«المعمورة» أول مفاعل نووي يحقق 4 استخدامات سلمية له في المغرب

أول مفاعل متخصص فى التكنولوجيا النووية والطبية
أول مفاعل متخصص فى التكنولوجيا النووية والطبية

«المفاعل النووي» كانت كلمة تثير القلق والذعر لمن يقولها، أو إذا تم إثبات استخدام دولة لها، ولكن الآن اختلف الأمر في استخدام المفاعلات النووية حيث اتجه العالم في الآونة الأخيرة إلى الطرق السلمية لاستخدامه، وأكبر دليل على هذا دولة المغرب التي أثبتت بالتجربة منذ عام 1986 باستخداماتها السلمية للمفاعلات النووية.

ترصد «بوابة أخبار اليوم» تفاصيل استخدامات المفاعل النووي «المعمورة»، وهو مفاعل بحثي متخصص في مختلف تطبيقات العلوم والتكنولوجيا النووية؛ ويعمل على تمكين المغرب من استعمال الطاقة النووية للأغراض السلمية في المجالات العلمية والطبية والصناعية والزراعية، إلى جانب مواكبة التقدم العلمي.
 

المركز النووي

تم إنشاء المركز النووى الذي تشرف عليه وزارة الطاقة والمعادن، في سياق إقليمي ودولي متزايد نحو الاهتمام بالطاقة النووية في مختلف المجالات وعملت عدة دول على تشييد عدة مراكز للدراسات النووية تتوفر على مفاعلات نووية وأحدث المختبرات، منها تلك المتواجدة بمصر والجزائر وليبيا بمنطقة شمال إفريقيا، بالإضافة إلى كغانا وجنوب إفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا.

وتستهدف مجالات عمل هذه المؤسسة البرامج الوطنية للصحة، ودعم التنمية المستدامة للموارد الطبيعية «المياه، الزراعة»، والمساهمة في حماية البيئة، ودعم تطور الصناعة الوطنية.

ويحتوي المفاعل على عدة محاور تتعلق باستعمال التقنيات النووية والنظائرية في إطار الإستراتيجيات الوطنية، وتتمثل في المساهمة في تطوير وتوسيع استخدام المواد الصيدلانية المشعة في الطب النووي بالمغرب، والمستعملة في الكشف عن العديد من الأمراض الباطنية والسرطانية وعلاجها، إذ يقوم بمواكبة ومساندة أقسام الطب النووي العامة والخاصة عبر توفير الدعم التقني والتكوين وتدبير النفايات المشعة.

في مجال الماء

يقوم المركز المتخصص في الأبحاث النووية بدراسة دورة المياه وجودتها من خلال تحديد موقع المنابع الجوفية وفعالية الحقن الاصطناعي للفرشاة المائية الجوفية، والتفاعل بين المياه السطحية والجوفية، وتحديد أصل الملوحة وتحديد أصل التلوث.


على مستوى البيئة

يقوم المركز بتقييم التلوث في الأوساط الجوفية والبرية والبحرية ودراسة تأثير حموضة المحيطات على التنوع البيولوجي ووضع خرائط جيوكيميائية للأحواض المائية.


وتساهم الطاقة النووية السلمية في مراقبة طرق وجودة المنتجات الصناعية وتكوين أكثر من 100 مهني في السنة على المستوى الوطني والإفريقي، بالإضافة إلى تطوير الخبرة في استعمال تقنيات القياس والمسح الإشعاعي في التطبيقات الصناعية.

الأمن والسلامة فى المفاعل النووي

يعمل المفاعل النووي على تعزيز كفاءاته عبر برامج للتكوين المستمر والتعاون الدولي، خصوصا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمفوضية الأوروبية ومؤسسات متخصصة بكل من فرنسا وأمريكا وغيرها من الدول الرائدة.

ومنذ عدة سنوات، سلم خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تقريرا إلى الرباط بعد فحصهم القدرات الوطنية في الطاقة النووية الموجهة لإنتاج الكهرباء، ومراقبة مستوى حوالي 20 تخصصا في مجال الإنتاج ذاته، والذي يهم الجوانب التقنية والسلامة والأمن وتدبير النفايات الإشعاعية، إلى جانب الموارد البشرية التي يتوفر عليها المغرب.

يذكر أن المغرب لا يفكر حالياً في إنشاء محطة نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية، ويركز على الإستراتيجية الوطنية في الطاقات المتجددة في أفق 2030 لسد احتياجاته الوطنية ثم الحفاظ على البيئة.