نهار

طعم .. النوم

عبلة الروينى
عبلة الروينى

٣ - الإسكندرية؟
لم يذهب أبدا إلى البحر..لم يشم رائحته، ولم يتلمس هواءه...ترك المدينة بلا ملامح ولا هوية، كما سبق وفعل(كاواباتا) و(ماركيز) فى روايتهما، مكتفيان بالإشارة إلى أنهما مدينتان ساحليتان...لكن طارق امام فى (طعم النوم) يسير عكس روايتى كاواباتا وماركيز..هو طوال الوقت فى حيرة الكتابة الجديدة لرواية سبق أن كتبها كاتبان غيره!!...يسير عكسهما، يستنطق الهامشى والمسكوت عنه لديهما..ويخفى الواضح والمكشوف، ويضيف ما يباعده تماما عنهما..ويسمى مدينته(الإسكندرية) محاولا أن يتجول فى هويتها..يربط الواقع بالخيال، وتاريخ المدينة بتاريخ أبطال الحكاية الخيالية!!...لكن أسم (الإسكندرية)لم ينقذ الواقعية، ولم يكن وحده كافيا لوجودها داخل رواية لا تمتلك ذاكرة ولا تاريخ، كما أن التواريخ المتناثرة داخل الرواية، وحظر التجوال، وسيارات الشرطة، والجنود التى لا حرب فى إنتظارهم...لم تعن شيئا، ولم تضف تاريخا ولا واقعا...ولعلها مجرد حكاية أخرى تضيفها شهرزاد(طعم النوم)الى حكاياتها المختلقة.. فى كل ليلة تبدأ حكاية جديدة، توزعها على كل العجائز التى قررت قتلهم..تحكى لكل عجوز مقطع من الحكاية بينما يحتضر..وفى الليلة التالية تحكى مقطعا آخر من الحكاية لعجوز أخر..الى أن تكتمل الحكاية بقتل جميع أبطالها!!...لا تعنى الإسكندرية شيئا داخل الرواية، سوى تعمد طارق امام الإفصاح المباشر بأن الإسكندرية هى المعادل الواقعى لمنزل النائمات وزواره من العجائز، الذى ينبغى قتلهم...لتكون الإسكندرية بقصدية واضحة هي (المدينة المقبرة)!!