«المشبوه والأسطورة والسفاح».. جريمة ترتدي ثوب البطولة في نظر «المسجلين»

صورة مجمعة
صورة مجمعة

انتشر في الآونة الأخيرة العديد من السلوكيات السلبية بين المصريين، وصلت بعضها إلى جرائم دموية وحشية، تكاد تتطابق تفاصيلها مع جرائم وقعت في سياق درامي، هناك علاقة وثيقة بين الدراما والشارع، حيث نجد أن الشباب والأطفال فى الشارع، اكتسبوا لغة وأسلوبا جديدا في حياتهم اليومية، احياناً كثيرة يكون مادة خصبة لتحريك خيال المبدع لتجسيد بعض من الواقع فى مشاهد درامية سينمائية ، ليكون ابطالها اشخاص من الواقع الحقيقى بيننا، فيحدث العكس بالنسبة للمتلقى وهو تنفيذ مشهد سينمائي على أرض الواقع، بمجرد التأثير النفسى بشخصية بطل العمل السينمائي، «المشبوه والأسطورة والسفاح»..جريمة ترتدي ثوب البطولة في نظر «المسجلين» .

 

لذا نستعرض بوابة أخبار اليوم بعض هذه الاعمال وكيف تأثر المشاهد بتفاصيل العمل الاجرامى :

جريمة المرج  ومسلسل أيوب
جريمة بشعة شهدها حي "المرج"، اكتشفت بعد 3 سنوات من تنفيذها بمحض الصدفة، اشترك فيها عامل مع زوجتَيه بقتل أطفاله الثلاثة من الأولى بإغراقهم في مياه بها محلول مكثَّف من "البوتاس" ، فجاء اعتراف المتهمين «الأب والأم والضرة» بأن فكرة التخلص من الأطفال الثلاثة، وتشويه معالمهم بمادة كاوية.

 جاءت ضمن مشاهد مسلسل «أيوب»، حيث وضع الممثلون جثة رجل فى «البانيو»، وأذابوه باستخدام مادة كاوية سعياً للتخلص من الجثة ومعالم الجريمة، وهذا بالضبط ما نفذته الأم بمساعدة الأب والضرة فى جريمة المرج.

قميص النوم

وقعت مرتين بعد عرضها على الشاشة الصغيرة، إحداهما كانت في محافظة الفيوم حين قرر أهالي إحدى القرى الانتقام من زوج إحدى بناتهم، فاختطفوه من قريته المجاورة لقريتهم واعتدوا عليه بالضرب بلا رحمة، ثم أجبروه على ارتداء ملابس زوجته الداخلية، وساروا به في طرقات قريتهم حتى يراه جميع الأهالي.

تطابق تفاصيل تلك الواقعة مع أحد مشاهد مسلسل "الأسطورة"، الذي قدمه الممثل محمد رمضان، حين اعتدى على أحد الأشخاص الذين اعتدوا على زوجته، وجرده من ملابسه، وأجبره على ارتداء ملابس نسائية داخلية.

الاعتداء بالمثل

الواقعة أثارت جدلًا واسعًا بعد نشرها على وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، أعادت الحديث عن علاقة الدراما بالمجتمع وتأثُّره بما يحدث من أفعال غير قانونية وجرائم، لكن الأمر تكرر مجددًا في واقعة أخرى بالتفاصيل نفسها في منطقة حلوان، حين استعان مسجّل خطر بأصدقائه للانتقام من أحد الأشخاص قام بالاعتداء على زوجة أخيه.

المشبوه 
شهدت منطقة «المقطم» واقعة سطو مسلح وقيام سائق سيارة ملاكي «هيواندي النترا»، وبصحبته آخر هرع من السيارة وحطم زجاج السيارة الخلفي واستولى على حقيبه مليون جنيه من الزجاج الخلفي، وفرا هاربا.

قال أحد المسجلين خطر  بأحد المناطق الشعبية بأن مثله الاعلى الفنان عادل امام فى فيلم المشبوه ، ليدخل عالم الاجرام ويقوم بتجسيد "ماهر " اسم البطل باحداث الفيلم ، حتى وقع فى يد الامن وقرر التوبة متخذاً من عادل امام مثل فى التوبة ايضاً .

