صور| «شالوا الشماسي».. المحافظات الساحلية تودع أيام «الصيفية»

 المحافظات الساحلية تودع أيـام «الصيفية»
المحافظات الساحلية تودع أيـام «الصيفية»

مع بداية شهر سبتمبر وقرب انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس والجامعات بدأت المحافظات الساحلية التى يقصدها المصطافون من مختلف المحافظات لقضاء إجازة المصيف فى إغلاق الشواطئ و تخزين الكراسى والشماسى للعام القادم فى إشارة إلى انتهاء موسم المصيف لعام ٢٠١٩.

«بوابة أخبار اليوم» تجولت فى المحافظات الشاطئية لرصد انتهاء المصيف على أرض الواقع وآراء المسئولين حول نجاح الموسم وأعداد الزائرين الذين استقبلتهم كل محافظة.. وآراء المصطافين فى الخدمات المقدمة فى كل مصيف وأسعار الشاليهات والشقق المصيفية.


حزن أصحاب المحلات وتراجع أسعار الشاليهات

مع اقتراب عودة المدارس والجامعات وإعلان الأرصاد الجوية عن حلول فصل الخريف خلال أيام، بدأت شواطئ عروس البحر المتوسط، والبالغ عددها 59 شاطئا، فى وداع روادها فى آخر أيام الصيفية.
«لموا الشماسى والكراسي»، هكذا بدأ صخب وزحام المصطافين يختفى تدريجيا من على الكورنيش بعد موسم صيف- هو الأطول منذ سنوات - ولم يبق من الزوار إلا القليل.

وفى جولة لـ«لأخبار» بشواطئ شرق الإسكندرية، بدت الأمور على غير عادتها فلم يبق من زوار المحافظات الأخرى سوى القليل، ما جعلها فرصة يستغلها الإسكندرانية كل عام للاستمتاع ببحر هادئ بعيدا عن الزحام.

وعلى رمال شاطئ «نيو بوريفاج»، أكبر شواطئ المدينة والوجهة الأولى لزوارها، قلت صفوف الشماسى والكراسى واختفى الزحام وهو ما اعتبره مستأجروه أمرا طبيعيا مع اقتراب عودة المدارس والجامعات.

«20 سبتمبر من كل عام هو الموعد الرسمى لانتهاء موسم الصيف».. هكذا يقول على عنتر، أحد العاملين بشاطئ البوريفاج، وأضاف أن معظم الشواطئ تستعد لتخزين الشماسى والكراسى حفاظا عليها من النوات والأمطار.

ويشير «عنتر» إلى أن انتهاء موسم الصيف يمثل حزنا لمستأجرى الشواطئ - معظمهم من الصعايدة - حيث يقل الزوار والرزق، قائلا: «الإسكندرانية بس هما اللى بيفرحوا علشان الزحام انتهى».

وعن كيفية قضاء مستأجرى الشواطئ شهور الشتاء، أوضح «عنتر» أن معظم الشواطئ لديها كافيتريات وملاهى للأطفال يتم الاعتماد عليها فى جذب عشاق المدينة خلال موسم الشتاء.. فالمدينة لها سحر خاص حتى خلال المطر والنوات.

«فريسكا..عوامة لحمادة.. صورة يا هانم».. نداءات الباعة الموسميين الذين يأتون خصيصا كل عام من محافظات الصعيد لكسب الرزق، بدأت تقل على شواطئ الإسكندرية بعدما غادروا المدينة مع زوارها انتظارا للمجىء إليها مجددا الموسم المقبل.

أحمد الصعيدي، أحد العاملين بشاطئ البوريفاج، لفت إلى أن الشاطئ الواحد يعمل به عشرات العمال وأحيانا المئات خلال موسم الصيف، يقل عددهم فى الشتاء لنحو 5% فقط، قائلا: عندما تغيب الشمس ومعها الزوار فلا حاجة لدق شماسى أو فريسكا.

اختفاء الصخب والزحام لم يتوقف عند الشواطئ بل امتد إلى المطاعم والمحال التجارية بأشهر شوارع الإسكندرية مثل «خالد بن الوليد، وإسكندر إبراهيم، و45» والتى يعتمد تجارها على المصطافين فى رواج بضاعتهم.

