إنها مصر

الجيش عامل الأمان

كرم جبر
كرم جبر

هم يعلمون جيداً أن قوة مصر فى جيشها، وأنها صمدت ووقفت على قدميها، وأعادت بناء مؤسساتها، لأن جيشها كان كلمة السر فى تماسكها، وتصدى للمؤامرات الكبرى، التى شاركت فيها قوى من الداخل والخارج.
فشلت مؤامراتهم، لأن محاولات الوقيعة بين الجيش والمصريين، باءت بالفشل، وتأكد الجميع أن يد الجيش ظلت نظيفة، ولم تعتد على مصرى، ولم ترق قطرة دماء واحدة، رغم فداحة الأحداث ومحاولات الوقيعة.
ظل الجيش عامل الأمان فى أيام الفوضى، وكان الناس يهللون ويلتفون حول عربات الجيش فى خضم الأحداث، لشعورهم أن جنوده وضباطه هم أبناؤهم وأقاربهم، ولا يمكن أن يفعلوا شيئاً، إلا لصالح مصر وشعبها.
جاء الأشرار إلى مصر بخلطة لا يقدر عليها الشياطين، من حوادث القتل الغامضة التى ألصقوها بالطرف الثالث، إلى الهتافات العدائية، ولا أريد أن أعيد شيئاً منها الآن، ولكنها لازالت تعيش فى الذكرى، كأدلة دامغة على أسوأ درجات الخيانة.
عزّ عليهم أن تقف البلاد على قدميها، وأن تستعيد عزتها وكرامتها وكبرياءها، وكانت مخططاتهم تستهدف إطفاء الشعلة، ليتحركوا فى الظلام، هذا يريد خلافة، وذاك يريد سلطة، وهؤلاء يبحثون عن مصالحهم الشخصية، على حساب بلد يهون عليهم.
فشلت مؤامرات الحروب الدينية، وكانوا يريدونها حرائق لا تنطفئ جذوتها، وأثبت عنصرا الامة أن أمن بلدهم فى تعايشهم السلمى الآمن تحت مظلة الوطن، بعيداً عن الفتن الدينية والدعاوى العنصرية، وأدرك الجميع أن مصر هى الدرع، والاحتماء بها هو الأمان.
وعزّ عليهم أن تتصدى الدولة لمسئوليتها فى حماية شعبها، وتوفير متطلباته الأساسية، بعد الهروب الجماعى للأموال والاستثمارات خارج مصر فى أحداث يناير، ولولا تدخل الدولة لعجز الناس عن إيجاد رغيف العيش.
هل كان مطلوباً من الدولة أن تقف مكتوفة الأيدى، إزاء الأزمات المعيشية، التى تتوالى يوماً بعد يوم، ولو استمرت بنفس سرعتها لحدثت المجاعة لا محالة ؟، وهل نسينا أزمات السكر والزيت والشاى والدواجن واللحوم والأسماك والطماطم وألبان الأطفال وغيرها، وارتفاع أسعارها بمعدلات جنونية، بسبب الجشع والاحتكار؟.
أوطان تنهار حولنا، وشعوب تتشرد وتتعذب، ومصر تبنى وتعمرَّ، والعالم يشيد بسرعة الإنجازات، ويتمنى الجميع أن يكون مثلها، بينما بعض أبناء الوطن جاحدون، ويفتشون عن أى سلبية، يصنعون منها ضجة صاخبة.
يعزّ عليهم أن تستمر مصر فى حربها ضد الإرهاب، وأن تضرب بيد من حديد الفلول الباقية فى سيناء، وكانوا يرقصون ويهللون وتنتعش فضائياتهم على المصاب المصرى، ويملأون فراغ برامجهم بالشماتة والفل والوعظ والنصائح.
انتظروا مزيداً من الهجوم والأحقاد، فكل خطوة للأمام رصاصة فى صدورهم، ونهاية لأحلامهم الشيطانية، وترقبوا وابلا من الشائعات التى يضخها خيالهم التآمرى، وحفظ الله مصر وشعبها من شرهم وآذاهم.