«مطرب الأخبار»... حلم أحمد رجب الذي عرضه للضرب

أحمد رجب
أحمد رجب

حلم منذ طفولته أن يصبح مطربًا مشهورًا، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فقد أصبح مشهورًا فقط دون أن يملك صوتا شجيا، ولكنه أصر على تحقيق حلمه وأصبح في النهاية أحمد رجب "مطرب الأخبار".



لم يحالفه الحظ في الغناء ولكن صاحبة الجلالة، فتحت له الأبواب وأصبح متفردًا، بنوع جديد من المقالات، كما وجد في ريشة الفنان الكبير مصطفى حسين ضالته ليبدعا معًا .



ورغم شهرته الكبيرة وتفرده إلا أن حلم المطرب لم يفارقه ليبدع في كتابة "مطرب الأخبار"، والذي صور فيه ما تعرض له المطرب صاحب الصوت البشع من ضرب وإهانة ليكف عن الغناء إلا انه مستمر في التجريب، ليذهب كل يوم ليحيي الأفراح ويعود ممزق الملبس وعلى وجهه علامات الضرب.

ولم ييأس أحمد رجب، ولم يطرد فكرة الطرب والغناء من تفكيره، ولكنه أصدر كتابًا باسم "مطرب الأخبار"، يحتوي على 129 قصة للمطرب الذي تعرض للضرب دائمًا بسبب رداءة صوته حتى أنه تعجب لأنه لم يتعرض للضرب في إحدى المرات.

مواقف "مطرب الأخبار"

أُصيب بالدهشة ذات مرة عندما رجع من أحد الأفراد دون أن يُضرب.."عبدالوهاب مين يابا.. أنا ممكن ألعلع وأبدع لو فيه إجراءات أمن مشددة".. هكذا يصوِّر أحمد رجب رداءة صوت "مطرب الأخبار" في كتابه الذي يحمل نفس الاسم، ويحوي أكثر من 100 كاريكاتير عن هذا المطرب، وهو يمسك عوده وقد تمزقت ملابسه نتيجة الضرب الذي تلقاه بسبب غنائه.



تعرض "مطرب الأخبار" ذات مرة للسعال بأحد الشوارع المظلمة، كما ذكر "رجب" في مقدمة كتابه، فأطلق مطاردو الكلاب الضالة النار عليه، كما أنه يلجأ لستر "قفاه" من كثرة الضرب الذي يتلقاه عند غنائه، أو يتلقى حقنة بنج قبل الذهاب لإحياء فرح، ومع ذلك لم ييأس بل استمر في حلمه متهكمًا من رفض الآخرين له، غير مقتنع بصوته السيئ.



يجلس أحدهم أمامه في اندهاش بعد سماع صوته ليقول له "مطرب الأخبار": "أنا زي بيتهوفن.. انطرشت.. بس من تأثير قوة صوتي في وداني"، وفي كاريكاتير آخر يندهش قائلًا: "غريبة.. باعتين الأتعاب مقدمًا عشان أروح أنضرب بس وشارطين مغنيش".

وتحل غدا في 12 سبتمبر، الذكرى الخامسة لرحيل "مطرب الأخبار" الكاتب الساخر أحمد رجب.