حكايات| هجمات 11 سبتمبر.. «روايات الناجين عن الجحيم القادم من السماء»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

صوت لازال صداه يتردد داخلهم.. لا يحبوه لكنهم مجبرون على التعايش معه.. صوت لن يختفي وحياتهم يجب أن تستمر.. يحاولون مغادرة لحظة ارتطام الطائرات ببرجي مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001 أو أن يبعدوها عن الذاكرة قليلا.

صوت الارتطام لن يتوقف.. ذكريات الهروب من الموت ستظل عالقة بهم.. أو هم العالقون معها.. لتطاردهم اللحظة التي كان الموت فيها أمام طوال حياتهم، تلك اللحظة التي قرر الناجون الحديث عنها في أكثر مناسبه.

كل شيء كان يهتز

«كان من الممكن أن يكون يوم ثلاثاء عادي.. ذهبت لعملي وتناولت القهوة وبدأت في العمل.. ثم صوت ارتطام قوي ومبنى كامل يهتز.. لقد كنت وقتها في الحمام.. خرجت مسرعا لأرى النار تشتغل في كل مكان».. هكذا يصف مايكل رايت لحظات الرعب التي عاشها في الطابق الـ81 لمركز التجارة العالمي.

وأضاف «بدأت أصرخ في الجميع السلم.. السلم.. لقد كان كل شيء يسقط.. اندفعت أنا وزملائي إلى الدرج من أجل الهروب من الحريق».

«عندما وصلت إلى الطابق الـ30 بدأت أفقد الأمل.. جلست على الدرج دون حراك فلم أكن استطيع التحرك.. كنت أرى الأشخاص المصابين بحروق وكدمات في كل مكان.. ولكن وسط كل ذلك تذكرت صورة زوجتي وأولادي.. وهنا قررت أني يجب أن أواصل.. يجب أن أنجوا لأجلهم» كلمات وصف بها مايكل اللحظات الأخيرة له قبل الخروج من المبنى المنهار.

وتابع «خارج المبنى لم يكن هناك أي نور.. الدخان في كل مكان.. كأننا في عاصفة ضبابية».

السلم أنقذ حياتي
 
في 11 سبتمبر 2001، كان جو ديتمار في الطابق 105 من البرج الجنوبي لمركز التجارة العالمي لحضور اجتماع عمل عندما بدأت الهجمات الإرهابية، ليشاهد اللحظات الأولى من شرفة الطابق الذي يتواجد فيه.

وقال ديتمار، الذي كان في قطاع التأمين «قبل بدء الاجتماع، اصطدمت الطائرة الأولى بالبرج الشمالي، ورأى ديتمار الآثار الرهيبة للدمار من نافذة البرج الجنوبي».

وتابع خلال حواره مع موقع «StoryCorps» «بدأت االفجوات الهائلة تظهر بجانب المبنى.. الدخان انتشر في كل مكان وأصبحت الحياة كلها ذات لون رمادي.. لون الدخان.. لم أرى مثل هذا المشهد في حياتي.. فاندفعت نحو السلم لأنجو.. لكني عندما وصلت للطابق الـ72 ارتطمت الطائرة الأخرى بالمبني.. في نفس الطابق الذي كنت أتواجد به».

وأشار إلى أن السلم أنقذ حياته، فالأشخاص الذين استخدموا المصعد لم ينج منهم أحد على الإطلاق.

وتابع «بمجرد خروجي من البرج ركبت أول قطار لمنزلي فكل ما أردته هو رؤية زوجتي وأولادي.. وعندما عدت كان الجميع يحدقون في وجهي.. لقد ظنوا أني مت».

صوت غامض «أنقذني»

رون دي فرانشيسكو كندي كان يعمل في مكتب تأشيرات الهجرة بالبرج الجنوبي لمركز التجارة العالمي، والذي كان واحدًا من الأشخاص الذين نجوا من الهجمات.

وبحسب صحيفة «فوربس» فإن العاملين بالمبنى استمعوا إلى صوت الطائرة وهي ترتطم بمكتب دي فرانشيسكو، الذي وصف تلك اللحظة قائلا «لقد كان كل شيء يهتز من حولي.. المبنى نفسه كان يتأرجح في الهواء».

وأضاف أنه استطاع أن يشق طريقه نحو الدرج الخاص بالمبنى والذي كان مليئا بالدخان والظلام قائلا «كنت أوشك على الاستسلام لمصيري.. بأني لن أنجوا.. لكن صوتا ما لا أعرف ما هو .. ولم استمع إليه قبلا دفعني للاستمرار.. للنجاة».

أبواب الجحيم

على الرغم من كونه أحد الأشخاص الذين شاركوا في حرب فيتنام ومُعتاد على أصوات الإنفجارات إلا أن جون مالوني وصف هجمات 11 سبتمبر بأن «أبواب الجحيم فُتحت».

وأضاف أنه خلال مشاركته في القتال بفيتنام لم يرى أي شيء يشبه ما حدث في تلك الهجمات الإرهابية، قائلا «لقد كان هناك مئات الأشخاص المحاصرين في البرجين دون أي مخرج.. لقد كان إجلاء المبنى شبه مستحيل».