في مثل هذا اليوم.. فقدان الاتصال بـ«كاسيني» بعد استكشاف كوكب «زحل»

 مسبار كاسيني
مسبار كاسيني

في مثل هذا اليوم 15 سبتمبر من العام 2017 اعلن الفريق العلمي لمهمة المسبار كاسيني التابع لوكالة ناسا عن فقدان الاتصال معه عند حوالي الساعة (11:55 صباحا بتوقيت جرينتش) بعد مهمة تاريخية لاستكشاف نظام كوكب زحل.

حيث دخل كاسيني الى الغلاف الجوي لزحل قبل دقيقة من وقت انقطاع الاتصال على ارتفاع حوالي 1.915 كيلومتر أعلى طبقة الغيوم، وعلى ذلك الارتفاع يبلغ ضغط الهواء 1-بار وهذا يساوي الضغط عند سطح البحر على الأرض.

وكان الفريق قام بالتقاط آخر الصور لنظام زحل شملت الكوكب وحلقاته وأقمار انسلاديوس وتيتان وكانت اخر الصور التقطت، الخميس 14 سبتمبر 2017 .
 

وخلال عمليه الاندفاع نحو الغلاف الجوي كان المسبار كاسيني يتحرك بسرعة حوالي 113.000 كيلومتر بالساعة وكانت نهاية المسبار في الجانب النهاري لزحل.

فمع بداية اقتراب كاسيني من الغلاف الجوي لزحل قامت محركات الدفع والمناورة بالاشتعال لفترة قصيرة لتعمل كمقاومة للغاز الرقيق وتحافظ على هوائي الإرسال للمسبار قدر الإمكان في اتجاه الأرض بهدف القيام بإرسال البيانات الأخيرة، ومع زيادة سماكه الغلاف الجوي سوف تعمل الدافعات بشكل أكبر بنسبة 100 % من قدرتها لحوالي دقيقة وبعد ذلك لن تكون الدافعات قادرة على عمل المزيد لجعل كاسيني متوازن باتجاه الارض ويدخل المسبار مرحلة الفوضى.

وعندما ابتعد هوائي الإرسال بضعة أجزاء الدرجة عن اتجاه الأرض توقف الاتصال بين كاسيني ومركز التحكم بالمهمة، وبدأ كاسيني في التفكك وخلال دقيقتين كل حطام كاسيني إنتهى كليا في الغلاف الجوي لزحل في صورة شهب.

ونظرا للمسافة التي تفصل الأرض وزحل وطبعا هي مسافة متغيرة نظرا لدوران الكوكبين حول الشمس فإن الإشارة الأخيرة من كاسيني استغرقت 86 دقيقة قبل رصدها على الأرض ، وهذا يعني برغم ان كاسيني يتعرض للمشاكل وينقطع الاتصال معه فإن الاشارة من ذلك الحدث لم تشاهد بشكل مباشر بل توجب الانتظار 86 دقيقة بعد حدوث ذلك تم استقبال تلك الاشارة في شبكة الفضاء العميق التابعة لوكالة الفضاء ناسا الموجودة في "كانبيرا" باستراليا.

وكانت تلك الاشارة " اشارة الوداع الأخير " بمثابة " صدى " انتشر عبر نظامنا الشمسي لحوالي ساعة ونصف بعد رحيل كاسيني للأبد .
تلك الإشارة النهائية تحمل بيانات علمية مهمة من زحل ، جمعت من ثمانية أجهزة عملية من 12 على متن كاسيني تشمل أجهزة للغلاف المغناطيسي والبلازما ـ ونظام رادايوي ومطياف الاشعة تحت الحمراء و الاشعة فوق البنفسجية وسوف تجمع تلك البيانات اثناء الهبوط النهائي.
وقد قضى مسبار كاسيني 13 عاما في الدوران حول زحل وأقماره العديدة، والتقط الآلاف من الصور طوال تلك المهمة الفضائية.