يوميات الأخبار

«بوست».. فى قلب الوطن !

عصام السباعى
عصام السباعى

 وأرجوك: استخدم عقلك ولا تصبح مثلهم.. مجرد «ذبابة» !

 السبت :
لا أعتقد أن أى مصرى يمكن أن يقبل اللدغ من «بوست واحد» مرتين، أو يقبل أن يكون لقمة سهلة فى فم الذباب الإليكترونى، أو يرضى على نفسه أن يكون «ذبابة» تابعة لتلك الجهات المعلومة وغير المعلومة التى تقف وراء ذلك الذباب الذى يتم إنتاجه وتكثيره إليكترونيا فى توقيت محسوب، وهدف خبيث ربما لا يدركه كثيرون، فهم يشنون على مصر حربا إليكترونية لها عناوين خادعة، فى حين أن هدفهم المباشر هو تقويض ما تم تحقيقه من نجاحات فى برنامج الإصلاح الاقتصادى، وأسهل طريق لذلك هو ضرب موسم السياحة المبشر الذى دق الأبواب بالفعل، وتعكير مناخ الاستثمار فى مصر، وهو النافذة التى يتم من خلالها ترجمة ماتحقق من نجاحات شهدت لها المؤسسات الدولية، وهو الأمر الذى من شأنه أن يؤدى بدوره إلى زيادة الإنتاج والتصدير وفرص العمل وانخفاض التضخم وانتعاش فى سعر صرف الجنيه المصرى، وعادة قبل أن أكتب أتقصى وأبحث فى البوستات وتتبع مصادرها وتحليل مضمونها، لتحرى الدقة فى كل حرف أكتبه، فذلك كل رصيدى منذ بدأت العمل فى تلك المهنة، وبالفعل فكل ماشهدناه فى الأيام الماضية، هو حملة منظمة تعتمد على الفبركة فى معظمها كما رصدته فى قناة الجزيرة وبعض الحسابات الإليكترونية المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعى، أو صناعة حدث صغير ضئيل ثم الترويج له والتضخيم منه كما فعلت الجزيرة وقناة «البيبى» البريطانية، ولهم سابقة فى قصة تحطم طائرة الركاب الروسية عام 2015، والذى لا يمكن أن نفهم منه سوى أن المخابرات البريطانية كانت على علم بكل التفاصيل منذ اللحظة الأولى. وماتت السياحة وتضرر الاقتصاد بعد أن سارعت وقادت حملة لوقف الرحلات لمصر، فى حين لم تفعل نفس الشىء مع بلجيكا حين تعرض مطار بروكسل لتفجير انتحارى أو مع فرنسا بعد سقوط الطائرة المصرية التى أقلعت من باريس قبيل سقوطها، وقس على ذلك مافعلته الخطوط البريطانية قبل أسابيع.
وخلاصة الكلام أننا نواجه حربا هدفها هو نفس هدف 2011 وهو نفس هدف 2015 وهو نفس هدف 2019 وخلاصته أن تظل مصر منهكة اقتصاديا، ولا تقيم ظهرها إلا لحدود معينة، ولن تتوقف تلك الحرب إلا بوعينا، والتوقف عن ترديد الشائعات أو تناقل البوستات التى تفبركها كتائب الذباب الإليكترونية، وأرجوك: استخدم عقلك ولا تصبح مثلهم.. مجرد «ذبابة»!
سيرتهم.. أطول من عمرهم !
