فيض الخاطر

د. شوقى علام

حمدى رزق
حمدى رزق

لم يختصر دار الإفتاء فى شخصه، ولم يجمع أعطاف الفتوى فى كم جبته، تواضعه الجم يخجل المقربين، وهدوؤه يغرى بالحوار الإنسانى، ويتوافر على العلوم الشرعية ولا ينسى نصيبه من العلوم الحديثة.
نقل دار الإفتاء نقلة مجتهد فى الحق، وطور أدواتها بالعلم الحديث، ولم يرض بغير ولوج الفضاء الالكترونى سبيلا للدعوة بالحسنى وزيادة، تصديا شرعيا لأكاذيب مصنوعة منسوبة كذبا وزورا للإسلام والإسلام منها براء.
أتحدث عن مفتى الديار المصرية الدكتور شوقى علام الذى يشكل ( وداره ) رأس الحربة فى المواجهة الفكرية ضد « جماعات الخوارج « الذين خرجوا علينا خروجة الأعداء تحت راية عمية، باطلة، مرجفة، مجترئة على الحق.
وأسفاااه، خلت لهم الساحة طويلا، فاستحلوها استحلالا رخيصاً، وتسيدوا فضاء الفتوى، ولفوا رؤوس العامة فى الطرقات عبر الموبايلات، واخترقوا المجتمعات الآمنة من أقصاها إلى أقصاها، واعملوا فيها القتل والنسف والتخريب، فى دعاية سوداء منسوبة كذبا وبهتانا للرسالة المحمدية التى جاءت هداية ورحمة للناس.
المواجهة التى تخوضها دارالإفتاء لفكر هذه الجماعات التكفيرية، واجهاض أكاذيبهم، وكشف عواراتهم الفتوية، وبيان تهافتهم الفقهى، وتعرية فقرهم العلمى، باجتهادات فقهية عصرية تمسك بناصية الثابت، وتجدد اجتهاداً خالصا لوجه الله، وترسم طريقا للاجتهاد فى شأن البلاد والعباد، وتدعو إلى عمارة الارض، وتنعى عليهم الخراب والتخريب وإهانة المقدسات، وتمحق دعاوى الباطل، وتحرم التكفير، وتدعو إلى سبيل الله بالموعظة الحسنة.
دار الإفتاء تشهد تحولا هاما بخطة العالم الكبير الدكتور شوقى علام بمسئوليتها عن الفتوى، وتطورا باضطلاع حميد بالمواجهة المستوجبة فى حرب دينية يخوضها المؤلفة قلوبهم ضد أوطان، وشعوب، وجيوش تدافع عن حدود، وهم يجهلون الحدود بالمعنى الدينى والوطنى، جماعات لاتحدها حدود حتى حدود الله.
ما يصدر عن دار الإفتاء فى بيانات على وقتها، فضلا عن بوابات الفتوى، ومرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة يمحق التكفير والدعاوى الضالة المضللة، الدار ترشح نفسها حائط صد فكرى فقهى منيع ضد تتار وهمج الجماعات التكفيرية الذين استباحوا الدين، وجعلوه عرضة لأطماعهم، وأشاعوا بين الناس التكفير والتفسيق والضيق، وفرقوا بين المرء وأخيه فى البيت الواحد.
ثقة المواطنين فى دار الإفتاء فى تزايد يرضى الغيورين على المؤسسة الدينية فى مصر، استعادت الدار العريقة ثقة العامة ) تأسست عام 1895 )، وباتت مقصدا للفتوى، والدخول على بوابة الدار الرسمية ومرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة بالملايين، وإصداراتها الحديثة باللغات الاجنبية تحقق تواجدا محمودا، الدار حجزت لنفسها مكانا عاليا.. بوركت فضيلة المفتى.