يحدث فى مصر الآن..

الشعب معاك يا ريس

يوسف القعيد
يوسف القعيد

 من المؤكد أن الحملة العاتية على مصر والمصريين من خلال الهجوم اليومى المستمر على الرئيس عبد الفتاح السيسى، قد جرى الإعداد لها من قبل. ولم تصنعها الصدفة. حتى توقيتها تمت دراسته بعناية.
لدينا ردود كثيرة من زملاء يمثلون الحق فى مواجهة باطل الذين يحاربون وطنهم وهم متصورون أنهم فى أمان الخارج. عينى فيما يجرى على جماهير المصريين، جماهير السيسى. محبى السيسى. الملايين التى نزلت لأول مرة فى تاريخ مصر تفرض على الرئيس أن يترشح لرئاسة مصر. ورابطوا أمام قصر الاتحادية والبعض منهم لم ينصرف من مكانه إلا بعد أن تأكدوا أن السيسى سيستجيب لطلبات الملايين من المصريين للترشح.
كانوا كل المصريين جميعاً. كانوا ضمير مصر ووجدانها. وأملها فى المستقبل. شبابا، وأطفالا، وشيوخا، أغنياء وفقراء. رجالا ونساء. البعض منهم وصل إلى الاتحادية قادماً من أبعد مكان عنها. والبعض وصل سائراً على قدميه ساعات وساعات.
حتى المصريين فى الخارج. تضامنوا مع أهلهم. ووقفوا مع ما يريدونه. وكان هذا الخروج الكبير والضخم وغير العادى فى تاريخ المصريين يطالب الطغمة التى اغتصبت حكم مصر سنة كاملة، 12 شهراً، 365 يوماً، 365 ليلة. كان يطالبها بالرحيل. الرحيل الفورى.
كنت وسطهم، لم يكونوا حول الاتحادية فقط فى القاهرة. كانوا فى التحرير. وكل ميادين المدن المصرية الكبرى. بل وامتدت المظاهرات إلى بعض القرى فى ريف مصر. وهذا ما لم يحدث من قبل. هؤلاء المصريون الذين ألتقى بهم يومياً فى أماكن تواجدهم سواء فى الشوارع والحارات والأسواق والمطاعم والمقاهى. هؤلاء الناس وكما سمعت منهم بنفسى. فإن مكانة الرئيس السيسى التى تبلورت فى 30-6 و3-7، لم يقترب منها الغبار القادم من الخارج.
لكن الأمر يتطلب من النخبة المصرية - وأنا واحد منهم - أن تغادر مقاعد المتفرجين دون أن يُطلب منها ذلك، دون اتصال من أحد. دون رجاء من أحد. لأن الهدف الأساسى مصر واستمرار التجربة الفريدة التى تتم على أرضها فى هذه الأيام. ومستقبل المصريين فى السنوات القادمة.
أتمنى أن تُعَبِّر النخبة عن مواقفها ليس بالكتابة - مثلما أفعل الآن - ولكن بالتحرك وسط الناس لكى تستعيد الروابط بين المثقف والمواطن العادى. لا أقول إنها اهتزت فى السنوات الأخيرة. لكننا فى أمس الحاجة لإحيائها الآن. فعندما يتهدد الخطر الوطن ومسيره ومساره. لا بد أن نفكر فى أمور غير تقليدية. لم نطرقها من قبل.
إذا اعتبرنا أن مصر هى الجوهر والأساس. فإن الأرقام لا تكفى لكى نعدد المشروعات التى تتم الآن. والمدن التى تقام. والمصانع التى تُنشأ. والترع التى تُشق. لأن ما يجرى هو إعادة بناء لمصر جديدة. تودع مشاكل الماضى وتسلم المصريين لأحلام مستقبل، أحلم أن يكون أفضل من كل ما مر بنا من قبل.
ثلاث علامات مهمة فى تاريخ مصر الحديثة: محمد على، الذى حاول بناء مصر الحديثة فى القرن التاسع عشر، وجمال عبد الناصر وعبد الفتاح السيسى فى القرن العشرين. وكلاهما قام بثورة حقيقية. وحولهم وأمامهم ومن خلفهم جيش مصر العظيم. الذى يستحق منا كل إجلال واحترام وتقدير.