ومع مغادرة المصطافين وانخفاض الإقبال فى الشاليهات والوحدات المصيفية، يجبر السماسرة على تخفيض أسعار الإيجار بنسبة 50% بالمقارنة بأسعار الإيجارات خلال شهور الصيف.

ومن جانبه، قال اللواء جمال رشاد، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، إن حملة «اعرف حقك» مستمرة خلال شهور الشتاء لتوعية المصطافين وزوار المدينة بحقوقهم وأسعار التذاكر.. وأوضح «رشاد» أن الإدارة ستواصل توزيع مطويات ومنشورات على زوار المدينة لتوضح أنواع الشواطئ الـ 59 فى المحافظة والخدمات التى يحصل عليها الزائر مقابل قيمة التذكرة بكل منها.
وأضاف رئيس إدارة السياحة والمصايف: لن تهدأ إلا بإعلان شواطئ الإسكندرية خالية من كل مظاهر الابتزاز والاستغلال ولن نترك المصطافين فريسة لجشع بعض المستأجرين على الشواطئ.

بورسعيد.. مغادرة الباعة الجائلين.. والاستمتاع بالهدوء

المصطافون عادوا إلى محافظاتهم واختفى الزحام المعتاد على شواطئ بورسعيد وفنادقها وقراها السياحية واختفى الباعة الذىن يأتون لقضاء الموسم الصيفى فى البيع والتجارة على الشاطئ وبقى ابناء المدينة والباحثون عن الهدوء والجمال وحدهم على الشاطئ كما أن شاطئ بورسعيد اعتاد على عدم غلق ابوابه بعدما انتشرت الكافيهات الحديثة على امتداده التى تحافظ على نشاطه ولكن بشكل مختلف عن الحركة الكثيفة فى موسم الصيف.

يقول محمد دعيه، مالك أحد المقاهي، كانت الجمعة الماضية هى آخر الموسم الصيفى بزحامه المعتاد وزوار بورسعيد من المصطافين ومنذ بداية الاسبوع الجارى دخلنا فى أيام الوداع مع البقية المتمسكة بالاستمتاع بالشاطئ لآخر يوم وقبل بدء العام الدراسى وهم معظمهم من أبناء المحافظة وبعض الاسر التى ليس لديها ارتباط أو أبناء بالدراسة وهذه الاسر تختار هذا التوقيت البعيد عن التكدس والزحام بالشاطئ والاستمتاع ببداية نسمات الخريف المنعشة.

ويضيف محمد، أن نسبة الاشغال بالشاطئ أقل من 50٪ ومع بداية الدراسة تبدأ مرحلة جديدة مع زوار الشاطئ فى أيام اجازة آخر الاسبوع وتستمر حتى أواخر شهر أكتوبر وتليها فترة بداية الشتاء لتنتقل آليات تشغيل الشاطئ من خلال الكافيهات المنتشرة على امتداده ونسعى خلال الموسم الشتوى بتقديم خدمات مختلفة لجذب الرواد بتشغيل دفايات الغاز الكبيرة داخل الكافيه أو اقامة حلقات النار على الشاطئ فى الأيام والليالى الدافئة وفى كل الاحوال تكون نسبة الاشغال طوال الشتاء بالكاد تحافظ على استمرار تشغيل الكافيهات وتحدث انتعاشة خلال شهر رمضان وهو يصادف هذه السنوات فصل الشتاء بخروج معظم الاسر البورسعيدية لتناول الافطار على الشاطئ وهى فترة عودة التشغيل للشاطئ وايضا احتفالية شم النسيم وأن كان العام القادم سيواكب شم النسيم شهر رمضان.

ويقول أحمد موسى مدير الجهاز التنفيذى للمنطقة الحرة التى تدير القرى السياحية على شاطئ المدينة: "بالطبع لا مقارنة بين نسبة الاشغال فى فصلى الصيف والشتاء حيث تبدأ الحجوزات للموسم الصيفى منذ شهر مايو ويسجل شهرا يوليو وأغسطس ذروة الاشغال بنسبة 100٪ تنخفض إلى 70٪ خلال سبتمبر وتتراوح خلال فصل الشتاء فيما بين 30 و50٪".

