فى الصميم

قوتنا الذاتية هى التى تحمى وتردع

جـلال عـارف
جـلال عـارف

الإعلان عن إرسال بعض التعزيزات العسكرية الأمريكية إلى منطقة الخليج لا يعنى أن أمريكا بصدد توجيه ضربة عسكرية لإيران ردا على تصعيدها الخطير بضرب مناطق البترول فى السعودية الذى عطل مؤقتا نصف انتاج السعودية التى تصدر للعالم أكثر من ١٠٪ من احتياجاته.
مازال الرهان الأمريكى هو تشديد العقوبات التى تخفض اقتصاد إيران وعدم الدخول فى حرب مهما حدث.. ليس فقط بسبب ظروف انتخابات الرئاسة الأمريكية التى يأمل ترامب فى الفوز بها ويعرف أن الحرب قد تهدد هذا الأمل، وليس فقط لان هناك يقينا بأن  الضغوط الاقتصادية تكفى فى التعامل مع إيران، وإنما ايضا لأن الاستراتيجية الأمريكية تريد الحفاظ على النظام الإيرانى بعد اخضاعه للتعديلات المطلوبة ليخدم مصالحها فى الفترة القادمة كما خدمها فى الفترة الماضية!!
حدد ترامب موقفه الحقيقى بأن مصالح أمريكا فى المنطقة كانت تأمين البترول واسرائيل، والآن وبعد تزايد الانتاج البترولى الامريكى ، لم تعد هناك مصلحة الا تأمين اسرائيل. وقال المسئولون الأمريكيون إنهم سيتحركون اذا تم استهداف المصالح الامريكية فقط، اما الحلفاء فعليهم ان يدافعوا عن أنفسهم.
بفضل التهديد الايرانى لدول الخليج العربى، حصلت أمريكا على مئات المليارات، ومازال ترامب يطلب المزيد ويروج للسلاح الأمريكى. دون ان يشرح لماذا لم يحم هذا السلاح الأجواء السعودية، ولم يوفر الأمان حتى الطائرة المسيرة الأمريكية؟!
الدرس الأساسى ان قوتنا الذاتية وحدها هى القادرة على حماية أوطاننا بناء التحالفات واكتساب الصداقات وتبادل المصالح مع دول العالم أمور مهمة وأساسية، لكن قوتنا الذاتية هى الكفيلة بأن نحمى الوطن ويردع العدو!!