حوار| إمام القصر الرئاسي بباكستان: الأزهر قدوتنا ومرجعية في كل أمور الدين

إمام القصر الرئاسي بباكستان
إمام القصر الرئاسي بباكستان

يشارك إمام وخطيب القصر الرئاسي في باكستان وأستاذ ورئيس الفقه المقارن في الجامعة الإسلامية في باكستان الدكتور إكرام الحق الأزهري، في مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بدورته الثلاين، الذي ينعقد تحت عنوان : «فقه بناء الدولة.. رؤية فقهية عصرية»، على مدار يومي 15 و16 سبتمبر الجاري.


وأجرت «بوابة أخبار اليوم» حوارًا خاصًا مع الدكتور إكرام الحق، فيما يخص المؤتمر وما يخص بعض الأمور الدينية في باكستان، وإليكم نص الحوار..


- كيف يرى فضيلتكم موضوع مؤتمر الأوقاف لهذا العام؟


عنوان المؤتمر جامع وشامل وملائم ويتماشى مع هذا العصر الجديد، وله علاقة بالغة ببناء الدولة الإسلامية التي وضعها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة في التي كانت اللبنة الأولى للدولة الإسلامية في المدينة المنورة، والتي كانت في ذلك الوقت تضم الأوس والخزرج والمسلمين المهاجرين والأنصار وفي نفس الوقت كان يسكن هناك من بني النضير وغير ذلك من الجاليات، ولكنه استطاع أن يخلق حالة من السلم وتقبل الآخر.


- في رأيكم إلى من المرجعية الدينية حول العالم.. وكيف نطبق السلم الذي طبقه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟


النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مسلم كان يريد تطبيق السلم من حيث كلمة الإسلام والمسلمين والمسالمة وعدم التطرف أو الاعتداء على أي أحد من الآخرين، فوضع ميثاق المدينة وله بنود كثيرة جدًا تراعي حقوق المسلمين وغير المسلمين المسالمين، ونحن في حاجة إلى تطبيق مثل هذه المواثيق التي وضعها النبي محمد، حيث يزيد في بعض الأماكن التطرف والإرهاب وينال من أولادنا لذا نريد أن نعود بهم إلى المسالمة والوسطية التي يقوم ببثها ونشرها الأزهر الشريف الذي له المرجعية الدينية.


- كيف أثر فيكم الأزهر الشريف؟


 الأزهر الشريف كيان كبير لا يمكن أن تكفي الكلمات في وصفه، وربما باختصار أبرز ما يمكن أن أصرح به أنني فخور بكوني من سفراء الأزهر الشريف حيث درست فيه وشربت من نيل مصر العظيم وأكلت الفول المصري، عندما كنت أنهل العلم والثقافة والدين الوسطي الروحي، ثم أصبحت فيما بعد ناشرا لهذا العلم في باكستان وغيرها خلال تبادل الزيارات.


- تضم باكستان العديد من الطوائف الدينية.. كيف يتم التعايش رغم هذا التعدد؟


إذا كان بعض الناس عندنا لديها تطرف، فلدينا أيضًا من يرغبون حقا في العيش السلمي الآمن ويعيشون بهدوء وتقبل وتفهم للاختلاف، ويأتي هناك السلم بين هؤلاء وهؤلاء إلا أنه في بعض الأحيان تحدث تدخلات من بعض غير الإسلاميين على الإسلاميين ومن بعض غير الإسلاميين على غير الإسلاميين ليوجهوا الخطأ فقط للإسلام والمسلمين على أن الخطأ ليس من الجانب الإسلامي والمنتمين له، وإنما من القوات الخارجة غير المسلمة أصلا.