الأحد :
حزنت كثيرا خلال الأيام الماضية على رحيل بعض الشخصيات التى كان لها موقعها فى حياتى من كل الحياة، أولهم الفريق ابراهيم العرابى رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، وكنت وقت توليه منصبه مجندا فى الجيش المصرى العظيم، وعرفت عن قرب فى عدة مناسبات انضباطه الشديد وصرامته، وكنت أشعر عندها بقيمتى وأهمية دورى الذى أقوم به كجندى فى قوات الدفاع الجوى الذى عشت فيها أجمل أيام عمرى بداية من فترة التدريب وحتى آخر أيامى فى التجنيد، وبعدها بسنتين تعددت اللقاءات مع الفريق العرابى بعد أن تولى رئاسة الهيئة العربية للتصنيع، وعن قرب لمست صرامته مع إنسانيته الشديدة وأخلاقه الرفيعة، فرحمه الله وجزاه خيرا عن كل مافعله للوطن، وفى نفس اليوم عرفت متأخرا بوفاة أخى الأكبر وصديقى الذى علمنى الكثير الأستاذ عبدالرحمن فوزى رئيس قطاعى الاتفاقات الدولية والتجارة الخارجية الأسبق والمحكم الدولى، كان رحمه الله أحد خبراء معدودين نفذوا بنجاح خطة تحول الاقتصاد المصرى فى النصف الثانى من ثمانينيات القرن الماضى، كان قائد الفريق فخر بك أبو العز ومعه الحاج سيد أبو القمصان فى قطاع التجارة الخارجية، والدكتور رفيق سويلم رئيس قطاع النقد الأجنبى، عاد عبد الرحمن فوزى من أداء فريضة الحج وقد كان رحمه الله رجلا ملتزما بغير تزيد ومجدا ومجيدا ومخلصا وكفؤا فى عمله، ثم تعرض بعد عودته من الحج لحادث لقى ربه بعده، وقبل أيام كان الرحيل الحزين لزميلنا خالد عبد المطلب ابن «عم طلب» رحمه الله أحد الأسماء التى وقفت بجوار كل صحفى صغير أو كبير فى قسم المعلومات بدار أخبار اليوم قبل سنوات عديدة، وكان صاحب لقب «خالد البرنس»، وهكذا كنا نعرف ذلك الشاب الخلوق الجميل، وعلى غير انتظار عرفنا أن ملك الموت قد زاره، وأن الله قد استرد وديعته، وانتقل إلى جوار ربه، والموت حق سيأتينا إن لم يكن بعد ثانية من الزمن ففى أى وقت تال لتلك الثانية، فليحسن الله خواتيمنا، أوكما أدعو دائما بأن يحسن الله سيرتنا لأنها يا سادة ويا كل السادة هى «أطول من العمر».. نرحل نحن وتبقى هى !
 حق المستهلك.. محفوظ !
الاثنين :
هل تتذكرون الحكاية التى نشرتها فى يوميات إبريل الماضى تحت عنوان «ربنا نصر المستهلك !»، ونشرت فيها قصة الرجل الذى لا أعرفه واشترى سيارة فخيمة من توكيل شهير فى 13 أكتوبر 2018،ثم عاد للشركة بعدها بيوم ليشتكى  وجود مشاكل فى الموتور، ولجوءه إلى جهاز حماية المستهلك، وتأكيد لجنة أساتذة هندسة المطرية أنها سيارة معيوبة، مالم أنشره أن شديد الاحترام اللواء الدكتور راضى عبد المعطى رئيس الجهاز طلبنى وطمأننى أن حق أى مستهلك لن يضيع، وتعرفت من خلاله ولأول مرة على صاحب المشكلة الأستاذ عبدالله، المهم أننى تلقيت من ذلك المستهلك رسالة وأنا فى المدينة المنورة يخبرنى أنه استرد بالفعل ثمن السيارة، سعدت بتلك الرسالة وسعدت أكثر بالدور الذى قام به جهاز حماية المستهلك، والتعاون المثالى والمطلوب الذى تم مع تلك الشركة العريقة من أجل هدف واحد وهو خدمة المستهلك، وأعتقد أن سبب تأخير تلك المشكلة هو موظف صغير، ولو كان قد تم عرضها على رئيس الشركة لكان قد تم حلها فورا، فهو رجل أعمال من المحترمين، وقد سبق والتقيته منذ سنوات فى مكتب الأستاذ سيد أبو القمصان رئيس قطاع التجارة الخارجية فى ذلك الوقت، وعرفت منه أنه خريج مدرسة «الجزويت»، وبحسب خبراتى مع خريجيها فى تلك الفترة الذهبية لتلك المدرسة فهم حاسمون فى كل المسائل الخاصة بأخلاقيات الحياة والبيزنس،وفى كل الأحوال يستحق الاثنان «الجهاز والشركة» كل الشكر والتقدير على ذلك التعاون والنموذج الإيجابى الذى يمكن البناء عليه فى المستقبل لحل كل المشاكل المماثلة.
العشق.. المقبول !
