رؤية شخصية

أمن المستشفى - وحق المريض

جميل چورچ
جميل چورچ

جميل چورچ

فى الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة الاعتداءات المتكررة على الاطباء والمستشفيات، وكان احدثها المعركة التى نشبت بين اقارب المرضى وافراد الامن الإدارى بالمستشفى الجامعى بسوهاج وانتهى الامر بالتصالح بين الطرفين وحفظت النيابة التحقيق، وتشكلت لجنة لحصر الخسائر والتلفيات التى حدثت بقسم الاستقبال، وتقدير قيمتها بعد اتخاذ الاجراءات القانونية لالزام المتسببين بسداد «ثمنها»!!
ومن قبل هذه الواقعة بأيام كان تحطيم وحدة القسطرة بمعهد القلب التى يتجاوز قيمتها 20 مليون جنيه.. وكشفت التحقيقات أن المتسبب اسرة احد المواطنين الذى انتقل الى رحمة الله بعد دخوله المعهد وهو فى حالة متأخرة لإصابته بذبحة صدرية حادة ، وتسببوا فى حرمان آلاف المرضى من العلاج الى ان تم تدبير وحدة قسطرة جديدة وبدأ استئناف تقديم هذه الخدمة.
إن كل الاديان تؤمن بأن الأعمار بيد الله، والدستور الارضى والسماوى يفرض على الاطباء واطقم التمريض بذل اقصى الجهد من أجل شفاء المريض.. وبقدر سعادة الطبيب فى نجاحه فى عمله تكون سعادة المريض وأسرته اضعاف اضعاف، لكن تظل العناية الالهية لها الكلمة العليا وعلى المريض وأسرته الدعاء، اما اتهام المستشفى والعاملين بالاهمال فإن اثبات المسئول عنه هو النيابة والقضاء ونقابة الاطباء، رغم أن الاعلان عن ذلك نادراً ما يحدث لصعوبة التأكد من وقوع الاهمال والمتسبب فيه، وأحياناً لانعدام الرقابة الواجبة.
كما ان ازهاق حياة انسان داخل مؤسسة علاجية بسبب غياب الاطباء المتخصصين قد يحدث، بينما نرى نماذج رائعة من تضحيات الاطباء واطقم التمريض الذين يواصلون العمل ليل نهار، ويضحون براحتهم من اجل تخفيف آلام المريض والعمل على سرعة انقاذه فى الحالات الحرجة، والطوارئ وخير مثال انقاذ طفلين فى يوم واحد.. أحدهما ابتلع صفارة والآخر وقفت حبة فول سودانى فى البلعوم!! كما أن هناك الطبيب الذى يتبرع بدمه لانقاذ مريض.
وأمام هذه الظواهر نعود إلى وقائع الاعتداءات على المستشفيات.. ومع كل التقدير لحالة الحزن التى تنتاب الاسرة المكلومة وصدمتها بعد ابلاغها أن مريضها قد انتقل الى رحمة الله، الا ان هذا لا يمنحها الحق فى ارتكاب جرائم تحطيم الاجهزة التشخيصية التى تم تدبير ثمنها من تبرعات البسطاء واحياناً بشرائها على نفقة الدولة بهدف توفير الرعاية للغنى والفقير.
ومن الملاحظ فى الأرياف ان المريض يصطحب معه الى المستشفى أسرته وجيرانه واحباءه ليس هذا فحسب بل وايضاً بعض البلطجية.. وفى مواجهة الاعتداءات المتكررة تقوم بعض المستشفيات بتعيين افراد أمن ليس لديهم الخبرة الكافية للتصرف فى حالات التعرض للاعتداءات، بينما كان يتعين تدريبهم تحت اشراف وزارة الداخلية قبل التعيين واختيار افضل العناصر التى تحقق توفير الحماية للجميع.
وينص القانون على فرض عقوبة السجن ستة اشهر والغرامة على الطبيب فى حالة ثبوت اهماله الذى ادى الى وفاة المريض.. وتشير تقارير نقابة الاطباء إلى رفض بعض الاطباء العمل فى مستشفيات المناطق النائية التى توفر الحماية لهم وفى مواجهة الاعتداءات المتكررة على الوحدات الصحية والأطباء التى تحولت إلى ظاهرة جاء قرار مجلس الوزراء وبرئاسة الدكتور مصطفى مدبولى بلا تجاه إلى استصدار مشروع قانون يستهدف تغليظ عقوبة الاعتداء على المنشآت والاطباء بعد العرض الذى قدمته الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة على المجلس. ويبقى الامل فى سرعة اصداره لتحقيق الامان لجميع اطراف المنظومة الصحية.
>>>
الكهرباء تبعث كشافيها متأخرة بعد اجازاتهم بهدف دخول المواطن فى شرائح أعلى والتحصيل عن مدة اطول من شهر! من المسئول؟ ومن يحل الخلاف؟