وقال: "يحافظ على هذه النسبة العقود الممتدة الموقعة مع شركات البترول وشركات الاستثمار العاملة ببورسعيد لإقامة العاملين بها بالقرى على مدار العام وبقدر الامكان نستغل فترة البيات الشتوى لعمل الصيانة اللازمة للوحدات الخالية قبل الموسم الجديد".

رأس البر.. قضاء «شهر العسل».. والكافيتريات للسهرة

رغم ان الموسم الصيفى لم ينته رسميا إلا أن مصيف رأس البر يشهد انخفاضا ملحوظا فى نسب الاقبال  طوال أيام الاسبوع منذ بداية شهر سبتمبر نظرا لأنتظام الدراسة برياض الاطفال والصف الاول والثانى الابتدائى وان الاقبال يكون مقتصرا على الأسر التى لا يتواجد بين اعضائها طلاب بالمدارس وايضا الاسر التى تفضل الهدوء والاستجمام وايضا العرائس يفضلون قضاء «شهر العسل» بالمدينة.

فى ذلك التوقيت لانخفاض أسعار الإيجارات وهدوء الشواطئ والمدينة بصفة عامة مما دفع اصحاب الكافيتريات تخزين 50 % من الشماسى والكراسى ويحرص البعض على استمرار تشغيل الكافيتريات فى فصل الشتاء والاغلبية تغلق ابوابها.

فى البداية قال محمد أحمد، أحد المصطافين، إنه يفضل زيارة رأس البر فى منتصف شهر سبتمبر لان المدينة فى ذلك التوقيت تتمتع بحالة من الهدوء الذى يسمح بالاستجمام بعيدا عن الزحام مثلها مثل أيام شهر رمضان، وأوضح ان اسعار الإيجارات تكون منخفضة عن أيام الموسم الصيفى خاصة فى الأعياد.

وأشار محمد حجازى صاحب كافيتريا  على الشاطئ إلى انه مع بداية شهر سبتمبر يبدأ الاقبال فى الانخفاض بسبب استعداد الأسر للموسم الدراسى وشراء مستلزمات الدراسة ويكون الاقبال فى يوم الجمعة متزايدا نسبيا لكن مع بدء الدراسة يصبح الإقبال شبه منعدم الا أن الاقبال يتحول إلى تنظيم بعض الاحتفالات مثل اعياد الميلاد وحفلات الخطوبة وكذلك العرائس الذين يفضلون قضاء شهر العسل برأس البر.

وأضاف عبده خضير صاحب كافيتريا، أنه مع بداية شهر اكتوبر يكون انتهى الموسم الصيفى رسميا ويقوم برفع جميع الكراسى والشماسى ولكنه يستمر فى العمل طوال شهر اكتوبر لتقديم المشروبات والاطعمة ويظل عمل الكافيتريا بصورة مقبولة لتردد بعض الاصدقاء والاسر للسهر ليلا وتعمل كافيتريا لتقديم المشروبات والاطعمة لكن مع بداية شهر نوفمبر يقوم بإغلاقها تماما لتزايد برودة الجو ويترك بها عاملين فقط لتناوب حراستها ولا يعود للعمل بها الافى شهر ابريل للتجهيز لاستقبال موسم شم النسيم.

من جانبه اكد وليد الشهاوي، نائب رئيس مجلس مدينة رأس البر للشواطئ والامتداد العمرانى للعمل بها الافى شهر إبريل للتجهيز لاستقبال موسم شم النسيم.

ولفت الشهاوي، إلى أنه رغم عدم انتهاء الموسم الصيفى الا أن هناك انخفاضا فى نسب الاقبال منذ بداية شهر سبتمبر لحرص الاسر على الاستعداد لبدء العام الدراسى ويستمر الانخفاض حتى بدء الدراسة.

