عطر السنين

عن العنف ضد المرأة

ميرفت شعيب
ميرفت شعيب

تتعرض المرأة والاطفال والعجائز للاضطهاد والعنف من بعض المجتمعات باعتبارهم الفئات الاكثر ضعفا خاصة النساء اللاتى يتعرضن للعنف المنزلى والعائلى منذ الصغر سواء من الاب او الاخوة الذكور او الزوج فيما بعد وتربى الفتاة فى الطبقات الفقيرة على تقبل العنف الذى يمارس ضدها باعتباره حق الاهل فى تأديبها وتوجيهها وهو ما يجعلها اكثر تقبلا واستسلاما لسلوك الزوج العدوانى ضدها ولكن الانسانية تأبى ان تظل الممارسات العدوانية ضد المرأة فى ازدياد دون ان تجد من يدفع عنها الظلم والاهانة والتأثير فى الثقة بالنفس الذين تتعرض لهم باستمرار ولا تختلف كثيرا حالة المرأة المعنفة فى المجتمعات الغربية او الدول النامية حيث تتواجد نسب عالية من الفقر والتخلف الاجتماعى كما تلعب الاعاقات المختلفة دورا  فى ضعف المرأة خاصة المسنة فتعرضها للعنف استغلالا لحالتها الصحية كما ان النساء المشردات اللاتى يعشن بلا مأوى اكثر عرضة للعنف الاجتماعى والازدراء الذى يؤدى إلى ممارسة العنف ضدهن وهناك ايضا النساء المنتميات إلى اقليات وهو ما أشار اليه بيان منظمة الامن والتعاون الاوربى خلال اعمال المؤتمر السنوى لحقوق الانسان الذى يدعو إلى العمل على مواجهة العنف ضد النساء الذى انعقد اول امس فى العاصمة البولندية وارسو ولفت البيان إلى اهمية التركيز على بحث معاناة الفئات المحرومة من حيث الدخل المادى ومستوى التعليم وحالة التوظيف بمعنى مدى توفر فرص العمل للنساء الفقيرات وطبيعة المنطقة السكنية التى يقمن بها ومدى الإعاقة التى تصاب بها النساء وبيانات عن اعمارهن ايضا ورغم ان الدراسة دارت عن النساء المعنفات فى منطقة جنوب شرق اوربا لكنه يشير إلى معاناة فئة كبيرة من النساء خاصة فى افريقيا وفى الدول النامية وطالب البيان بمحاولات دولية تتحد فيها دول العالم للتصدى بفاعلية للعنف ضد المرأة ووضع حد لانتهاكات حقوق الانسان التى تمارس ضدها..الى متى تظل النساء الطرف الاضعف امام المجتمع وامام الاسرة فيتعرضن للعنف والاضطهاد ؟ والى متى ترفع شعارات السيطرة على النساء بحجج واهية فى حين لا ينلن الا الاهمال. رغم انهن الاولى بالحماية باعتبارهن الفئة الاضعف  يجب ان نوجه الجهود وننشر شبكات الحماية الاجتماعية لتظلل النساء الضعيفات والفقيرات والمريضات وان يمتد ظلها إلى كبار السن والعجائز وهم من المرضى ايضا اما الاطفال فلابد ان يجدوا عناية خاصة عندما ينفصل الوالدان.