نهار

سؤال الإعلام؟!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

من قبل سؤال الشائعات.. علينا أن نتساءل.. لماذا لجأ الناس إلى فضاء الشائعات، وفضائيات التلفيق والإعلام المضلل؟!... لماذا تزايد مستهلكو صفحات التواصل الاجتماعى، ومحركو مؤشرات البحث إلى قنوات مثل (الجزيرة، السى.إن.إن) وغيرهما من القنوات الإخبارية الخارجية؟!.. رغم حجم الأكاذيب الصريحة، وحجم الكراهية والإعلام الموجه ضدنا بوضوح؟!... ورغم اللجان الإلكترونية المخصصة لصناعة وبث الرسائل العدوانية، والشائعات المسمومة ضدنا؟!.... لماذا استعاد الناس مشاهدة (الجزيرة) رغم اختفائها طوال سنوات مضت (منذ يناير ٢٠١١)؟!...
اختفاء (الجزيرة) الطويل عن اهتمام المصريين ومتابعتهم... ليس فقط بسبب حجم التضليل الذى تقدمه برامجها.. ولكن بسبب فتح نوافذ الإعلام المصرى، واتساع مساحة حريته.. وبسبب التزام المصداقية والمهنية فى الخطاب الإعلامى المصرى، واعتماده الحوار واحترام الاختلاف والتعدد، وتقديم الرأى والرأى الآخر، والبحث الجاد والمعلومات الموثقة للمشاهد، دون قوائم ممنوعات ولا قوائم محظورات... اختفت الجزيرة وغيرها من قنوات التضليل، عندما ارتفعت مهنية ومصداقية وحرية الإعلام المصرى بكفاءة عالية... لكن مجرد إغلاق هذه النوافذ.. تقلصت نسب مشاهدة الإعلام المصرى، وعاد الناس يبحثون مرة أخرى عن الفضائيات الكاذبة، لا لشيء سوى البحث عن صوت مختلف، بعيدا عن الصوت الواحد.