السفاح
القبض على المتهمين بانتحال صفة ضباط شرطة واستيقاف المواطنين على الطريق الدائري بالمرج وسرقتهم ،  كل من محمود إ م 30 سنة عاطل وبحوزته سلاح ابيض " مطواة " وسليمان م ع 43 سنة عاطل وبحوزته طبنجة صوت ماركة ريتا وبخزينتها 3 طلقات صوت ورومانى ج ب 36 سنة عاطل وبحوزته طبنجة صوت ماركة ريتا وبخزينتها 5 طلقات صوت أثناء استقلالهم سيارة مستأجرة وعثر بداخلها على جهاز لاسلكى بلاستيكى " ووكي توكي "و 4315 جنيه وهاتف محمول ماركة اوبو  "مجهول المصدر" .

تطابق تفاصيل تلك الواقعة مع أحد مشاهد فيلم "السفاح"، الذي قدمه الممثل هانى سلامة، حين اعتدى على أحد الأشخاص منتحلاً صفة ضابط شرطة لتسهيل مهمته الخبيثة فى الجريمة المنظمة .

"المرأة والساطور"
في إحدى قرى محافظة سوهاج ، قتلت سيدة زوجَها وقطعت جثته إلى ثلاثة أجزاء، ولم تكتفِ بذلك بل أحرقت أجزاء جسده بعد تقطيعها، ثم عبَّأتها في أجولة ودفنتها في المنزل، وتركته وهربت إلى أهلها في إحدى المحافظات البعيدة عن سوهاج،  كشفت تفاصيل الحادث البشع الذي وقع نتيجة خلافات أُسرية بين الزوجة المتهمة وزوجها المجني عليه.

فيلم "المرأة والساطور"  تفاصيله لا تزال مرعبة لدى البعض، وانعكست في الواقع بالفعل بأشكال مختلفة، حيث قام فيها المتهمون بقتل ضحاياهم وتقطيع جثامينهم ووضعها في أكياس بلاستيكية وإلقائها في القمامة أو أماكن بعيدة، وأغلبها كان البطل فيه امرأة "قاتلًا أو مقتولًا".

الجزيرة 1
عزت حنفي تاجر مخدرات وسلاح، استولى بمشاركة أعوانه على 280 فدان في جزيرة النخيلة بمحافظة أسيوط، زرعوا تلك الفدادين بنبات البانجو وفرضوا سيطرتهم عليها، وبعد مطاردات وأكمنة عديدة من الشرطة، تم القبض عليه وإعدامه عام 2006.

قُدّمت قصته في أشهر أفلام أحمد السقا وهو “الجزيرة” عام 2007، وأُنتج الجزء الثاني منه في عام 2014، وتم تعديل اسم المجرم إلى منصور الحفني الذي أدى دوره السقا، يسيطر “منصور” على الجزيرة بتجارة المخدرات والسلاح، ويشتبك مع الشرطة عدة مرات، وشارك في بطولة الفيلم محمود ياسين وهند صبري وزينة وآسر ياسين وباسم سمرة.


الدراما المصرية بحاجة لإعادة هيكلة

قال الدكتور محمد عبد الفتاح أستاذ الطب النفسي ، إن هناك عشوائية في التخطيط  للمنظومة الإعلامية، فضلًا عن الغياب التام للقيم والأخلاق عن أذهان الإعلام المصري لوجود مشاهد سلبية  لشخصية "البطل "في الأفلام والمسلسلات يقلدها الأطفال والمراهقون تقليدًا أعمى.

فيما أضاف أن المجتمع المصري أصبح يعاني من تخلف ثقافي في المفاهيم والعادات، مشيرة إلى أنه يوجد آليات إعلامية جادة يجب اتباعها للحد من الظاهرة السلبية فى الأفلام المصرية، ومنها ضرورة وضع الجهات المعنية بالشأن الإعلامي لتطبيق الرقابة الجادة على إنتاج الأفلام المصرية تربويًا ونفسيًا