في ذكرى وفاتها..

فردوس محمد «أيقونة التفاؤل» للريحاني.. رفض من أجلها «غزل البنات»

فردوس محمد
فردوس محمد

عرفها الجمهور بـ"أم السينما"، حيث حسدت دور الأم ببراعة شديدة، عبر الشاشات الفنية، إنها الفنانة القديرة فردوس محمد، التي تمر اليوم، الأحد 22 سبتمبر، الذكرى الـ58 على رحيلها حيث توفيت عام 1961.


ولدت فردوس محمد، في 13 يوليو 1906، بحي المغربلين في مدينة القاهرة، وتوفى والداها وهي صغيرة، فتولى تربيتها الشيخ علي يوسف مؤسس جريدة «المؤيد»، وألحقها بمدرسة إنجليزية بحي الحلمية، فتعلمت القراءة والكتابة والتدبير المنزلي وتربية الأطفال.
 

وقدّمت أول عمل مسرحي لها عام 1927، من خلال مسرحية «إحسان بك»، مع فرقة «أولاد عكاشة» التي صارت واحدة من أعضائها، كما عملت مع فرق إسماعيل يس وعبد العزيز خليل ورمسيس وفاطمة رشدي. 


بدايتها في السينما كانت مع فيلم "ممنوع الحب" عام 1935، حينما اختارها المخرج محمد كريم لدور الأم في الأحداث، ثم قدمت شخصية أم فاتن حمامة في فيلم "يوم سعيد".

 

وصل إجمالي عدد أفلامها 127 فيلما، منها: «بياعة التفاح، سفير جهنم، سيدة القطار، صراع في الميناء، إحنا التلامذة، حكاية حب، الطريق المسدود، سيدة القصر، رُد قلبي، أين عمري، شباب امرأة، ابن النيل، أبوحلموس، سلامة في خير، وعفريتة إسماعيل ياسين، وغزل البنات، وكان آخرها فيلم عنتر ابن شداد سنة 1961».

 

وكان الفنان نجيب الريحاني يتفاءل بوجودها معه في أي عمل يمثل فيه، حيث أصر على وجودها معه في فيلم "غزل البنات"،  ولم يكن هناك دور في فيلم "غزل البنات" فرفض التمثيل في الفيلم حتى اضطر منتجا الفيلم أنور وجدي ومحمد عبد الوهاب، لإيجاد دور لها فقامت بدور مربية ليلى مراد.

 

ارتبطت فردوس محمد، بعلاقة صداقة قوية مع كوكب الشرق أم كلثوم، والفنانة زينب صدقي، ودائما ما كان يلتقيان سواء في فيلا أم كلثوم في الزمالك أو في بيت زينب صدقي في الإسكندرية.

 

كانت قصة زواج فردوس محمد من المونولوجست محمد إدريس، من أغرب قصص الارتباط، وحدث الزواج بينهما بسبب تلقي فرقة فوزي منيب الفكاهية، التي كانت تعمل بها، دعوة لتقديم عروضها في فلسطين، لكن القوانين في مصر وقتها، لم تكن تسمح بسفر الفنانات غير المتزوجات.

 

ووقعت الفرقة في ورطة لأن الفنانة الراحلة كانت تقوم بدور رئيسي في المسرحية، ولا يمكن استبدالها بأخرى متزوجة، واقترح فوزي منيب صاحب الفرقة، الحل بأن تتزوج فردوس محمد، من أحد أعضاء الفرقة زواجًا صوريًا، فوافقت فرودس محمد على الاقتراح، واختير المونولوجست محمد إدريس لهذه المهمة.


سافر الاثنان ضمن الفرقة إلى فلسطين، وقدمت الفرقة عروضها لأيام عديدة، وفي إحدى الليالي، وبعد انتهاء العرض المسرحي فاجأ محمد إدريس فردوس محمد بأنه يحبها، ويطلبها للزواج فعلاَ، فوافقت واحتفلت الفرقة بزفافهما في الفندق الذي تقيم فيه وتحول الزواج الصوري إلى زواج حقيقي، واستمر لمدة خمسة عشر عامًا لينتهى بوفاة محمد إدريس.‏

 

ولم تكن الفنانة فردوس محمد، محظوظة مع الإنجاب في الواقع رغم كونها «الأم»، حيث توفى 3 أبناء لها بعد ولادتهم، حتى نصحتها إحدى صديقاتها بأنه حال إنجابها طفلًا آخر يجب أن تخفي نبأ الولادة منعًا للحسد، وتقول إن المولود توفي كالعادة، ثم تعلن تبنيها طفلًا من أحد الملاجئ.

 

وفي عام 1941، أنجبت «فردوس» ابنتها «سميرة»، ونفذت ما نصحتها به صديقتها، لتعلن تبنيها لها بعد 3 أسابيع من إخفاء أمر ولادتها، ويصير الأمر هكذا طيلة 17 عامًا، وحين زفاف الابنة من مدير التصوير السينمائي، محسن نصر، انهمرت دموعها بشدة، واعترفت بحقيقة ابنتها، معلنة أن العروس ابنتها، وهو ما لم يصدقه الحضور وقتها، معتبرين ما أفضت به لرفع الروح المعنوية لـ«سميرة».

 

وأصيبت فردوس محمد بمرض السرطان، قامت الفنانة فاتن حمامة بمقابلة وزير الثقافة وقتها ثروت عكاشة، ليتم علاجها وسفرها للخارج على نفقة الدولة، وبالفعل تم ذلك، وفي اليوم المحدد للسفر أخذ جمال الليثى الفنانة فاتن حمامة في سيارته، وذهبا لبيت فردوس محمد لاصطحابها للمطار، وطلبت منهما أن يعطياها فرصة للمرور على الصيدلية، التي تتعامل معها، لكي تسدد بعض الديون قبل السفر، حتى تبرئ ذمتها، ثم اصطحباها للبنك، لأنها أرادت أن تؤجر صندوق أمانات، تضع فيه أشيائها الغالية، وسلمت مفتاح الصندوق لفاتن حمامة، لتسلمه لابنتها الوحيدة، والتي كانت متزوجة من المصور السينمائي محسن نصر، وعند وصولهم المطار وجدوا مظاهرة من الفنانين جاءوا لوداع الفنانة الكبيرة فردوس محمد، ولم تتركها فاتن حمامة، وجمال الليثي حتى أوصلاها لسلم الطائرة، وكانت عينا الفنانة الكبيرة مغرورقتين بالدموع، فحاول جمال الليثى أن يخفف عنها فبدأ يذكرها بـ"صواني السمك"، التي كانت تعدها لهم في الكابينة، التي اعتادت أن تقضى الصيف فيها بالإسكندرية، وذكرياتهم الجميلة، ولم يتركها تصعد سلم الطائرة إلا وقد ضحكت من كل قلبها.

 

وتوفيت في 22 سبتمبر1961، عن عمر يناهز55 عاما، بعد معاناة من مرض السرطان.