في ذكرى «ناصر».. موحد مصر وسوريا بـ«الطيران»

صورة أرشيفية لمطار القاهرة
صورة أرشيفية لمطار القاهرة

تحل اليوم الذكرى الـ49 لوفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ثاني رؤساء مصر، قائد ثورة 23 يوليو 1952، التي انحازت للفقراء بوجه خاص، ووضعت مبادئ العدالة الاجتماعية والمساواة والكرامة الإنسانية على رأس أولوياتها.

 لعب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر - أبرز قيادات الثورة ومؤسس تنظيم الضباط الأحرار -، دورا هاما في قطاع الطيران المدني المصري، حيث تم في عهده تحديدا في 18 مايو  من عام 1963، افتتاح مطار القاهرة الدولي الذي يعد بالفعل بوابة مصر الأولى، والذي كان حدثا عظيما كونه في ذلك الوقت يعد البداية الحقيقية  لتسهيل الطيران المدني للمواطنين في وقت كانت لا تزال تستخدم فيها الوسائل التقليدية والبدائية في السفر قبل أن ندخل في عصر السماوات المفتوحة.

مطار القاهرة قبل عام 1963


ترجع البدايات الحقيقة  لإنشاء المطار لسنة  1942 وأثناء الحرب العالمية الثانية،عندما قامت القوات الجوية الأمريكية بالتعاون مع الجيش البريطاني بإنشاء  مطاراً عسكرياً على بعد 5 كيلو متر من مطار ألماظة، وذلك لخدمة قوات التحالف المشاركة في الحرب .

 وسمى المطار باسم "مطار باين فيلد" نسبة إلى اسم  أول طيار أمريكي قتل في معارك الحرب العالمية الثانية.
وكان المطار يضم مدرجين للطائرات، وبرج للمراقبة الجوية وأربعة حظائر للطائرات، والعديد من المباني مما جعله كبيرا جدا إذا ما تمت مقارنته بالمقاييس التي كانت سائدة في المطارات في ذلك الوقت.

 وفى 22 أبريل 1945 تم إنشاء مصلحة الطيران المدني المصرية بعد أن كانت إدارة صغيرة تنتمي لوزارة الحربية.
وبعد أن وضعت الحرب أوزارها وفى 15 ديسمبر من عام 1946 ،انتقلت إدارة  المطار مع كافة المطارات المصرية الأخرى  إلى الجانب المصري  بعدما  كانت تحت الإدارة البريطانية.

 وبدأت مصلحة الطيران المدني المصرية في تجهيز مطار مدني دولي ومن أجل استيعاب أكبر عدد من الركاب القادمين أو المغادرين للأراضي المصرية  تم توسعة صالتي السفر والوصول وتم تخصيص مطار ألماظة للرحلات الداخلية.

مطار فاروق الأول

وفى سنة 1946 قد تم تغيير اسم المطار من مطار باين فيلد ليصبح  مطار فاروق الأول وبعد قيام ثورة يوليو تم تغيير اسم المطار من "مطار فاروق الأول" إلى "ميناء القاهرة الجوى".

 وفى سنة  1955 تم إجراء بعض الدراسات لبناء مبنى جديد للركاب بدلاً من المبنى القديم، وذلك لمواكبة حركة السفر المتزايدة، وتم اختيار موقع المبنى الجديد بين المدرجين الرئيسيين .

افتتاح مطار القاهرة

في 18 مارس قام الرئيس جمال عبد الناصر بالافتتاح التجريبي لمبنى الركاب رقم 1  والذي استغرق تصميمه وتنفيذه ما يقرب من 10 سنوات إلى أن تم افتتاحه فعليا في 18 مايو 1963.


 وظل المبنى يعمل بكفاءة عالية حتى وصل عدد الركاب في عام 1970 إلى 1.268 مليون راكب،ونظراً لهذه الزيادة في أعداد الوافدين إلى مصر فقد تم إنشاء صالة الركاب (رقم 2 وصول)،وفى عام 1977 وبعدها بعامين تم إنشاء الصالة (رقم 2 سفر).

الستينات وشركة مصر للطيران 


كما شهدت الستينات العديد من ملامح التطوير أيضًا في الشركة الوطنية مصر للطيران، كان أولها انضمام ثلاث طائرات من طراز دي هافيلاند " كوميت-4C " المزودة بأربع محركات نفاثة، وتسع أربعة وثمانين راكباً، وتبلغ سرعتها 850 كيلومتراً في الساعة، ثم تسيير أطول خطوط الشركة منذ نشأتها وهو خط القاهرة / روما / فرانكفورت / زيوريخ / لندن.

بينما كان أهم هذه الملامح إصدار الرئيس جمال عبد الناصر بوصفه رئيس الجمهورية العربية المتحدة، القرار رقم 83 لعام 1960بتوحيد شركة مصر للطيران ومؤسسة الخطوط الجوية السورية في شركة واحدة تحت اسم "شركة الطيران العربية المتحدة" و ذلك إثر الوحدة التى قامت بين مصرو سوريا فى 1958.

 

المؤسسة العربية العامة للطيران

و فى عام 1962 أعيد هيكلة الشركة لتصبح جزءً من الدولة، ولتصبح الشركة مؤسسة تحت اسم المؤسسة العربية العامة للطيران، وتضم شركات الطيران العربية المتحدة للخطوط الخارجية، ومصر للطيران للخطوط الداخلية، والشركة العامة للخدمات وتموين الطائرات، وشركة الكرنك للسياحة.

و بدءً من مارس 1963 تقرر إقلاع جميع الرحلات من مطار القاهرة الجديد (الحالي)،و فى تلك الأثناء تأسست أسواق مصر للطيران الحرة في مطار القاهرة و افتتحت فى 1963.
 
نجاح و صمود رغم النكسة


و بالطبع كان لنكسة يونيو 1967 الأثر البالغ على اقتصاديات الشركة، ورغم أجواءها الصعبة، استطاعت الشركة مواصلة صمودها حيث أقلع أول خط مباشر من القاهرة إلى لندن فى 16 يوليو 1970 كأطول خط آنذاك، وذلك بعد عقد مصرللطيران لأولى صفقاتها مع شركة بوينج العالمية لشراء 4 طائرات من طراز B707-320.

الهيئة المصرية العامة للطيران المدني

و جاءت نقلة أخرى فى تاريخ الشركة فى 1971جعلت العمل فى مجال الطيران المدنى المصر أكثر تنظيما و هي صدور القرار الجمهوري بإنشاء الهيئة المصرية العامة للطيران المدني، لتنتقل إليه تبعية مؤسسة مصر للطيران، ولتستعيد مرة أخرى اسمها الذي أنشئت به " مصر للطيران "، كما تبع الوزارة أيضاً كل من الهيئة المصرية العامة للطيران المدني، والهيئة العامة للأرصاد الجوية، وهيئة ميناء القاهرة الجوي، والمعهد القومي للتدريب على أعمال الطيران.

انتصار أكتوبر
و بعد انتصار أكتوبر حققت الشركة أيضًا إنجازات تحسب لها مثل استخدام الحاسبات الآلية فى أنشطة الحسابات لخدمة نظم المرتبات وحفظ السجلات والإيرادات وحسابات المخازن والأسواق الحرة و لحجز الركاب، كما تم افتتاح مجمع خدمات الطيران كأحدث وأكبر مجمع للخدمات الجوية في الشرق الأوسط هذا بخلاف التعاقد على إنشاء قرية البضائع.