هجمات 11 سبتمبر| العراق.. ضحية سددت فاتورة «الحرب على الإرهاب»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يحين اليوم الأربعاء 11 سبتمبر الذكرى الثامنة عشر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية، والتي راح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف شخصٍ انفجر بهم مبنى برج التجارة العالمي، أو كانوا متواجدين في محيطه لحظة الانفجار المأساوي.

ورغم أن العراق لم يكن لها ناقةٌ ولا جملٌ في أحداث 11 سبتمبر، ولم تكون ضالعةً بصورةٍ أو بأخرى في التفجيرات الإرهابية، كحال أفغانستان، التي غزتها الولايات المتحدة، نظرًا لتواجد معسكرات تنظيم القاعدة بها، فإن العراق دفعت ثمنًا باهظًا لأحداث سبتمبر.

غزو أمريكا للعراق

وبعد نحو عامٍ ونصف العام من حادث 11 سبتمبر، غزت القوات الأمريكية العراق بدءًا من مارس عام 2003 تحت مزاعم وجود أسلحة دمار شامل مع تبريرٍ آخر هو النيل من مرتكبي أحداث 11 سبتمبر، رغم تأكيد بعثة التفتيش الدولية التابعة لوكالة الطاقة الذرية الأممية خلو العراق من هذه الأسلحة، وبدأ الغزو أواخر مارس عام 2003، بمشاركة من القوات الأمريكية والبريطانية معًا، إضافةً إلى مشاركةٍ رمزيةٍ من القوات البولندية والأسترالية، وأدت تلك العملية إلى سقوط بغداد في التاسع من أبريل من العام ذاته، وقد استمر التواجد الأمريكي في العراق حتى عام 2011.

ودون الخوض في مزيدٍ من التفاصيل عن الحرب التي يلم بها الكثيرون وعاصروها، فإن خسائر تلك الحرب، كانت أكبر خسائر بشرية من المدنيين في تاريخ العراق وفي تاريخ حروب الجيش الأمريكي منذ عدة عقود.

الخسائر البشرية في هذه الحرب من قبل المدنيين العراقيين، الذي تم توثيق مصرعهم جراء وصلوا إلى 109 آلاف من القتلى، كما يوجد ما بين 47 ألف قتيل و52 ألف قتيلٍ عراقي دون شهادة وفاة موثقة.

وطبقًا لإحصائية حديثة في 2017، بلغ عدد ضحايا الغزو الأمريكي للعراق ما بين 180 ألف قتيلٍ إلى مائتي ألف قتيلٍ، وهو رقمٌ ضخمٌ من القتلى.

تواصل المعاناة

العراق ظلت تعاني إلى يومنا هذا جراء تلك الحرب رغم رحيل القوات الأمريكية عن العراق في 2011، فما لبث أن ظهر تنظيم "داعش" على السطح، وسيطر على أجزاء كثيرة من العراق، وخاصةً في الموصل، التي اتخذها عاصمةً للتنظيم.

المدنيون كانوا ضحايا للحرب ضد تنظيم داعش، فسقط أكثر من 67 ألف مدني وفق تقديرات عراقية، بينما بلغ عدد القتلى ما يقارب 30 ألف مدني خلال الفترة ما بين 2014 إلى 2017، وقت اشتداد المعارك ضد داعش، وفقًا لإحصائية رسمية من الأمم المتحدة.

الحرب على تنظيم داعش، والتي أدت إلى دحره في النهاية هذا العام، تسببت في تشريد نحو مليوني شخص عراقي، من بينهم نحو نصف مليون في مدينة الموصل، كما أن منظمة الأمومة والطفولة التابعة للأمم المتحدة "اليونيسيف" تحدثت مطلع عام 2018 أن نحو مليون طفل عراقي تم تشريده بسبب الحرب على تنظيم "داعش".