حوار| العميد يسري عمارة: أسرت عساف يآجوري في «حفرة»

العميد يسري عمارة
العميد يسري عمارة

- دمرنا للعدو ٧٣ دبابة فى أقل من نصف ساعة

أطلقوا عليه أسد الفرقة الثانية مشاة فى حرب أكتوبر، قبل الحرب اسر « دان افيدان شمعون « الذى رقى بعد ذلك إلى رئيس جهاز الموساد، اثناء حرب اكتوبر انقض على عساف ياجورى واسره بدون سلاح، وجه له وزير الحربية فى ذلك التوقيت شكرا وعرفانا، زارته حرم رئيس الجمهورية الراحل محمد أنور السادات فى مستشفى الحلمية أثناء تلقيه العلاج، كما قامت الدولة بتكريمه بوسام النجمة العسكرية ونوط الواجب العسكرى طبقة أولى وميدالية جرحى الحرب من الرئيس السادات عام ٧٤، وفى عام ٩٢ حصل على ميدالية الخدمة الطويلة القدوة الحسنة، وتم اطلاق اسمه على أحد أكبر الميادين فى محافظة بورسعيد.. «الاخبار» تستعيد ذكريات النصر والعزة مع البطل العميد يسرى احمد عمارة فى ذكرى حرب اكتوبر..

