«اضطراب كرب ما بعد الصدمة».. أعراضه وطرق علاجه

اضطراب كرب ما بعد الصدمة
اضطراب كرب ما بعد الصدمة

اضطراب كرب ما بعد الصدمة هو أحد الأمراض النفسية الخطيرة التى يتعرض لها الإنسان، ويتميز هذا الاضطراب هو ظهور أعراض معينة بعد التعرض إلى ضغوطات صادمة جدًا.

قال أخصائي الطب النفسي الدكتور شاكر عبدالرزاق عواد، إن الأعراض التي تعقب الضغط النفسي الهائل الذي يفوق الاحتمال بعد الأحداث الكارثية المخيفة والحوادث المهددة للحياة أو الخطر المهلك مثل حريق المنزل، حادث خطير، السرقة  والحرب أو العنفالجنسي والاغتصاب، وعقب التعرض مباشرة للحدث الصادم أو المشاهدة الشخصية للحدث عند حدوثه للآخرين، وهذا يسمى اضطراب الكرب ما بعد الصدمة أيضا اضطراب الكرب التالي للرضح.

وأضاف د. شاكر، أنه تبدأ الأعراض في اضطراب الكرب الحاد بعد ثلاثة أيام و قد تستمر شهر واحد، بينما في اضطراب الكرب ما بعد الصدمة تستمر الأعراض لأكثر من شهر واحد لكن في بعض الأحيان قد يتأخر ظهورها سنوات، وتسبب هذه الأعراض مشاكل اجتماعية ومهنية.

ويمكن تقسيمها إلى أربعة أنواع: 

استعادة أحداث الصدمة في الحلم واليقظة، من خلال  الذكريات الاقتحامية  للحدث والكوابيس والإحباط النفسي الشديد أو ردود الفعل الجسدية عند التعرض لمنبه ما يذكره بالحدث الصادم.
-فرط الاستثارة "التوتر والتهيج أو السلوك العدواني ونوبات الغضب لاستفزاز بسيط أو دون استفزاز، القلق، زيادة الاستجابة المفاجئة، صعوبة النوم وضعف التركيز والتيقظ المبالغ فيه".
-الذهول العاطفي مثل العزلة وصعوبة في التواصل مع الآخرين والانفصال عنهم أو مشاركتهم الأنشطة الهامة و لوم المريض لنفسه والشعور بالخوف والرعب والشعور بالذنب أو العار واليأس، وعدم القدرة على تذكر جانب هام من جوانب الحدث الصادم، وعدم القدرة المستمرة على اختبار المشاعر الإيجابية  على سبيل المثال، عدم القدرة على تجربة السعادة والرضا أو مشاعر المحبة.
-تجنب كل ما يذكر بالصدمة (تجنب الأماكن الاحاديث أو الأنشطة أو الأشخاص والأشياء التي تثير الذكريات المؤلمة المرتبطة بالحدث الصادم. 

العلاج 

وأشار إلى أنه يتم الوقاية من هذا المرض خلال أول شيء يقدم للمريض بعد الصدمة هو الدعم والتثقيف النفسي وتشجيعه على مناقشة الاحداث "إذا كان يرغب بذلك" وتقبل الحدث والاسترخاء ويمكن استخدام المهدئات والمنومات في بعض الحالات، موضحا أنه يتم العلاج النفسي "العلاج بالكلام" فهو الخط الأول في العلاج، يمكن استخدام عدة أنواع من العلاج النفسي مثل:

-العلاج بالتعرض في هذا العلاج السلوكي يعيد المريض تجربة الحدث المأساوي (في الخيال أو المشاهدة الفعلية للحدث من خلال استخدم برامج الواقع الافتراضي التي تسمح للمريض بدخول المكان الذي تعرض فيه للصدمة مرة أخرى) لكي يستطيع أن يتعلم التكيف معها بفعالية. 
-العلاج المعرفي وهوعادة يسبق العلاج بالتعرض(السلوكي ), والعلاج المعرفي يهدف لشرح الحدث المؤلم من وجهة نظر المريض والاستجابة الطبيعية للضغط النفسي الشديد. ويساعده في التعرف على طرق التفكيروالمعتقدات السلبية عن نفسه والتي تسبب بقاء الاعراض وكالخوف المستمر.
-إدارة الضغط النفسي وهو تعليم المريض للاسترخاء والنُهُج المَعِرفيّة للتعامل مع المواقف التي تسبب التوتر والضغط النفسي وكيفية التكيف معها. ويمكن أن يحقق العلاج بادارة الضغط نتائج اسرع لكن العلاج بالتعرض يستمر لفترة اطول, والافضل استخدامهما معا.
-إزالة التحسس وإعادة المعالجة عبر حركة العينين (EMDR).وفيها يركز المريض على الحركة الجانبية لأصبع الطبيب مع الحفاظ على الصورة الذهنية لتجربة الصدمة اثناء حالة من الاسترخاء العميق، والهدف هوتغيير طريقة تفاعل المريض مع الصدمة.
-العلاج الجماعي: ويستخدم في معالجة الناجين من الكوارث الطبيعية مثل الهزات الأرضية وهو يمثل طريقة لتبادل الخبرات مع الآخرين ممن يمرون بالأحداث  نفسها.

الأدوية
قال د. شاكر أنه لا تشكل الأدوية الخط الأول في العلاج وهي تساعد في تخفيف الأعراض وتشمل مُضادَّات الاكتئاب مثل: أدوية مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI) مثل سيرترالين وباروكستين، وثلاثية الحلقة: اميتريبتيلين و اميبرامين، ودواء ميرتازابين، وأيضا مضادات القلق: تستخدم المنومات والمهدئات مثل بنزوديازيبين فقط للأيام الاولى بعد الصدمة ولفترة قصيرة لأنها قد تسبب الأدمان أما اذا تطلب استخدام المنومات لفترة اطول فيفضل استخدام ادوية مضادات الاكتئاب مثل اميتريبتيلين أو ترازيدون او ميرتازابين، وكلونيدين و بروبرانولول و برازوسين، من خلال تقليل النورادرينالين افترضت بعض الدراسات أن تلك الأدوية قد تساعد في تحسين النوم "تقلل الكوابيس".

وأضاف د. شاكر، أنه قد يشعُر المريض بالتحسن خلال (8-12) أسبوع عند ذلك قد يستمر العلاج لمدة12 شهرا، وقد يحتاج المريض الدخول للمستشفى إذا كانت الأعراض شديدة أو إذا كان للمريض أفكار انتحارية وبات يشكل خطرا على نفسه أو الآخرين.