رحلة

لا قيمة للترويج دون مهنية وتمويل

جلال دويدار
جلال دويدار

لا جدال أن الشهرة الحضارية والتراثية لمصر المحروسة تعد من الأمور الاساسية التى تساعد وتساهم فى تسهيل مهمة التسويق والترويج السياحى. لا يوجد إنسان فى هذا العالم لا يعرف اسم مصر. لابد انه سمع أو قرأ عنها فى سنوات حياته الاولى سواء فى المدرسة أو خارجها.. يأتى ذلك اعتمادا على حقيقة ارتباطها الحضارى ببداية الخليقة.
هذه الحقيقة تيقنت منها عندما زرت ديزنى لاند فى مدينة أورلاندو الامريكية منذ حوالى ثلاثة عقود. فوجئت بأن مصر كانت محور اشهر العروض التى يتم تقديمها حول بداية الحياة فى هذا العالم. تمثل ذلك فى الفيلم الرائع الذى جرى ويجرى تقديمه فى هذا الشان ويلقى اقبالا منقطع النظير. هذا الفيلم العلمى التسجيلى يشير فى الجزء الأساسى لافتتاحيته إلى أن الحضارة المصرية تعد ركيزة هذه البداية.
من هذا المنطلق فإن أى طفل كان يسمع ويقرأ عن تاريخ مصر مع بداية خطواته الدراسية. من هنا فإن هذه المعلومة تبقى عالقة بعقله الباطن طوال حياته مسيطرة على خياله وأحلامه متطلعا أن تتاح له الفرصة لزيارة مصر.
>>>
استنادا إلى هذا الواقع فإن الدعاية لسياحتنا تتسم  بالسهولة.. مقارنة بأى دولة فى العالم. ارتباطا بهذا الشأن فقد كان عملا دعائيا موفقا فى فترة ثمانينيات القرن الماضى.. اقدام ولاية المرحوم د. ممدوح البلتاجى لوزارة السياحة. تحقق ذلك بتبنى انجح حملة دعاية شعارها (مصر بداية الخليقة).
تلى ذلك حملة (هذه هى مصر). فى هذا الاطار الدعائى الموفق تجىء هذه الأيام الحملة الجديدة التى ترعاها وزيرة السياحة الحالية د. رانيا المشاط (people to people) بمعنى (الشعوب للشعوب). انه يرتبط فى جوهره بما تضمنته آية القرآن الكريم: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا).
إذن وباعتبار أن السياحة تقوم على ثقافة الالتقاء بالناس والتعرف عليهم وعلى كل ما يحيط بحياتهم فإن ممارستها تعد من اساسيات الحياة الإنسانية. ارتباطا بذلك فإنه يمكن اعتبار اختيار هذا الشعار عملا موفقا يمكن ان يحقق إنعاش الذاكرة بشأن مصر ومكانتها العتيدة فى الحضارة الإنسانية. فيديو هذا الشعار كان دافعا لمنظمة السياحة العالمية فى مؤتمرها بمدينة سانت بطرسبورج بروسيا لمنحه الجائزة الاولى كأفضل فيلم دعائى سياحى بمنطقة الشرق الأوسط.
>>>
اللقاء للمسئولين عن الانشطة السياحية على مستوى العالم بمشاركة د. رانيا أشادت السيدة جلوريا جيفارا الرئيس التنفيذى للمنظمة بالطفرة التى يشهدها قطاع السياحة فى مصر. ما ذكرته يعود بشكل أساسى إلى النجاح الذى حققته دولة ٣٠ يونيو فى إقرار الامن والاستقرار اللذين يعدان من اهم ركائز انطلاق المسيرة السياحية فى مصر وكل العالم.
فى نفس الوقت فإن استخدام التحرك المصرى بوسائل التكنولوجيا الحديثة للترويج يمثل خطوة هامة لتعظيم متطلبات الجذب السياحى. يدخل ضمن هذه الوسائل استخدام مواقع التواصل الاجتماعى المتخصصة الشهيرة فى العالم. جاء ذلك تواصلا مع الاهمية والانتشار الواسع الذى اصبحت تتمتع به فيما يتعلق بأعداد لمتابعيها.
>>>
فى هذا الشأن ليس مقبولا بأى حال ارتكان قطاع الأعمال الخاص الى  الفاعلية التى تتسم بها أى حملة دعائية ناجحة دون ان تصاحبها جهود. من جانبه.. بالطبع فانه لا قيمة لما يقومون به اذا لم يكن فد تم تدريبهم لاكتساب الخبرة اللازمة للاضطلاع بالمهمة المطلوبة على الوجه الأكمل. ان القطاع الخاص المستفيد الأول والمباشر من عائد النشاط السياحى مطالب بالمساعدة التمويلية والمهنية فى تنظيم الحملات الترويجية والتسويقية.