«س وج».. هكذا وصل الرئيس إلى قلوب الملايين

الرئيس عبدالفتاح السيسي
الرئيس عبدالفتاح السيسي

لأنه من القلب فهو يصل إلى القلب.. هكذا اعتمد الرئيس عبدالفتاح السيسي في جميع حواراته وأحاديثه مع شعبه، يتحدث إليهم بالبساطة، يبتعد عن استخدام المصطلحات السياسية المعلبة، يستهدف الشريحة الأكبر من المواطنين يمس كلامه همومهم، يضع اليد على عين الداء، حوارات أخذ ورد، كأنه يخاطب صديقه يحتد حينا ويحنو أخرى.. لذلك وصل إلى قلوب الملايين.
 
كواحد من الناس يخاطب الملايين، يعلم أن رسائله ستصلهم كما يريد رغم تحريف المحرفين، فبجانب همومه ومسؤولياته السياسية لم ينس يوما ما يفكر فيه الشعب ويشغل بالهم وعقولهم دون حواجز أو تقارير معدة بتزيين وتغليف الأمور، كان أول رئيس يطلق مبادرة «اسأل الرئيس»، ليبدد أمام الناس مقولة حفرت في عقولهم عن كل شخص يسكن وراء سور «الاتحادية»، مقولة قالتها قلوبهم لكن لم تتفوه بها ألسنتهم وهي: «إنه لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون».
 
في أبريل ٢٠١٧ أعلنت مؤسسة الرئاسة عن إطلاق مبادرة «اسأل الرئيس» كإحدى فعاليات المؤتمر الوطني للشباب بالإسماعيلية، حرصًا من الرئيس على التواصل المباشر مع كل أطياف المجتمع المصري، وتعزيز الثقة ومد جسور الحوار بين المواطنين والقيادة السياسية، لتستمر فعالياتها في كل المؤتمرات الوطنية المتعاقبة، وتصبح بذلك إحدى أهم قنوات التواصل المباشر.
 
 الإصلاح الاقتصادي تأخر 40 سنة

في التقرير التالي نستعرض أهم وأخطر الأسئلة والإجابات بين الرئيس والمواطنين، نبدأه بأول سؤال تلقاه الرئيس من «مبادرة اسأل الرئيس» خلال مؤتمر الشباب الخامس بمدينة الإسماعيلية، كان صاحب السؤال «محمد مجدي- الدقهلية: سيادة الرئيس بعد التحية، متى تنخفض الأسعار ويكون هناك رقابة من جديد على التجار؟ "عايزين نرتاح من الغلاء يا ريس».
 
رد الرئيس كان: «أنا عادة لا أتحدث للنخب لأنهم بطبيعة الحال يكونوا متابعين للموقف ولكن أتحدث للمواطنين البسطاء، صبركم على ارتفاع الأسعار محل تقدير كبير، وللاقتصاد بالنسبة لأي دولة موارد ومصروفات، فهل معدل زيادة مواردنا يتناسب مع إنفاقنا بالطبع لا لأننا نقترض، وهذا يعني أننا نكمل مصروفاتنا بالقروض، وكل ربة بيت تعلم أنك طالما اقترضت فإنك تحمل نفسك بأعباء جديدة وهذا أمر خطير، ما نقوم به هو وقف التطور الاقتصادي السلبي الذي كنّا نسير فيه».
 
الرئيس أطال في الشرح وتابع إجابته: «هناك أمل حقيقي أكثر مما تتصورون، وصعب أن تروه الآن، لأننا داخل الحالة الصعبة، ما نقوم به هو المسار الحقيقي الصحيح الذي كان يفترض أن نقوم به من أربعين سنة، وهناك جزء مشترك بين الدولة وشعبها، فكنا نستورد برقم قل هذا الرقم ليس فقط لإجراءات الحكومة ولكن لتراجع القوة الشرائية، وبالنسبة للرقابة على الأسواق فهذه مسئولية مشتركة وإذا نظرنا إلى عشرات السنوات السابقة نجد أنه كان هناك حشد للمجتمع لترشيد الاستهلاك، وأنا مطمئن للغد».

