صيغة شتاينماير.. هل تكون مخرج لتسوية النزاع في شرق أوكرانيا أم فتيل تجديدها؟

صيغة شتاينماير.. هل تكون مخرج لتسوية النزاع في شرق أوكرانيا أم فتيل تجديدها؟
صيغة شتاينماير.. هل تكون مخرج لتسوية النزاع في شرق أوكرانيا أم فتيل تجديدها؟

بدون سابق إنذار، أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي فلاديمير زيلينسكي موافقته على صيغة شتاينماير بشأن تسوية النزاع في إقليم دونباس الانفصالي جنوب شرق البلاد، بناءً على ما توصلت إليه مجموعة الاتصال الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية.


وفي الفاتح من شهر أكتوبر الجاري، وقعت مجموعة الاتصال الخاصة بالتسوية في شرق أوكرانيا على وثيقة تتضمن "صيغة شتاينماير" وهي خطة لتعديل الدستور الأوكراني تنص على منح منطقة دونباس المضطربة حكما ذاتيا في إطار التسوية


وقال مصدرٌ مطلعٌ لوكالة "نوفوتسي" الروسية،  "النص بصيغة شتاينماير تم توقيعه في شكل اتفقت عليه مجموعة الاتصال، حيث وقع على الوثيقة جميع الأطراف المشاركة في المجموعة، وهي أوكرانيا والجمهوريتان (دونيتسك ولوجانسك) وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا".  


صيغة شتاينماير
وصيغة شتاينماير هي صيغة التسوية في أوكرانيا، التي توصل إليها الرئيس الألماني فرانك دي شتاينماير بين عامي 2014 و2015، إبان شغله منصب وزير الخارجية الألماني.


وانفصل إقليما دونيستك ولوجانسك بصورةٍ أحاديةٍ عن أوكرانيا في عام 2014، على خلفية الاضطرابات التي عمت أرجاء البلاد، مؤسسين جمهوريتين تحملان اسمي الإقليمين. ولم تعتد أوكرانيا بانفصال الإقليمين عنها، في وقتٍ دعمت فيه روسيا الجمهوريتين الوليدتين من قبل الانفصاليين هناك.


وتنص صيغة شتاينماير على منح مناطق معينة في أراضي جمهورتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، الحكم الذاتي بشكلٍ مؤقتٍ في يوم الانتخابات، وعلى أساس دائم بعد الانتخابات، فور نشر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تقريرها حول نتائج الانتخابات في حال لم تسجل أي خروقات.


معارضة في أوكرانيا للصيغة
ومع توقيع اتفاقٍ على صيغة شتاينماير، تعالت الأصوات الرافضة لهذا الاتفاق في كييف، وضد خطوة الرئيس الأوكراني، ونظم محتجون تظاهرات أمام مقر البرلمان، مطالبين إياها بالتصدي لهذا الاتفاق.
وبدورهم، رفض عددٌ من الأحزاب القومية خطوة زيلينسكي، وأعلن ثلاثة منها، وهي "التضامن الأوروبي" بزعامة الرئيس السابق بيترو بوروشينكو و"الوطن" بزعامة رئيسة الوزراء السابقة يوليا بوروشيتكو، و"الصوت" بزعامة المطرب المشهور سفيتوسلاف فاكارتشوك رفضها القاطع لصيغة شتابنماير، مؤكدين العمل على منع تطبيقها.


وفي الجة المقابلة، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن صيغة شتاينماير تمثل تنازلًا من موسكو، وتراجعًا منها عما تم التوصل إليه في اتفاق مينسك، الذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي.
ومضى لافروف قائلًا، "لا يمكن أن تكون هناك أي خطة "ب"، إن اتفاقيات مينسك هي الأساس الذي يجب أن يقوم عليه كل شيء".


فهل ستكون صيغة شتاسنماير بمثابة المخرج للأزمة الأوكرانية في شرق البلاد من عنق الزجاجة، أم ستكون بمثابة تجديد الصراع في إقليم دونباس الانفصالي، خاصةً في ظل معارضة في أوكرانيا للصيغة وعدم وجود موقف روسي واضح تجاه الموافقة عليها