- هناك تزايد مستمر لمحاربة المسلمين واتهامهم بالتطرف.. لماذا؟


هذا فقط اتهام وجه للدولة الإسلامية، فنحن كمسلمين لنا شكلنا وصورتنا وعادتنا الخاصة ودائمًا ما نتهم بالإرهاب رغم أن حياتنا ليس فيها أبدًا ما يدعو إلى هذه الاتهامات، وإنما نحن نمثل الدين السمح الوسطي الذي تعلمناه في أروقة الأزهر الشريف جامعة وجامعا، وربما لأن المتطرفين يحاولون تشويه الإسلام فنظل دائمًا في وضع الاتهام.


- كيف يمكن تحقيق المصلحة العامة والخاصة لبناء الدول دون المساس بثوابت الدين الإسلامي؟


لو راجعنا التاريخ وخاصة الفقه الإسلامي في نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني سنجد اختلافات بين الأئمة ومنهم الإمام أبي حنيفة والإمام المالك والإمام أحمد بن حنبل، فبالرغم من وجود العديد من الاختلافات الفقهية بينهم، إلا أنه كان لديهم إخاء وتبادل الاحترام، فنفس الاحترام لابد وأن يكون شائع بين أصحاب الآراء الفقهية المختلفة.


- ما الوصايا التي تتمنى حدوثها من أجل الحفاظ على صورة الإسلام؟


التفاهم والصلح والمسالمة وفهم الدين الوسطي، وليس الدين الإرهابي الذي يتمسك به البعض، لابد وأن نفهم ونتفهم فيما بيننا هذه المسألة وكيفية تفهم الاختلاف، ففي عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان هناك اختلافات في العديد من الأمور إلا أنهم كانوا يتناقشون معه ويتفهمون بعضهم البعض ويجعلون مرجعيتهم للنبي في نهاية الأمر.


- هناك خلافات على بعض المسائل الإفتائية أبرزها الحجاب والزواج والميراث.. كيف يمكن توحيد الكلمة؟


الأزهر الشريف في العالم الإسلامي قدوة وأقدم الجامعات في العالم الإسلامي في نفس الوقت الذي أنشىء فيه الأزهر أنشيء فيه النظامية والقرطبة، والقرطبة والنظامية لا نعرف غير اسمهما فقط، وإنما الأزهر نعرفه باسمه بعلمائه وفكره ومكانه معروف للعالم كله، فلابد أن نعطي هذه القدوة لعلماء الأزهر الوسطيين وننشر هذا في كل العالم لأن العالم بدون الأزهر فقير جدًا، ومن هنا يمكننا توحيد كلمتنا، وعلينا خلال المؤتمرات التي تعقدها المؤسسات الإسلامية في مصر وخارجها الاتفاق على كلمتنا بناء على الدين الإسلامي الوسطي الصحيح والذي المرجعية فيه للأزهر الشريف.

 

كيف تشكل منح الأزهر الوعي والثقافة في باكستان؟


مظلة الأزهر تجمعنا بالمنح التي تقدمها لنا، وتسلحنا بالأفكار الوسطية فلابد بعد التخرج لطلابنا في صورة العلماء وليس في صورة الطلاب الآن، أن يقوم الأزهر برعاية هؤلاء بالعلاقات المستمرة بعد التخرج وعودتهم إلى بلادهم، عن طريق السفارة المصرية في كل تلك البلاد ويكون لنا اجتماعات دورية ومستمرة في العاصمة وغير العاصمة وتتبادل الزيارات مع كبار العلماء للتذكير والتنبيه وتبادل الثقافة والعلم وتسليحهم بالوسطية من حين إلى آخر.


وفي نهاية الحوار.. وجه الدكتور إكرام الحق الأزهري، الشكر لمصر وللرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، على استاضفته ودعوته للمشاركة في مؤتمر وزارة الأوقاف والذي دائمًا ما يلقي الضوء على قضايا العالم في أمس الحاجة لمناقشتها والخروج بتوصيات لتنفيذها على أرض الواقع، متمنيًا نجاح المؤتمر بالنخبة التي تشارك فيه.