مندوب مصر بالأمم المتحدة: أهمية بالغة للمشاركة في الدورة الـ74 في ظل رئاسة الاتحاد الأفريقي

مندوب مصر بالأمم المتحدة
مندوب مصر بالأمم المتحدة

تحرص مصر على المشاركة وبأعلى المستويات في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك سبتمبر من كل عام، وتكتسب المشاركة هذا العام أهمية خاصة حيث تتواكب مع الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي، وبالتالي تتاح الفرصة لطرح القضايا الإفريقية وشواغل القارة السمراء كقضايا الأمن وسبل تحقيق الاستقرار والبيئة وتحديات الارهاب.

وفي السطور التالية يتحدث مندوب مصر في الأمم المتحدة السفير محمد إدريس، بالتفصيل عن اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.


*بداية حدثنا عن المشاركة المصرية هذا العام وكيف تراها؟

- يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تعد مشاركته هامة وضرورية نظرا لما تتمتع به مصر من ثقل إقليمي ودولي، فضلا عن أن مشاركة الرئيس السيسي هذا العام تتواكب مع توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي، وبالتالي فإن العديد من قادة الدول ورؤساء الحكومات سوف يتطلعون للمشاركة المصرية في اجتماعات الجمعية العامة للتعرف على رؤية مصر والقارة الأفريقية تجاه العديد من القضايا، فضلا عن ثقل مصر الإقليمي في المنطقة العربية ودورها الرائد، مما يؤهلها لطرح رؤية موضوعية تجاه قضايا المنطقة تهدف إلى معالجة الأزمات التي تواجهها، بجانب تنسيق المواقف والرؤى مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

كما تعد اجتماعات الشق رفيع المستوى من الجمعية العامة ذات أهمية خاصة في ضوء تولي شخصية أفريقية رئاسة الدورة المقبلة للجمعية العامة، وهو السفير "تيجاني محمد باندي"، المندوب الدائم لنيجيريا لدى الأمم المتحدة في نيويورك، أخذا في الاعتبار الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي.

*متي تبدأ الدورة وما هو شعارها وماذا يعكس؟

- تعقد اجتماعات الشق رفيع المستوى من الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بدءاً من يوم 24 سبتمبر الجاري. وتعقد الاجتماعات هذا العام تحت شعار "دفع الجهود متعددة الأطراف المتصلة بالقضاء على الفقر، وتوفير تعليم عالي الجودة، والعمل المناخي، والإدماج"،

ويعكس هذا الشعار أولويات المجتمع الدولي خلال المرحلة الحالية، والتي تتمحور حول التنمية المستدامة ومواجهة التغيرات المناخية وتوفير مستوى معيشي أفضل لكافة الشعوب.

*ما هي أبرز الفعاليات الدولية المهمة التي ستعقد خلال الشق رفيع المستوي؟

- تعقد عدة قمم خلال الاجتماعات رفيعة المستوى تتضمن "الاجتماع رفيع المستوى بشأن التغطية الصحية الشاملة"، و"قمة تغير المناخ"، و"قمة التنمية المستدامة"، و"الحوار رفيع المستوى بشأن تمويل التنمية"، بالإضافة إلى "الاجتماع رفيع المستوى بشأن مراجعة التقدم المحرز في إدارة أولويات دول الجزر الصغيرة النامية (مسار ساموا)"، وكذلك الاجتماع الرفيع المستوى لدعم جهود نزع السلاح النووي.

*ما هي أهم القضايا التي تتناولها تلك الاجتماعات ودور مصر فيها ؟

- عدة قضايا؛ منها مكافحة الإرهاب، حيث تعد مصر من الدول القليلة التي اكتسبت خبرة واسعة في مجال مكافحة تلك الظاهرة، فضلا عن الدور الرائد للأزهر الشريف والكنيسة القبطية في مكافحة الفكر المتطرف ونشر المبادئ الدينية الوسطية. ومصر لديها خبرة كبيرة في هذا المجال، ولها إسهاماتها المهمة في المنظومة الأممية، لاسيما خلال رئاستها للجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن عامي 2016 و2017، والقرارات المهمة التي صدرت عن المجلس في تلك الفترة. ومن المقرر أن تشارك مصر في العديد من الفعاليات المرتبطة بالمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب على هامش أعمال الجمعية العامة.

إلى جانب الرعاية الصحية حيث يعد موضوع الصحة أحد الأهداف الأساسية للأجندة كما هو موضح بالهدف الثالث من الأجندة الذي ينص على ضمان الحياة الصحية للجميع، بما في ذلك استهداف تحقيق الرعاية الصحية الشاملة للشعوب والمجتمعات. ومن المنتظر أن يعقد هذا العام على هامش أعمال الشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماع رفيع المستوى تحت عنوان "الرعاية الصحية الشاملة: التحرك معاً من أجل عالم أصح".

هناك أيضا التغير المناخي، حيث تعد قمة السكرتير العام للمناخ المقررة في 23 سبتمبر الجاري، إحدى أبرز فعاليات الشق رفيع المستوى للدورة الحالية للجمعية العامة، وبالطبع في ضوء القيادة المصرية المشهود لها دولياً في قضايا المناخ، طلب سكرتير عام الأمم المتحدة من الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة تحالف التكيف والقدرة على التحمل بالاشتراك مع بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني.

بجانب التنمية المستدامة وتُعد من أبرز الملفات التي تولي لها مصر أولوية متقدمة في إطار أنشطتها داخل الأمم المتحدة. وتأتي أهمية القمة المقبلة للتنمية المستدامة المقرر عقدها يومي 24 و25 سبتمبر الجاري بالنسبة لكافة الدول النامية وفي مقدمتها مصر كونها الأولى التي تُعقد بعد اعتماد الدول الأعضاء لـ"أجندة التنمية المستدامة 2030" في سبتمبر عام 2015. وتهدف القمة المقبلة إلى حث المجتمع الدولي على تسريع ودفع الجهود الدولية والأممية من أجل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030.

أخيرا نزع السلاح، ومن المنتظر أن يتم الاحتفال باليوم العالمي للتخلص التام من الأسلحة النووية، وتعد مصر إحدى الدول الرائدة في مجال نزع السلاح، حيث تدعو مصر إلى إعادة إحياء الجهود متعددة الأطراف في مجال نزع السلاح وتجديد الالتزام بالمعاهدات الرئيسية بما يسهم في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، فضلا عن تنفيذ التزامات نزع السلاح النووي وفقاً للمادة السادسة من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. كما تتطلع مصر إلى دعم كافة الأطراف المعنية لمؤتمر إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، والذي تعقد دورته الأولى خلال شهر نوفمبر المقبل برئاسة المملكة الأردنية الهاشمية.

*لاشك أنه سيعقد على هامش هذه المشاركة العديد من القمم واللقاءات المهمة التي تجمع الرئيس السيسي زعماء العالم.. كيف تري أهميتها؟

- بالطبع سيتم عقد الكثير من اللقاءات مع زعماء العالم وكبار المسئولين، ومما لا شك فيه فان هذه اللقاءات تصب في بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية من جانب وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.