قريباً من السياسة

هل اختفى جيل الأساتذة؟

محمد الشماع
محمد الشماع

محمد الشماع

ظاهرة غريبة بدأت منذ فترة ليست قصيرة وهى اختفاء «بلية» من الورش والمحلات مثل ورش الميكانيكى والترزى والنجار والكهربائى وغيرها من الحرف والمهن المختلفة، تصورت فى البداية أن ذلك يرجع إلى زيادة قدرة استيعاب المدارس للطلاب رغم تكدس الفصول باعداد تفوق قدرة الفصول والمدرسين على توصيل المعلومة للطلاب خاصة فى القرى والمناطق الفقيرة، أو حرص أولياء الامور على إلحاق ابنائهم بالتعليم والدراسة.
لكن الشىء الغريب الذى اكتشفته من خلال مناقشة أكثر من صاحب عمل لهذه الورش والمحلات أصبحوا يرفضون قبول هذه النوعية من الصبية الذين يرغبون فى تعلم المهنة أو الصنعة من الاسطوات الذين اكدوا أن السبب هو أن الصبى يتعلم ويطلب اجرا كبيرا وبعد ذلك يتركنا ويفتح ورشة أو يصبح صاحب عمل ينافسنا، بعضهم أكد على أنه سيعلم الصنعة لأبنائه فقط!
نفس الظاهرة نجدها فى عدد من قطاعات الثقافة والفنون والاعلام والرياضة والطب حيث اختفى جيل الأساتذة الذين كانوا يحرصون على تعليم الاجيال الجديدة ونقل خبراتهم العلمية والمهنية واخلاقيات المهنة إلا فى حالات نادرة نذكر منها العالم المصرى الدكتور مجدى يعقوب الذى يقوم بتدريب واعداد أطقم طبية ينقل لهم خبراته فى مجال تخصصه بدون مقابل!
أصبح لدينا أجيال بلا أساتذة فى قطاعات متعددة كانت تعتمد على نقل الخبرة من الاساتذة والمهنية واخلاقيات المهنة التى أصبحنا نفتش عنها كثيرا ولا نجد منها إلا القليل. هذا الوضع أصبح يحتم علينا أن نركز على ضرورة بل حتمية تطوير وتحديث مراكز التدريب المهنى والتكنولوجيا وقبل ذلك أخلاقيات المهنة وآدابها، كذلك تطوير جامعاتنا وأن نركز على ضرورة تدريس الاخلاقيات المهنية والصدق والشفافية والامانة فى التعامل فى الحياة العامة واحترام أسرار المرضى والموكلين والامانة فى التعامل مع الطلاب وأن نحافظ على ما تبقى من جيل الاساتذة فى كل التخصصات بدءا من اسطوات المهنة وصولا إلى الاستاذة والعلماء فى التخصصات العلمية حتى نضمن نقل الخبرات والدروس المستفادة فى الحياة العلمية للأجيال القادمة.