خريطة أمراض الحيوانات بمصر.. أنفلونزا الطيور «بعبع كل عام»

خريطة أمراض الحيوانات بمصر.. أنفلونزا الطيور «بعبع كل عام»
خريطة أمراض الحيوانات بمصر.. أنفلونزا الطيور «بعبع كل عام»

هناك العديد من الأمراض الموسمية التي قد تصيب الحيوانات والثروة الداجنة، وينشط بعضها في فصل الشتاء كمرض الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع ومرض الجدري الذي يصيب الأغنام ومرض طاعون المجترات الصغيرة بالإضافة إلى مرض أنفلونزا الطيور.

 

وتقوم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في الإدارة المركزية للطب الوقائي بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، مع بداية كل موسم على مدار العام بتنفيذ خطط عاجلة للسيطرة على الأمراض الوبائية والفيروسية التي قد تهدد الثروة الحيوانية والداجنة في مصر وتؤثر على صحة الإنسان.

 

ويعتبر مرض أنفلونزا الطيور أحد الأمراض الموسمية في مصر ويظهر في فصل الشتاء ويهدد الثروة الداجنة، وظهر فيروس أنفلونزا الطيور شديد الضراوة H5N1  في مصر عام 2006، وتسبب في خسارة فادحة في قطعان الدواجن وانتقل إلى الإنسان وتسبب في زيادة نسبة الوفيات في الحالات البشرية ثم تحور الفيروس إلى سلالات عديدة  منذ ذلك الحين حتى تلك اللحظة.

 

أما فيروس أنفلونزا الطيور شديد الضراوة H5N8 أصيبت به مصر في عام 2017  القادم من استراليا عن طريق الطيور المهاجرة وهو 3 أنواع من الفيروسات المحورة والذي تسبب في حدوث وفيات عالية في الدواجن وخسائر فادحة في صناعة الدواجن في مصر.

 

وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، مؤخرا، أن عدد بؤر الإصابة بمرض أنفلونزا الطيور شهدت انخفاضا خلال عام 2018، حيث بلغت 91 بؤرة، مقابل 159 بؤرة في 2017، بانخفاض 42.8%، ويرجع سبب التراجع إلى فاعلية اللقاح والأمصال المستخدمة، لافتة إلى أنه بالنسبة لعدد بؤر الإصابة على مستوى المحافظات.

 

وسجلـت محافظـة الفيوم أعلى نسبـة بعدد 14 بؤرة بنسبة 15.4% من إجمالي عدد البؤر، تلاها محافظة الدقهلية بعدد 11 بؤرة بنسبة 12.1%، ثم محافظتي كفر الشيخ والجيزة بعدد 6 بؤر لكلا منهما بنسبة 6.6%، وجاءت محافظتا الشرقية والمنيا في المركز الرابع بعدد 5 بـؤر لكلا منهما بنسـبة 5.5%، بينما لم تسجل محافظات الإسكندرية، ومطروح وشمال وجنوب سيناء أي إصابة.

 

كما أظهرت بيانات الإحصاء، أن أعداد الدواجن التي تم علاجها من الأمراض الباطنـة بلغت 12.2 مليون حالة عام 2018، مقابل 5.4 مليون حالة عام 2017 بنسبة زيادة قدرها 126.9 %، فيما بلغ إنتاج اللقاحات الفيروسية الواقية 2.2 مليار جرعة عام 2018، مقابل 0.5 مليار جرعة عام 2017، بنسبة زيادة قدرها 338.7 %.

 

ومن جانبه أكد الباحثين في معهد بحوث الحيوان بمركز البحوث الزراعية، أنه مرض معدي يسببه فيروس من نوع الأنفلونزا   A وهو يصيب أنواع الطيور الداجنة المائية والبرية خاصة الدجاج والبط والديك الرومي، كما يمكن أن يصيب أنواعا أخرى من الحيوانات كالخنازير والخيول وبعض أنواع القوارض، وينتقل إلى الإنسان عن طريق الطيور المصابة، مشيرا إلى أنه يوجد أنواع كثيرة من هذا الفيروس التي تصيب الدواجن منها قليل الضراوة H9N2  وشديد الضراوة H5N1  الذي يصيب الدواجن ويتسبب في نسبة وفيات عالية وينتقل إلى الإنسان وشديد الضراوة H5N8  ويتسبب في نسبة وفيات عالية.

 

وتنفذ إدارة الطب الوقائي بالهيئة العامة للخدمات البيطرية  بوزارة الزراعة، إستراتيجية خاصة بمكافحة مرض أنفلونزا الطيور تهدف إلى السيطرة على المرض خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، من خلال إجراءات التقصي الوبائي النشط في جميع محافظات الجمهورية وفى أسواق بيع الطيور، والتعامل الصحي السليم مع البؤر، ومتابعة الأمان الحيوي بالمزارع والتحصين.

 

وتشمل الاستراتيجية تشكيل فرق للتعامل الصحي السليم مع بؤر المرض المكتشفة، وتشكيل فريق الاستجابة السريعة  وفريق احتياطي بكل إدارة بيطرية، وتدريب كل عضو من أعضاء الفريق في برنامج على إجراءات ضمان التخلص الأمن من الطيور ومخالفاتها، ومن بين الإجراءات الاحترازية السريعة لمحاصرة المرض والاستجابة للقضاء على أي بؤرة مصابة بالمرض.

 

وتتمثل أيضا في الحجر البيطري على المزرعة المصابة، والتخلص الآمن من الطيور المصابة والنافقة، وتطهير وتنظيف أعشاش الطيور المصابة والمزارع، والتواصل مع الجمهور وأصحاب المزارع وإرشادهم عن المرض، والتقصي حول البؤرة للمزارع من 3 إلى 5 كيلو مترات، في القرية المصابة لمدة 21 يوما، والتحصين مجانا للطيور بالتربية المنزلية، وللقرى حول البؤرة المصابة حتى 9 كم.

 

ومن الأمراض الموسمية أيضا مرض الحمى القلاعية ومرض الوادي المتصدع وتتخذ الخدمات البيطرية عدة إجراءات احترازية  لمواجهتها، من خلال تحصين الحيوانات دوريا بلقاح الحمى القلاعية «ثلاثى العترة الزيتى» والتحصين حلقيا في نطاق بؤرة الإصابة في دائرة نصف قطرها 10 كم، وقياس المستويات المناعية للحيوانات بعد التحصين على فترات مختلفة.

 

وذلك من خلال برنامج الدراسات الحقلية وبرامج التقصي السيرولوجى النشط لسحب عينات الدم، وعمل برامج توعية للمربين من خلال ندوات إرشادية تنظمها الإدارة العامة للخدمات والإرشاد بكيفية الحفاظ على الحيوانات من الإصابة بمرض الحمى القلاعية، وتوصيات للمربين بتحصين الماشية دوريا، والإبلاغ عن الحيوانات المصابة بأسرع وقت ممكن.

 

كما تشمل توعية المربين بعدم اختلاط الحيوانات المصابة بالسليمة حتى تنقل العدوى، وإضافة بيكربونات صوديوم إلى مياه الشرب، وتكثيف الرعاية الكاملة للحيوان المصاب، وتخصيص  خط ساخن 19651  لتلقى شكاوى المربيين، بالإضافة إلى تشكيل لجان بيطرية للمرور على أسواق الماشية لمنع خروج الحيوانات بدون تحصين أو ترقيم وحظر نقلها بين المحافظات بدون تصريح.