ضررها أكبر من نفعها.. فوضى «المكملات الغذائية» خطر يدمر صحة الشباب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

-دراسة: تسبب السكتة الدماغية وأمراض الكلى والقلب

-«أسماء»: «لا نتيجة لها وتسببت في أمراض بكليتي».. و«هند»: «جبت الكرياتين بدوده ومافيش عليه تاريخ»

- أستشاري تغذية ناصحة: تناولها بروشتة طيبب  «ضرورة».. وهذه البدائل الآمنة لها

-و«الصيادلة»: «السوشيال ميديا» سبب انتشارها.. وإجراءات رادعة لفوضى الاستخدام

 

 أصبح استخدام المكملات الغذائية.. أمرًا شائعًا في الوقت الحالي خصوصًا في أوساط الشباب المهتمين بـ«البدى بيلدينج» وبناء العضلات، فيفرطون في تناولها ظنًا منهم أنها ستعوض الجسم بالمواد الغذائية الناقصة أو أنها تسهم في تنسيق الجسد وتفصيله، دون أن يدركوا أنها تجعلهم عُرضة للكثير من المشاكل الصحية، وتسب أمراضًا لا يُحمد عقباها، ليتحول الأمر إلى فوضى وخطر بسبب كثرة انتشارها، دون وجود رادع أو وسائل آمنة للاستخدام.

المكملات الغذائية

وطبيًا، فالمكملات الغذائية هي مستحضرات هدفها تكملة النظام الغذائي بمواد تغذوية مثل الفيتامين والمعادن والألياف والأحماض الدهنية والأحماض الأمينية والتي قد تكون مفقودة في النظام الغذائي للشخص أو قد تكون لا تستهلك بكميات كافية، وعلى الرغم من تناولها البعض بروشتة طبيب إلا أن الكثيرون يتناولنها بغزارة حتى وصل الأمر إلى التعاطي.

تحذير دراسة

وحذرت دراسة حديثة من تناول الفيتامينات والمعادن والمكملات الغذائية الأخرى، مؤكدة أنهالا تفيد القلب، وفى بعض الحالات قد تسبب أضرارا صحية.

ووفقا للدراسة- التي أعدتها جامعة «فرجينيا الغربية» في الولايات المتحدة الأمريكية-، ونشرت في مجلة «حوليات الطب الباطنى»، فإن المكملات الغذائية التي تجمع بين الكالسيوم وفيتامين «د» مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، ومع ذلك لم يكن هناك دليل على أن الكالسيوم أو فيتامين «د» الذي يتم تناوله بمفرده لم يكن له أي مخاطر أو فوائد صحية.

وقال الدكتورصافى يو خان، أستاذ مساعد في جامعة فرجينيا الغربية، إنه على الرغم من وجود بعض الأدلة على أن بعض التدخلات لها تأثير على الوفاة وصحة القلب والأوعية الدموية، فإن الغالبية العظمى من الفيتامينات والمعادن وأنواع مختلفة من المكملات الغذائية لم يكن لها تأثير ملموس على البقاء أو الحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية".

وشددت الدراسة على ضرورة أن يركز الناس على الحصول على العناصر الغذائية من نظام غذائي صحي للقلب، لأن البيانات تظهر بشكل متزايد أن غالبية البالغين الأصحاء لا يحتاجون إلى تناول المكملات الغذائية.

تجارب شبابية.. متضررون

فيما رصدت «بوابة أخبار اليوم»، تجربة عدد من الأشخاص الذين تضرروا صحيًا من المكملات الغذائية، كما عرضنا المشكلة على طاولة أطباء تغذية ومختصون، وكذلك الوسائل الرادعة من نقابة الصيادلة للسيطرة على فوضى انتشارها في الأسواق.

هند.. وكرياتين الشعر

البداية من هند الحلواني، التي عرضت تجربتها مع المكمل الغذائي «كرياتين وشوفان» من أجل إنعاش خصلات شعرها بعد أن وصتها به إحدى صديقاتي التي تستخدمه بوصية طبيب، فقالت: «روحت أجيب الكرياتين لقيته بايظ وفيه دود، ومافيش عليه تاريخ صلاحية أصلا وغالبا اكسبايرد من زمان، كلمت الصيدلية أخدوا رقم تليفوني وقالولي حد هيكلمك خلال ٢٤ ساعة ولا حد سأل».

وتابعت: «طبعا اترمي أكيد بس مش دي المشكلة، المشكلة الحقيقية في عدم الأمانة، اللي خلاهم يغشوا في حاجه صغيرة زي دي أكيد هيغشوا في المكملات».

تجربة 2.. أسماء والكولاجين

أما أسماء أحمد، فحكت تجربتها مع حبوب الكولاجين، قائلة: «باخد كل يوم حبة تقوية خصلات الشعر والأظافر وتنقية البشرة، بعد أسبوع من الاستخدام لم تظهر أي نتيجة لا أظافر ولا بشرة ولا حته شعر، بعد أسبوعين نفس الحالة، بعد ٣ أسابيع وجع بكليتي واستمريت وقاومت وشربت كميات من المياه لكن مفيش فايدة».

