحت بنظرية الحدود الآمنة كما يفهمها حكام تل أبيب، فقد أثبتت أن أمن إسرائيل لا يمكن أن يكفل بالدبابات والصواريخ، وإنما بتسوية سلمية عادلة توافق عليها الدول العربية».


صحيفة نسايتونج الألمانية


«إن الكفاح الذي يخوضه العرب ضد إسرائيل كفاح عادل.. إن العرب يقاتلون دفاعاً عن حقوقهم، وإذا حارب المرء دفاعاً عن أرضه ضد معتد فإنه يخوض حرباً تحريرية، أما الحرب من أجل الاستمرار في احتلال أرض الغير فإنها عدوان سافر».


صحيفة أنا بيللا الإيطالية


«لقد فر الجنود الإسرائيليون من خط بارليف وهم يلتقطون أنفاسهم وقد علت القذارة أبدانهم وشحبت وجوههم، وفرت فلولهم من الجحيم الذي فتحه عليهم الهجوم المصري الكاسح».


صحيفة «علهمشمار» الإسرائيلية


«لقد سادت البلاد قبل حرب أكتوبر مشاعر خاطئة هي شعور صقورنا بالتفوق العسكري الساحق لدرجة أن هذا الاعتقاد قادهم إلى طمأنينة عسكرية علي طريقة سنقطعهم إرباً إذا تجرأوا على رفع إصبع في وجهنا».


صحيفة هاآرتس الإسرائيلية


«لقد أوجدت حرب أكتوبر مفهوماً يبدو إننا لم نعرفه من قبل (منهكي الحرب) ونعني به أولئك الذين عانوا من الصدمات النفسية والمنتشرين الآن في المستشفيات ودور النقاهة يعالجون من أجل تخليصهم من الآثار التي خلفتها الحرب الضارية .. لقد عرف الجنود الإسرائيليون خلال تلك الحرب ولأول مرة في حياتهم تجربة الحصار والعزلة أثناء القتال وعار الأسر والخوف من نفاد الذخيرة».


«إننا - حتي يوم وقف إطلاق النار علي جبهة سيناء - لم نكن قد استطعنا إلحاق الضرر بالجيش المصري وأنه من المؤكد أنه حتي بدون التوصل إلي وقف القتال لم نكن سننجح في وقف أو تدمير الجيش المصري وبهذا يمكن القول أننا خلال حربنا الرابعة مع العرب لم نحقق شيئاً».


«إن صافرة الإنذار التي دوت في الساعة الثانية إلا عشر دقائق ظهر السادس من أكتوبر 1973 كانت تمثل في معناها أكثر من مجرد إنذار لمواطني إسرائيل بالنزول إلي المخابئ حيث كانت بمثابة الصيحة التي تتردد عندما يتم دفن الميت وكان الميت حينذاك هو الجمهورية الإسرائيلية الأولي وعندما انتهت الحرب بدأ العد من جديد وبدأ تاريخ جديد فبعد ربع قرن من قيام دولة إسرائيل باتت أعمدة ودعائم إسرائيل القديمة حطاماً ملقي على جانب الطريق».