حالة لوح فيها الرئيس بالاستقالة

وأجاب الرئيس على سؤال ماذا لو رفضت تجربة الإصلاح الاقتصادى فى مصر، فقال: «وإحنا بنعمل الإجراءات، حرصنا أن يكون تصورنا هو إيجاد حل قوى جدا وجريء جدا للمشاكل الاقتصادية، فى ظل تعرض الدولة  لثورتين خلال 3 سنوات.. وعايز أفكركم أننا بدأنا الحل فى ظل طروف صعبة من التحديات السياسة والاقتصادية والأمنية والثقافية والدينية، وإحدى التوصيات دعت الأوقاف والأزهر مع البرلمان إلى سن تشريعات بخصوص موضوع الزيادة السكانية أو معدل المواليد».

وأكمل الرئيس السيسي: «بنقول إننا الآن بعد خمس سنين بفضل الله وبفضل الشعب ، أصبحت مصر فى موقف ووضع تانى أفضل، الخطة اللى اتعملت كان كل الزملاء أثناء نوفمبر 2016 كانوا متحسبين من رد الفعل والكل كان خايف، وإحنا بنخاف على بلدنا لو حصل حاجة لا قدر الله تنهار وتدمر، لكن أنا هنا مش بذكى نفسى وقلت لا، قلت الحكومة تجهز لو الشعب رفض الإصلاحات تقدم استقالتها الخميس، ولو الشعب رفض يوم السبت هعمل انتخابات رئاسية مبكرة وأسلم البلد لحد تاني ، ما هو يا نبنى بلد مظبوط ونحل مشاكلنا يا نسيبها ونمشى لحد تانى يقدر».

هل تآمر الجيش على النظام السابق؟
 وفى أحد جلسات «اسأل الرئيس» كان الرئيس عبد الفتاح السيسى، واضحا وصريحا فى كشف الحقائق أمام الرأى العام، فقال: «أقول لجموع الشعب المصرى يا ترى هل كان فيه شكل تآمرى للجيش على النظام السابق حتى يسقطه، أنا بأقسم بالله أنه لم يكن هناك أى شكل من أشكال التآمر لإسقاط الدولة فى ذلك الوقت، وأن الشعب المصرى هو الذى استدعى القوات الجيش فى 30 يونيو».

وأضاف الرئيس: «أنا عاوز أسألكم واسمحوا لى أسأل وأرد أنا، هو قبل 30 يونيو مين اللى استدعى الجيش للتدخل وإنقاذ الدولة الجيش ولا أنتم.. أنتم .. نوفمبر 2012 مين الذى استدعى الجيش لإعلان مبادرته للقوى السياسية مع الرئيس السابق محمد مرسى فى المرحلة دى.. أنتم ولا الجيش.. الجيش، تم استدعاءنا لحماية الأمن القومى المصرى.. كنا متأكدين أن استمرار الواقع سيؤدى إلى تدمير الدولة المصرية».
 
 الرئيس.. هل خلفت وعدا معكم؟
ومن الأسئلة التى حرص الرئيس السيسى الإجابة عليها، حديثه الواضح والصريح للمصريين، قائلا: "أنا خبيت عليكم حاجة قبل الترشح؟.. قلت لكم معايا السمن والعسل والسكر؟.. لقد أخبرتكم أن التحديات والمشاكل فى مصر صعبة وكثيرة، فلم أعدكم بحل المسألة وهخليها فل والمرتبات تتضاعف 3 أو 4 مرات، بل أخبرتكم أن هناك تحديات كثيرة ولا يمكننى حلها بمفردى، وقلت هتحلوها معايا وانتوا قلتوا خلاص.. وقلت لكم هتتعبوا معايا، وقولتوا متخفش ياريس».
 
هل حصلت الدولة على دعم خلال ثورة يونيو؟
من أبرز الرسائل التى حرص الرئيس السيسى على التأكيد عليها، «أن أشقاءنا فى الخليج يعلمون أهمية مصر فى الشرق الأوسط، وأن سقوطها يعنى سقوط المنطقة، وأنهم قدموا لنا دعما كبيرا بعد ثورة 30 يونيو فى مجال الطاقة والبترول، ووصل دعمهم إلى 800 مليون دولار شهريا وقود ومواد بترولية لمدة 20 شهرا، وهي وقفة يشهد لها التاريخ ولولا دعمهم لسقطت الدولة المصرية».