مطروح.. بيات شتوي والكورنيش فارغ من المصطافين

شواطئ مدينة مرسى مطروح التى كانت تعج بآلاف المصطافين خلال شهور الصيف تراجعت أعداد المصطافين والرواد من مختلف محافظات مصر لتشكو الوحدة والسكون والبيات الشتوى الذي يستمر لأكثر من ٨ شهور. 

منذ انتهاء الاسبوع الاول من شهر سبتمبر وقبل أيام من بدء ماراثون الموسم الدراسى أنهت اغلب الأفواج السياحية من الشركات والمعسكرات الصيفية والهيئات اخر افواجها لتودع شواطئ مطروح والساحل الشمالى، آخر الوافدين إليها من المصطافين، من مختلف المحافظات، مع نهاية موسم سياحى ناجح، توافد خلاله أكثر من 6 ملايين مصطاف وسائح، على الشواطئ الممتدة بطول نحو 300 كيلو متر من الإسكندرية شرقاً وحتى مدينة مرسى مطروح غربا والتى تمتلك شواطئ الرميلة وميناء الحشيش غربا مرورا بروميل والباسنت والأحلام والبوسيت والليدو حتى الغرام وكليوباترا والابيض وعجيبة غربا. 

وبدأت معظم المنشآت المصيفية والفندقية اغلاق أبوابها وتوقف نشاطها مع نهاية موسم الصيف السياحى فى ظل التراجع الكبير فى إقبال المصطافين، مع اقتراب بدء العام الدراسى الجديد وانخفاض درجات الحرارة.

وتشهد الشواطئ المختلفة حاليا، تواجد أعداد من المصطافين من هواة الهدوء والاستمتاع بطبيعة مطروح الساحرة وغالبا من كبار السن أو المتزوجين حديثا وغير مرتبطين بالمدارس فى ظل تراجع الزحام والصخب ويستمتعون بالخصوصية أكثر، مع الانخفاض الكبير فى أسعار السكن المصيفى والفندقى وايجار الشماسى والكراسى على الشواطئ.

وشهدت الشواطئ إقبالا متوسطاً فى ختام الموسم السياحى الناجح بحسب بيانات وإحصائيات المحافظة حيث استقبلت شواطئ المدينة  أكثر من 6 ملايين مصطاف، وعدم حدوث مشاكل أو أزمات تؤثر على نجاح المصيف أو استمتاع المصطافين، وهو ما ساهم فى رواج جميع الأنشطة السياحية والتجارية والخدمية. 

وكانت شواطئ المدينة قد شهدت أعمال تطوير وتجميل واستعداد مبكر لاستقبال المصيف من بينها تطوير شاطئ كليوباترا وإقامة ممشى سياحى اضافة إلى تطوير شاطئ الغرام وإقامة كافيتريات ومسرح أمام صخرة ليلى مراد واستحداث شواطئ جديدة بطول كورنيش الابيض الجديد بطول ثمانىة كيلو مترات حيث يذكر أن شواطئ مطروح، تتميز بصفات فريدة تجعلها عامل جذب للسياح والمصطافين يصعب مقاومته.

ونجحت جهود المحافظة فى مضاعفة نسب إقبال المصطافين والسياح، خلال العامين الماضيين بحسب البيانات الرسمية لمحافظة مطروح  وتمتاز الشواطئ بتنوعها وبمياهها الفيروزية وشفافيتها العالية والرمال البيضاء الناعمة.

ويقول اسامة زلط أحد مستأجرى الشواطئ إننى إقوم حاليا مع زملائى من مؤجرى الشواطئ بتشوين الشماسى والكراسى والبدالات واللنشات البحرية فى أماكن تخزينها بعد غسلها جيدا حتى لا تتأثر بمياه البحر وكذلك نزع أقمشة الشماسى وغسلها جيدا ونضعها فى مخازن بالقرب من المنازل أو الأماكن الفضاء حتى منتصف مايو المقبل مع قدوم فصل الصيف. 

ويقول عصام عثمان مدير أحد المعسكرات الصيفية بشاطئ كليوباترا إن آخر الأفواج السياحية غادرت منتصف الأسبوع الحالى ونقوم حاليا بغلق المصيف بالاخشاب حتى لا يتأثر بالعوامل الجوية فى فصل الشتاء من رياح وأمطار.