فى البداية يؤكد العميد يسرى عمارة « إن النكسة كان لها وقع سيئ جدًا على جميع المصريين، عشنا أيامًا صعبة وحزينة، وكانت المسئولية على عاتقنا كبيرة، وتولد داخل كل فرد بالجيش شعار واحد إما النصر أو الشهادة».
واضاف: «بعد التخرج مباشرة حدث هجوم جوى اسرائيلى علينا، وكان ذلك الهجوم فى منطقة سرابيوم كانت خدمتى امام مياه القنال مباشرة، ورغم كل النقاط الحصينة بخط بارليف الاستطلاع كشف ما بعد خط بارليف وما بداخله من صواريخ وسلاح خفيف وثقيل وعساكر وضباط ودبابات.
وعن الذكريات التى لا ينساها، ذكرى استشهاد احد زملائه فاشار قائلا: «فى احد الأيام كان تحت قيادتى جندى اسمه توفيق الشافعى من المنصورة خريج تربية رياضية، وكان عائدا من اجازته التى قام فيها بخطبة إحدى قريباته فيها، وقامت إسرائيل بالضرب العشوائى فى اتجاهنا، وسقط العريس شهيداً مما أثار غضبنا ودفعنا للأخذ بثأره، كنا اسرة واحدة لم يكن هناك فرق بين جندى أوضابط حيث كنت اقطع اجازتى واعود للكتيبة لانى كنت افتقدهم وكنت اشعر بالملل اثناء فترة الاجازة، وقمنا بالرد سريعا ونصبنا الرشاش فى اتجاه العدو، وكانت دورية اسرائيلية قادمة من اتجاه الشمال « من ناحية بورسعيد « الى الجنوب « اتجاه السويس « وفتحنا النيران على الدورية فأوقعنا بهم خسائر كبيرة ما بين قتلى ومصابين وانتابتنا حالة من الفرحة لثأرنا لزميلنا.
فى عام 69 قبل الحرب بأربعة أعوام، جهزنا دورية وعبرنا إلى الضفة الشرقية بقوارب مطاطية، واستقروا بأحد الخنادق، إلى أن اقتربت دورية اسرائيلية عليهم وأخذنا منهم أسيرًا، واستطعنا ان نسحب الاسير عبر القوارب، وباستخدام الحبال قبل ان تصل القوات الاسرائيلية اليهم، وكان « الاسير « أول ضابط إسرائيلى يقع فى أيدى المصريين، كان الاسير ثقيل الوزن ومصاب فى فخذه بدفعة رشاش، وتم اقتياده الى ملجأ تحت الارض واكتشفنا انه بطل مصارعة فى قطاع الجنوب لإسرائيل واسمه « دان افيدان شمعون «، وفى تمام الساعة السابعة والنصف اذاعت قناة اورشليم القدس بيانا وقالوا انه قد تم فقد احدهم، وقاموا بالرد العنيف بالمدرعات والطيران، وفى اول دفعة لتبادل الأسرى كان «شمعون» أول أسير يرجع إلى إسرائيل لقرابته من رئيسة الوزراء جولدا مائير وظل يترقى فى اسرائيل حتى وصل الى رئيس جهاز الموساد.
وعند الثانية ظهر يوم ٦ أكتوبر حلق الطيران المصرى بارتفاع منخفض ومر من فوق رؤوسنا، وكانت الأسراب فى شكل خط واحد متجهة إلى سيناء، وتحركنا مع الضربة الجوية، وجدنا الطيارين المصريين اثناء العودة يقومون بتحيتنا مستعرضين بالطائرات، كدليل على تحقيقهم لمهمتهم بنجاح وتذليلهم وتمهيدهم لمهمتنا اثناء العبور، مما انعكس علينا معنويا بالايجاب، وبدأت المدفعية توجه ضرباتها وعند وصولنا إلى الضفة الشرقية للقناة وجدنا ان الموجة الاولى قد اقتحمت النقاط القوية فى الجانب الاخر من القناة بعد عبورهم بنجاح، وكان قادتنا يبكون من الفرحة وهى فرحة لا تنسى ابدا ولا توصف..
وفى اليوم الثالث للمعركة بدأ القتال وكنا قد وصلنا إلى كيلو 9 شرق القناة فى يوم الاثنين الذى أطلقت عليه إسرائيل «الإثنين الأسود» لشدة الخسائر من المدرعات، وفى هذه الأثناء اكتشف الاستطلاع بأن إسرائيل تقوم بتجميع قوات لتقوم برد القوات المصرية تمهيدا لعمل ثغرة مخططين للوصول الى الصالحية، وتقطع طريق إسماعيلية بورسعيد فوصل الخبر إلى القادة، واتفقوا على عمل خطة مثل حرف «U»، وصدرت الأوامر بضربهم فقمنا بالضرب بجميع الأسلحة الموجودة معنا، ودمرنا لهم 73 دبابة فى أقل من نصف ساعة، وبعد هدوء الاشتباك تقدمنا لكسب الوقت والأرض وظهر لنا أربعة من الجنود الإسرائيليين يتلصصون من خارج حفرة، وعند اقترابنا تعالت صرخاتهم مثل الفئران فقلت لزميلى الجندى «فاروق» اكبس عليهم فى الحفرة بالمدرعة وانا هروح اجيبهم «وبدون ان يكون معى سلاح» ومن بين هؤلاء الأربعة القائد الإسرائيلى «عساف ياجوري» الذى أخذت منه سلاحه، فلم أكن أعلم أنه قائد إلا عندما ذهبت إلى المستشفى ليتم معالجتى من أثر الإصابة فعرفت فيما بعد.
واضاف: «كان لى أخ فى مستشفى القصر العينى أتى لى بخطاب شكر من وزير الحربية فى ذلك التوقيت يتقدم بالشكر والعرفان للفرقة الثانية وكان قائد الفرقة الثانية هو العميد «وقتها» حسن ابو سعده، كما يشكر النقيب الجريح يسرى عمارة ومجموعته لأسره عساف ياجورى، ثم بعد ذلك قامت السيدة جيهان السادات حرم رئيس الجمهورية بزيارتى فى مستشفى الحلمية أثناء تلقينا العلاج، كما قامت الدولة بتكريمى بوسام النجمة العسكرية ونوط الواجب العسكرى طبقة أولى وميدالية جرحى الحرب من الرئيس السادات سنة ٧٤، وفى سنة ٩٢ حصلت على ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة».
أما عن رسالته للشباب فقال: «لقد سلمناكم الراية والأرض محررة، فضعوها فى أعينكم وحافظوا عليها، وضعوا أيديكم فى أيدى الرئيس السيسى وساندوه وأيدوه، فمصر تنهض بمشروعاتها القومية التى تغطى كافة ربوع مصر».