قضية مقتل جمال خاشقجي
أجاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، على سؤال أحد المشاركين عن قضية مقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي، قائلًا: "إن قضية مقتل خاشقجي تخضع للتحقيق من الدولتين سواء الدولة التي تمت بها الواقعة أو المملكة العربية السعودية، ليه الناس تبقى متصورة إن تخلفنا وتراجعنا الاقتصادي هيمتد لقيم العدالة، لن نسيس القضاء ليسير على هوانا، هنا في مصر القضايا تخضع للتحقيق ولا أحد يتدخل فيها».

ماذا قال عن صفقة القرن؟
ورد الرئيس عبدالفتاح السيسي على سؤال عن صفقة القرن قائلًا: «إن صفقة القرن تعبير أطلقته وسائل الإعلام، وبنتكلم بصدق معندناش معلومات عن الموضوع ده، صفقة القرن طرح يتم طرحه في وسائل الاعلام قد يكون اختبار ردود الأفعال وقد يكون لكذا وكذا، اللي أنا أعرفه اللي أنا قلته هو دور مصر ورأي مصر في القضية واللي هو زي ما قلت مش عايز أكرره تاني نحن مع ما يرتضيه الفلسطينيين، ومانقدرش أبدا نتكلم باسم الفلسطينيين أو بالنيابة عنهم أو نفرض عليهم حاجة واللي هيقولوا عليه آه هندعمهم».

ملف قناة السويس
و ردا على سؤال أحد المواطنين فيما يخص أهمية حفر قناة السويس الجديدة؛ قال الرئيس السيسي: «ما تم إنجازه في قناة السويس من تطوير وفر لها إمكانية استقبال أحدث السفن دون توقف..  وكان من الممكن الاقتراض من مؤسسات تمويل دولية لحفر قناة السويس، لكننا كنا حريصين على تنفيذها بإسهامات المواطن المصري.. وكان الهدف من مشاركة المصريين في إنشاء قناة السويس الجديدة إعادة إحياء الصلابة لدى الشعب».
 
ملف الإرهاب
وفي رد على سؤال أحد المواطنين فيما يخص وضع استراتيجية لمجابهة الإرهاب في سيناء؛ قال الرئيس السيسي: «هناك استراتيجية لمكافحة الإرهاب تشمل الجوانب الفكرية والثقافية.. ونحن كدولة حريصين على عدم موافاة الشعب بكافة الأخبار يوميا لمراعاه شعور المصريين.. وسنحرص دائماً على عدم سقوط أبرياء».
 
ملف المحليات
و ردا على سؤال أحد المواطنين فيما يخص ملف المحليات؛ أوضح الرئيس السيسي: «واجهنا عقبات في إجراء الانتخابات المحلية، وأدعو إلى المشاركة في الانتخابات المحلية والمشاركة في المجالس التنفيذية».
 
ملف حقوق الإنسان
و ردا على سؤال أحد المواطنين فيما يخص ملف حقوق الإنسان؛ شدد الرئيس على أن: «حقوق الإنسان ثوابت وطنية يجب مراعاتها، وهي لا تقتصر على الممارسة السياسية وإنما توفير السكن والعمل والعلاج».
 
ملف مصر 2030

و ردا على سؤال أحد المواطنين فيما يخص وجود ضمانات لتنفيذ رؤية مصر 2030 فيما بعد؛ قال الرئيس السيسي: «اختاروا بحرص ولا تعطوا صوتكم إلا لمن يستحق أن يتولى أمركم».

جلسات الرئيس للرد على تعليقات وأسئلة الشعب كثيرة وثرية ومثيرة، وغدا السبت ينتظر المواطنون حلقة جديدة من أحاديث رئيسهم في مؤتمر الشباب الذي تنطلق النسخة الثامنة منه بمركز المنارة بالقاهرة الجديدة، وتحتوى على جلستين رئيسيتين على مدى اليوم وذلك قبل جلسة "اسأل الرئيس"، وهما جلسة "تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليا وإقليميا" وجلسة "تأثير نشر الأكاذيب على الدولة فى ضوء حروب الجيل الرابع".