حوار| خبير دولي: نتائج الانتخابات الإسرائيلية غير متوقعة.. ونتنياهو يستخدم غور الأردن لمصالحه

رجائي بركات وبنيامين نتنياهو
رجائي بركات وبنيامين نتنياهو

- رجائي بركات: ضم إسرائيل الغور تعني عزل الأردن عن فلسطين

- خلافات نتنياهو مع ليبرمان قد تفقده جزءًا من أصوات اليمين

 

تنظم إسرائيل غدًا الثلاثاء 17 سبتمبر الانتخابات التشريعية لانتخاب أعضاء الكنيست الإسرائيلي، الذين سيوكل إليهم مسألة تشكيل حكومةٍ إسرائيليةٍ جديدةٍ، هذه الانتخابات هي ثاني انتخابات تُجرى هذا العام، بعد انتخابات 9 أبريل الماضية، والتي لم تسفر عن تشكيل حكومةٍ جديدةٍ، ليتم الاحتكام إلى انتخاباتٍ جديدةٍ لعلها تأتي بأكثرية برلمانية قادرة على تأليف الحكومة الجديدة، التي تنال ثقة الكنيست، الذي يحمل الرقم 22 في تاريخ إسرائيل.

 

وبالتزامن مع إجراء الانتخابات، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نيته ضم غور الأردن لإسرائيل حال إعادة انتخابه، وقد دار الحديث في الفترة الأخيرة عن أن نتنياهو يحاول تطويع الأمر لمصالح الانتخابية.

 

وحول ذلك إضافةً إلى المشهد الانتخابي في إسرائيل، أجرينا حوارًا مع الدكتور رجائي بركات، وهو خبيرٌ في الشئون الأوروبية، وهو أردني فلسطيني الأصل، بلجيكي الجنسية.

في البداية.. هل ترى بصفتك أردني فلسطيني الأصل في المقام الأول- أن نتنياهو أراد أن يستخدم قضية غور الأردن لخدمة مصالحه الانتخابية؟

نعم بالطبع.. هو اختار هذا التوقيت بالتحديد كي يجذب إليه المستوطنين الإسرائيليين البالغ عددهم نحو 500 ألف مستوطن يتواجدون في الضفة الغربية المحتلة، إضافةً إلى وجود أعداد كبيرة من اليمين المتطرف في إسرائيل يريد إرضائهم ليتأكد من الحصول على أصواتهم.

لذلك هو اختار هذا التوقيت بالتحديد للإعلان عن نيته ضم غور الأردن من أجل استقطاب أصوات هؤلاء، وذلك بعدما عجز في الانتخابات الماضية عن تحقيق مراده، ولم يتمكن من تشكيل الحكومة، وهو ما جعل هناك انتخابات ثانية في إسرائيل في غضون خمسة أشهر.

كيف ترى التعاطي الدولي مع قضية غور الأردن وإعلان نتنياهو نيته ضمها للأراضي الإسرائيلية؟

هناك ضغوط أوروبية ودولية ضد مشروع نتنياهو ضم غور الأردن، لذا استبعد أن ينجح في تحقيقه.

لكن الواقع أيضًا أن هذه الأراضي تخضع حاليًا للسيطرة الإسرائيلية، ويتم استغلالها بشكلٍ كاملٍ من قبل إسرائيل، بما في ذلك الأيدي العاملة هناك من الفلسطينيين.

إذًا.. ما هي وضعية غور الأردن حاليًا؟

غور الأردن تتوزع بين منطقتين في الضفة الشرقية والضفة الغربية، والمنطقة الموجودة في الضفة الشرقية  تتبع الأردن، والأخرى من المفترض أن تتبع فلسطين، لكن في الواقع إسرائيل تسيطر فعليًا على غور الأردن.

ما الأهمية الإستراتيجية لمنطقة غور الأردن؟

هناك أمرٌ مهمٌ بخصوص ضم غور الأردن وهو كون المنطقة زراعيةً وخصبةً وتتوفر فيها المياه.

وفي حال ضمها رسميًا وفي حال إقامة دولة فلسطينية أو كيان فلسطيني على أجراء من الضفة الغربية فإن ذلك بعني عزلها من الجهة الشرقية عن الأردن.

والحدود المشتركة بين فلسطين والأردن هي البحر الميت ونهر الأردن والغور، وضم إسرائيل لمنطقة الغور يعني عدم وجود أي حدود مشتركة بين الأردن والدولة الفلسطينية.

هل يمكن أن يعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بغور الأردن تابعة لإسرائيل مثلما فعل مع هضبة الجولان السورية؟

لا شيء مستبعد، ويبقى السؤال هل يستمر ترامب في السياسات المنحازة كليةً لإسرائيل خاصة في ظل الظروف الحالية في المنطقة؟

وهناك احتمال آخر، وهو أن يتعرض ترامب لضغوطات من دول الاتحاد الأوروبي تجعله لا يقدم على خطوة الاعتراف رسميًا.

ننطلق بحديثنا صوب الانتخابات الإسرائيلية وهي الشغل الشاغل الآن.. كيف تتوقع أن تسير الأمور في الانتخابات غدًا؟

التكهن بنتائج الانتخابات الإسرائيلية صعبٌ، والإسرائيليون عمليتهم تصويتهم غير متوقعة، حتى المنادين بالسلام عند عملية الاقتراع تجد منهم من يصوت لليمين، وهو تصويتٌ ضد إقامة الدولة الفلسطينية.

والدليل على ذلك أن بنيامين نتنياهو، المنتمي لليمين المتطرف، نجح في الانتخابات أكثر من مرةٍ، على الرغم من أنه يتبنى أفكارًا ضد إقامة الدولة الفلسطينية.

هل ترى أن تحالف "أزرق أبيض" بزعامة بيني جايتس قادرٌ على إزاحة نتنياهو من الحكم؟

في المشهد الحالي يمكن أن يحدث، وكل شيء وارد، خاصةً في ظل الخلافات بين نتنياهو والزعيم اليميني أفيجدرو ليبرمان، وهو ما سيجعل نتنياهو يفقد جزءًا من أصوات اليمين المضمونة بالنسبة له.

أخيرًا.. كيف ترى حظوظ القائمة العربية المشتركة من عرب 48 المشاركة في الانتخابات الإسرائيلية؟

في حالة نجاح التحالفات العربية في جعل عدد العرب المصوتين في الانتخابات كبير قد يكون هناك عدد من العرب يشغلون عضوية الكنيست يمكن أن يساهموا في عرقلة خطوات نتنياهو مثل ضم غور الأردن.