وأضافت: «لم ألاحظ أي نتيجة، والنتيجة الوحيدة كانت سلبية، وهي وجع كليتي ٣ أيام، وبندم على تناول مثل هذه المكملات، وأنصحكم بالابتعاد عنها تمامًا».

خبراء التغذية.. فوائد وأضرار

وهنا، ردت د. جيهان الدمرداش، أخصائية تغذية علاجية وسمنة ونحافة، قائلة: إن المكملات الغذائية هي عبارة عن منتجات يتم تناولها لتعويض الجسم عن العناصر الغذائية التي لا يحصل عليها من خلال الطعام مثل الفيتامينات والمعادن والألياف والأحماض الأمينية والدهنية، مشددة على أنه يجب عدم تناولها إلا بعد استشارة الطبيب .

وذكرت «الدمرداش» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن المكملات الغذائية أنواع، بينها البروتين و هو من أهم المكملات الهامة لكمال الأجسام ومن أنواعها، وبروتين البيض الجبن و الصويا و مصل الحليب وبروتين زيادة الوزن، والكرياتين هذا النوع يستخدم لتضخيم العضلات وزيادة حجمها ويمد الجسم بالطاقة لأداء التمارين، الجلوتامين يساعد على بناء العضلات وزيادة مرونتها.

وأوضحت أن مالتي فيتامين هي عبارة عن مجموعة الفيتامينات الأساسيّة التي يحتاجها الجسم، ومقويات التيستيرون الطبيعية وهو من الهرمونات التي تساعد على تحسين المزاج و تعزز الغريزة الجنسية بشكل صحي، والأحماض الأمينية، وهي من الأحماض الضرورية لبناء البروتين في الجسم و تساعد على بناء وتعويض الجسم  بالطاقة التي يفقدها و يحتاجها، متابعة: «وبالنسبة للفئات التي من المفترض تتناولها، وممكن تناولهم للاعبين كمال الأجسام و ذلك باستشارة الطبيب، ومن الممكن للمرأة الحامل تحتاج بعد الفيتامينات باستشارة الطبيب والأطفال أيضا وكبار السن».

الآثار الجانبية

أما بخصوص أضرارها والآثار الجانبية، فأوضحت استشاري التغذية أن عند استخدامها لفترات طويلة قد يتسبب ذلك في مشاكل بالجهاز الهضمي و الكلي، مثل استخدام الكرياتين علي المدة الطويل، فيسبب مشاكل بالجهاز الهضمي و اضطرابات فالمعدة، متابعة: «وعند مزج الكرياتين بالكافيين للحصول علي أكبر قدر من الطاقة التي تساعد علي زيادة التدريبات والتمارين فيؤدي ذلك إلي حدوث أرق و عدم النوم لفترات طويلة، ولمن يعاني من حساسية الدكتور قد يحدث لهم انتفاخات بالمعدة».

رد الصيادلة

وبشأن الرقابة على فوضى انتشار المكملات الغذائية في الأسواق، رد الدكتور أحمد أبو دومة، المتحدث الرسمي باسم نقابة الصيادلة، مؤكدًا أن المكملات الغذائية طبيا هي المستحضرات التي تخلو من أي مواد كيميائية، وهي في كل الأحوال لا يمكن تصنيفها على أنها أدوية إنما هي من المفترض أن تكون مواد طبيعية قد تكون مطلوبة لتغطية النقص في بعض الفيتامينات والبروتينيات والمكونات الأساسية للجسم، كما تعتبر الأعشاب الطبية مكملات غذائية، مثل الأعشاب المخففة لحالات البرد والمغص وغيرها.

وأضاف «أبو دومة» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن بعض الصالات الرياضية توزع مواد كيميائية خطيرة تحت مسمى «مكملات غذائية»، ناصحا الشباب بعدم تناولها إلا بروشتة طبيب أو «إشراف صيدلي ولكن بحدود».

وتابع: «مدربو كمال الأجسام غير قادرين على تحديد ما يحتاجه الجسم من بروتينات وفيتامينات وغيرها، كما أنه غير قادر على مدى صلاحية وكفاءة هذه المنتجات، فهو ينصح باستخدام عقاقير لا تخضع لتفتيش أي جهة رقابية، مشددًا على ضرورة عدم شراء الدواء إلا من خلال صيدليات مرخصة».

وأوضح «أبو دومة» أن السوشيال ميديا وخاصة موقع «فيس بوك» ساهمت في فوضى انتشار هذه المواد الخطيرة، فهي تروج لها بإعلانات ممولة، تؤدي إلى كوارث خطيرة قد تصل في بعض الأحيان إلى وفاة المستخدم، لافتًا إلى تكثيف الحملات من الجهات المختصة لوقف هذا الخطر الذي يهدد صحة الشباب.