أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أن العالم في الوقت الحالي على استعداد ليكون جادًا فيما يتعلق بأزمة المناخ.
وقال جوتيريش، خلال حوار أجرته معه قناة "سي إن إن" الأمريكية بمقر الأمم المتحدة اليوم الأحد، إن الأمور تتغير بشكل سريع، فكان يُنظر إلى التغير المناخي على أنه مشكلة القرن، لكن أثبتت الحقيقة بمرور الوقت أنه مشكلة الوقت الحالي، موضحًا أن "الأمر لا يتعلق بذوبان الجليد أو الضرر بالشعاب المرجانية فقط، بل أصبح الأمر يشكل مشكلة خطيرة تحمل في طياتها عواصف عاتية تبدو عنيفة وأكثر تواترًا ولها عواقب أكثر تدميرًا على العالم بأكمله".
ولفت جوتيريس إلى المشكلات التي يشهدها العالم في الصحة العامة، مستندًا إلى تقارير أصدرتها منظمة الصحة العالمية تفيد بأن المزج بين التغيير المناخي والتلوث يسفر عن مقتل سبعة ملايين شخص في السنة، وأن موجات الحرارة أدت إلى مصرع العديد من الأشخاص في جميع أنحاء أوروبا، وتم رصد الأمراض الاستوائية تتجه شمالًا، لذا فإن الأشخاص تشعر أكثر فأكثر بأن التغيير المناخي يؤثر عليهم في الوقت الحالي.
وأكد جوتيريش أن العالم "يستيقظ" للتعامل مع أزمة التغيير المناخي، وأن الشباب ينظم حملات وصفها بـ "الرائعة"، فضلًا عن أوساط الأعمال التجارية التي بدأت تعمل بشكل جاد، مضيفًا "ومن الواضح أنه يوجد لدى المجتمعات المدنية والمدن والولايات وعامة الناس إدراك أكثر أن الأمر يشكل تهديدًا الآن".
وأوضح جوتيريش أنه يتعين على الحكومات أن تتخذ إجراءات بشأن الصدد، منوهًا "لأول مرة أرى الكثير من الدول تقبل العمل على أن تصبح عديمة الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050، وتعطي الأولوية الكاملة للطاقة المتجددة، التي أصبحت أرخص من الفحم لتوليد الكهرباء".
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، عن أمله في أن يكون هناك القدرة على التسريع من وتيرة هذا الزخم خلال العقد المقبل لأهمية الأمر، محذرًا أنه إذا لم يتم ذلك فسيكون لا رجعة فيه وسيكون وضع كارثي بنهاية القرن.
وبسؤاله عن موقف الولايات المتحدة المعارض فيما يتعلق بالتغيير المناخي، قال جوتيريش إن الرأي العام يضع مزيد من الضغط على واشنطن حتى تساهم بشكل إيجابي بصدد العمل من أجل المناخ، موضحًا أنه رغم وجود عدد كبير من المشككين في التغيير المناخي في أمريكا، فإنه يوجد هناك بالفعل أغلبية راسخة يؤمنون بالأمر.