الأربعاء :
كل القريبين منى يعلمون عشقى للأسماك، فلا مانع عندى فى أن يكون طعامى اليومى ما بين المقلى والمشوى بالردة أو على الفحم أو على الجريل، وكذلك طاجنا أو سمكا «ماجنا» فى الزيت والليمون، كما أستطعمه مسلوقا، وشوربة وقطعا من «الجزل»، أو سمكة كبيرة مفتوحة من ظهرها وقد أنضجها لهيب الجمر كما «المسجوف» على الطريقة العراقية، وأفضل شهور السنة عندى تلك التى فيها حرف الراء من سبتمبر وحتى أبريل، وأفضل أوقاتى تلك التى أقضيها فى سوق أو حلقة للسمك سواء فى القاهرة أو أى محافظة ساحلية، وأسعد أوقات عمرى كانت فى صباى وأنا أصيد الأسماك فى كل نهر أو ترعة فى القاهرة والقليوبية، وأعيش هذه الأيام تلك الحالة من الانتعاش مع بدء موسم الصيد فى الجميلة السويس، فالأسماك تتنوع وخير البحر يزيد والأسعار تقل، وما أدراك ما موسم الصيد فى السويس، يعنى تشكيلة فاخرة من الأسماك بأرخص الأسعار.. الكوشر أبو وردة.. الدراج.. الحفارة.. السيجان اللذيذ.. الكسكمرى.. اللاشيتا.. اللوت.. الشخرم.. الحارت.. شرارة.. نفاره.. هامور.. السهلية الساحرة.. الهامور.. الهليلى.. قاروس.. دنيس.. بورى القنال.. الدراج.. الشعور.. حتى الشبار «البلطى» له طعم مختلف.. وأضف لكل ذلك الكابوريا والثوبيا وعائلة الجمبرى بكل أحجامها عبيدى وعتيبى وقزاز وأبو رجل ببغان، أما الفاكهة فهى «الصرمباق» طرى وناشف و«السيريديا» أو طماطم البحر و«اللوجز».. ويا أهلا وسهلا بكل خير السويس وجمال خير القنال.
أما عشقى الذى انقطعت عنه لأعوام طويلة فهو الزراعة ورعاية النباتات، حتى وأنا فى الحج كنت أعرف نوع الشجرة التى تنعمت تحت ظلها فى يوم عرفة العظيم، أعرف جيدا شجرة «البزروميا» التى قرأت نقدا كثيرا لها، وأذكر أننى طلبت ذات يوم من زميلى الأستاذ مصطفى على أن يسأل خبراء الزراعة عنها بحكم تخصصه فى تغطية شئون الزراعة، وكانت إجابتهم: لو كانت فى منطقة سكنية اخلعها فورا وتخلص منها مهما كانت التكلفة، ولكنها كانت هناك فى عرفات نعمة كبيرة بظلها الوارف الذى دفع كثيرين إلى أن يفعلوا مثلى ويتممدوا حولى تحت أغصانها، وشكرت الله، فالعيب ليس فى تلك الشجرة الأسترالية الأصل التى تعيش فى كل الأجواء ولو بدون ماء، ولكن فى الطريقة التى نستفيد منها والأماكن المناسبة لزراعتها فيها، أما فى المدينة المنورة وأنا فى طريقى إلى مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام فقد عرفت نوع الشجرة التى كنت أسير بجانب ظلها.. إنها «الدودونيا» الجميلة، وهى البديل المثالى لشجرة «البزروميا» داخل المدن، والنباتات والأشجار شىء مختلف عن الأسماك، فكل علاقتك بها منظرها الجميل قبل الأكل ثم الأكل، أما النبات فهو كائن حى وأمانة بين يديك عليك أن تحافظ عليه، وله طقوسه فى زراعته صغيرا سواء بالعقلة أو البذور، كما يحتاج إلى الوجبات التى لابد منها والمكملات الغذائية الضرورية، متمثلة فى السماد وبمقادير دقيقة لا تقل ولاتزيد، كما أنه يمرض وكل مرض له أعراض ولكل داء يصيبه دواء، وتهاجمه السرطانات، ويحتاج أى جرح فيه إلى ضمادات من نفس الطين الذى ينمو فيه، وتحتاج كل آلة تدخل فى غصونه إلى تطهير حتى لا يتلوث الجرح، وكل شيء يختص به له ميعاد، إنه عالم عريض واسع، وما أجمل أن تعيش فيه وترى بعينيك مازرعته يداك! كلام توك توك:
يتوب علينا ربنا!!
إليها:
ومن غيرك حديث الصباح والمساء ؟.