انتخابات تونس| «رهان المشاركة» يرسم ملامح ترسيخ الديمقراطية بالبلاد

صورة من الانتخابات
صورة من الانتخابات

يصطف التونسيون الآن أمام مراكز الاقتراع المختلفة في البلاد للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية من أجل انتخاب رئيسٍ جديدٍ  للبلاد تعهد إليه قيادة دفة الأمور في البلد المغاربي الواقع شمال أفريقيا.

 

ويتنافس 24 مرشحًا في الانتخابات الحالية. ويزخر المشهد الانتخابي بعديد الشخصيات البارزة التي تخوض المعترك الانتخابي، وعلى رأسها رئيس الحكومة يوسف الشاهد، ووزير الدفاع المستقيل عبد الكريم الزبيدي، والرئيس السابق المنصف المرزوقي، وعبد الفتاح مورو، مرشح حركة النهضة الإسلامية.

 

وبالإضافة إلى احتدام المنافسة على الوصول إلى قصر قرطاج، يمني التونسيون النفس أن تسهم الانتخابات في تثبيت البلاد على المسار الصحيح في الديمقراطية الوليدة بتونس الخضراء.

 

الحديث عن نسبة المشاركة

وتعتبر نسبة المشاركة من أهم المعايير، التي ينظر إليها الشارع التونسي مقياسًا على مضي البلاد قدمًا في سبيل الديمقراطية، التي نشأت قبل نحو ثماني سنوات.

 

والانتخابات الرئاسية الحالية هي ثاني انتخاباتٍ تشهدها تونس منذ ثورة الياسمين عام 2011، بعد انتخابات 2014، التي شهدت أول انتخابٍ لرئيس الجمهورية في البلاد عبر الاقتراع الحر المباشر من قبل الشعب.

 

نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الماضية 2014 بلغت في جولة الإعادة 64.5%، والتي فاز خلالها الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي على الرئيس السابق المنصف المرزوقي، ليصبح رئيسًا للبلاد حينها.

 

وتعيش تونس حاليًا مرحلةً فارقةً في مسار التحول الديمقراطي، الذي بدأ في البلاد في أعقاب سقوط نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي مطلع عام 2011، إثر ثورةِ شعبيةٍ عارمةٍ كانت استهلالًا لثورات الربيع العربي ذلك العام.

 

ضرورة المشاركة

الرئيس المؤقت محمد الناصر قال فور إدلائه بصوته في الانتخابات أمام المدرسة الإعدادية 2 مارس 1934 بمدينة سيدي بوسعيد "إن عملية التصويت ستبرز لمختلف دول العالم مضي بلادنا قدما في مزيد ترسيخ مسارها الديمقراطي وتركيز ديمقراطيتها الفتية لتبقى تونس دائما وأبدا محل اهتمام واحترام الجميع"، موجهًا الدعوة للتونسيين للذهاب إلى صناديق الاقتراع واختيار من يرونه جديرًا بثقتهم.

 

ونقلًا عن وكالة الأنباء التونسية، فإن الناصر شدد على أن عملية المشاركة في اختيار رئيس الجمهورية المقبل لتونس هي حق وواجب، وذلك بمقتضى ما جاء في الدستور الذي ينص في فصله الثاني على أن تونس دولة مدنية تقوم على علوية القانون والمواطنة وسيادة الشعب.

وأوضح الرئيس التونسي المؤقت أن مشاركة جميع التونسيين في عملية الاقتراع تتنزل في إطار التعبير عن الانتماء إلى هذا الوطن والتأكيد على أن الجميع متساوون في الحقوق والواجبات مهما كانت أطيافهم أو جهاتهم أو حتى الطبقات الاجتماعية التي ينتمون إليها.

 

وأتم حديثه قائلا "إنه بفضل ثقة الشعب سيختار الرئيس المنتخب المسيرة وسيعمل على تحسين وضعية تونس ويحقق الازدهار لجميع التونسيين".

 

عدد الناخبين

ويحق لنحو سبعة مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، موزعين على 4325 مركز اقتراع يضم 13115 مكتب اقتراع في كافة الدوائر الانتخابية.

 

ويشترط أن ينال المرشح صاحب المركز الأول في الانتخابات الرئاسية في الجولة الأولى على "50%+1" على الأقل، ليعلن رئيسًا للبلاد، وإلا ستمضي الانتخابات إلى جولة إعادة بين أكثر المرشحين الحاصلين على الأصوات.

 

ويُرجح أن تذهب الانتخابات إلى جولة إعادة في ظل احتدام المنافسة بين المرشحين البارزين، وكثرة عددهم، مما يجعل مسألة حصول أي مرشح على أكثر من نصف عدد الأصوات الصحيحة أمرًا صعبًا للغاية.