بين الحزن والفرح.. دمعة تتكرر فى عيد النصر

صورة تجمع العريفين «جمال الريس»، و«محمود الدالى» من أبطال حرب أكتوبر
صورة تجمع العريفين «جمال الريس»، و«محمود الدالى» من أبطال حرب أكتوبر

رثا محمد الريس أحد أبناء أبطال أكتوبر والده العريف مقاتل «جمال الريس»، وشقيق والدته العريف مقاتل «محمود الدالى»، مؤكدا أنهما ما أن تحل ذكرى الحرب حتى تبدأ عينهما لا تجف من البكاء.

 

يقول «الريس»: «لا تستطيع أن تجد أحدًا ممن عاصروا معارك مصر، وخاضوا غمارها، إلا وتدمع عينيه حينما تحل ذكرى أيام غالية على النفس، أيام كفاح ونضال، أيام انكسار أعقبتها انتصارات وضربات موجعة للعدو، ذكريات تحملها قلوبهم، وأبدانهم تحمل تذكارات المناوشات والمعارك، لا تتكفكف دموع أعينهم على ذلك، بل تنهمر أكثر عند ذكر أصحاب نالوا الشهادة، أو على «خنادق» ضمتهم بجوار بعضهم، جرجس ومحمد وصليب وجمال ومحمود، لا يفرقهم شىء لأن الهدف واحد، فتوحدوا على المصحف والإنجيل، نالت حماستهم للثأر فنسوا كل شىء سوى ذلك حتى أنفسهم، وانصب تفكيرهم فى النصر ورد الكرامة والعزة لمصر الحبيبة، بل لرد الكرامة والعزة للعرب جميعًا، بالانتصار على غاصب معتد أراد فرض نفسه واليًا على أرض العرب بكسر شوكة الدولة الحانية التى تجمع كل العرب، فكان الكل خلف مصرنا، ليضربوا مثلاً للعدو بأننا كلنا مصر، وأننا هدفنا واحد، فصنعوا طريقًا، وحددوا أهدافًا، ووضعوا خطة، وسعوا لتنفيذها، تارة مشاركة بالمال وتارة بالنفط وتارة بالعتاد والأسلحة، وتارة بالأرواح التى تقدمت للتجنيد فى جيش مصر، فكانت ملحمة شاركت فيها كل دولة بما تستطيع، حتى غير العرب من الكارهين للكيان المغتصب، ولنتذكر.. حينما انتكسنا قالوا انكسر العرب.. وحينما انتصرنا قالوا انتصر العرب.

 

أكتوبر ليست معركة، وإنما ملحمة من صُنع رب العالمين، وبنزول ملائكة محاربين، وجهاد بشر آمنوا بأن النصر من عند الله، فنصرهم الله لكفاحهم واجتهادهم، وبذلهم الأرواح من أجل الأهل والأرض والدين.

 

تحية لهؤلاء جميعًا، تحية لكل من شارك فى صناعة هذا النصر، لكل رجال المعركة الظافرة أحياءً وأمواتًا، لأبى عريف مقاتل «جمال الريس»، ولخالى عريف مقاتل «محمود الدالى»... رحمكما الله يا من نشرف بذكركما أنكما من أبطال النصر.. وأنكما زرعتما بداخلنا معنى الفداء والكرامة والعزة.. وضربتما لنا مثلا فى معنى الرفقة وصداقة العمر.. محبة لمصر العزيزة.. وذكرى نصر مجيد.