يوميات الأخبار

نحن نموذج يحتذى به.. كيف؟

حمدى الكنيسى
حمدى الكنيسى

حمدى الكنيسى

ولعلنا نرى فى القريب ما يوضح عودة التفاهم والتعاون والصداقة العميقة بين النجمين الكبيرين.

تتوالى الشهادات الدولية التى تنطلق من أكبر المؤسسات والهيئات وأبرز وأهم الشخصيات تقديراً لنا واحتراماً لإنجازاتنا، وها هى ذى آخر شهادة أو آخر وسام نضعه على صدورنا من خلال ما قالته السيدة المحترمة «كريستالينا جورجييفا» الرئيسة التنفيذية للبنك الدولى والمرشحة - بقوة- لمنصب مدير عام صندوق النقد الدولي، حيث أبدت بالغ تقديرها لنجاح التجربة المصرية فى تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى الشامل بصورة ممتازة والتزام كامل، مما أدى الى تحقيق نتائج ايجابية واقعية ظهرت فى تحسن مناخ الأعمال والاستثمار وإقامة المشروعات التنموية.
ثم لخصت المسئولة الدولية الكبيرة رأيها فى قولها- بالحرف الواحد- : «لقد صارت مصر «نموذجاً» يحتذى به فى تنفيذ مراحل وخطوات الإصلاح الاقتصادي».
ويبدو أن السيدة «كريستالينا» بخبرتها الاقتصادية العالمية أرادت بهذا الوصف ان تضع النقاط على حروف ما سبقتها من شهادات فى الفترة الأخيرة مثل شهادة مؤسسة التصنيف الائتمانى «موديز» التى تقول ان مصر حققت إنجازات كبيرة فى تنفيذ الإصلاح الاقتصادى وكذا شهادة بنك الاستثمار العالمى «مورجان ستانلى» الذى قال ان برنامج الإصلاح الاقتصادى المصرى أفضل برنامج إصلاح اقتصادى على مستوى الأسواق الناشطة حيث لا توجد دولة نامية استطاعت القيام بكل هذه الاصلاحات كما فعلت مصر منذ عام ٢٠١٦، ثم جاء تقرير صندوق النقد الدولى ليضيف بلغة الأرقام ان برنامج الإصلاح المصرى حقق هدفه الرئيسى المتمثل فى الاستقرار الاقتصادى وزيادة النمو وخلق فرص العمل وبالتالى ارتفاع احتياطيات النقد الاجنبى الى أعلى مستوياتها على الإطلاق وتعافى النمو من حوالى ٤٪ الى ٥٬٥٪ قد تصل قريباً الى ٦٪.
هكذا يتأكد للقاصى والدانى أننا صرنا والحمد لله نموذجاً يحتذى به وبقدر ما يحق أن نزهو ونتباهى بهذه المكانة الرائعة فإننا مطالبون بالعمل الجاد المكثف المكاسب التى تحققت وزيادتها، خاصة مع تصاعد التوقعات عما يمكن تحقيقه بنفس المستوى فى مختلف المجالات، مع الإدراك بأن أعداء الداخل والخارج لن يتخلوا عن مخططاتهم ومؤامراتهم بما فى ذلك من محاولات التعتيم على كل انجاز جديد بل التشكيك فيه وفى جدواه ما أمكن خاصة ان من وسائلهم الإعلام المأجور أو المغرض والسوشيال ميديا المخترقة بعناصرهم وأموالهم مما يضيف مسئولية كبرى على عاتق إعلامنا القومى والخاص، وما يصدر اعلامياً من الوزارات والهيئات والمؤسسات القومية.
«الجولات المكوكية واللياقة الذهنية»
تابعنا وتابع العالم الجولات المكوكية التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال أسبوع واحد فسافر إلى فرنسا ليتحدث باسم مصر وباسم أفريقيا مشاركاً فى القمة «٤٥» لأقوى سبع دول اقتصادية على مستوى العالم، ومنها انطلق الى اليابان ليرأس بالتناوب «مؤتمر التيكاد» أيضاً باسم مصر وباسم افريقيا كرئيس للاتحاد الافريقى وقبل أن يعود إلى مصر لالتقاط أنفاسه توجه الى الشقيقة الكويت فى زيارة رسمية التقى خلالها مع أمير الكويت «الشيخ صباح الأحمد» وكبار القيادات السياسية والاقتصادية والقيادات الشعبية.
المؤكد ان حرص الرئيس على القيام بهذه الجولات المكوكية فى زمن قياسى يترجم ويجسد ما يقول دائماً عن أننا «فى سباق مع الزمن» لتحقيق ما نتطلع إليه من انجازات فى مواجهة أصعب التحديات.
والمؤكد ان من ثمار هذه الجولات والزيارات والمباحثات تأكيد التوازن فى علاقاتنا الخارجية إلى جانب دفع عجلة الاصلاح الاقتصادى للدرجة التى صرنا فيها نموذجاً يحتذى به.
والمؤكد ان مثل هذه الجولات المكوكية يحتاج من يقوم بها إلى لياقة بدنية وذهنية غير عادية كما نراها واضحة- ونحن نمسك الخشب- عند الرئيس السيسى «باسم الله. ما شاء الله».
والمؤكد أن النتائج الإىجابية لهذه الجولات مصرياً وافريقياً قد أثارت مزيداً من الحقد والغضب الذى يعتمل فى صدور أعداء مصر حتى إنهم فى مسعاهم للتشويش عليها اتجهوا بسهام الاعلام المسموم إلى تضخيم حكاية تأجيل عقد مؤتمر حقوقى تابع للأمم المتحدة فى مصر بالتركيز على ما قاله بعض النشطاء الحقوقيين المعروفة مصادر تمويلهم الأجنبية عن حالات فردية يرون أنها- كذبا- تمثل اعتداء على الحقوق الشرعية.
«جرينبلات استقال يا حضرات»
«جرينبلات» هو المبعوث الأمريكى للسلام فى الشرق الأوسط و«الحضرات» الذين أخاطبهم هم من تصوروا بحسن أو بسوء نية ان الحل الشامل الكامل للقضية الفلسطينية صار متاحاً بفضل المدعوة «صفقة القرن» وإذا كان السيد «جرينبلات» ليس أول من استقال من أعضاء الإدارة الأمريكية، ولن يكون آخرهم، إلا أنه يستحق التفكير فى أسباب وأبعاد استقالته، فالرجل كان أحد أبرز قيادتين للصفقة إياها، وكانت له تصريحات ساخنة أثارت عدداً من التعليقات المتسائلة أو الرافضة، وأن يقرر الاستقالة الآن وفى الوقت الذى أعلن فيه سيد البيت الأبيض ان الاعلان عن تفاصيل الصفقة قد يتم قريباً وحتى قبل الانتخابات الإسرائيلية، كما سبق أن قيل، قد يعنى ان ثمة اختلافاً فى مواد الصفقة أو فى توقيت إعلانها، وهذا فى رأيى ما لا يتسق مع الواقع الأمريكي- الترامبي- ومن ثم قد تكون الاستقالة بسبب سيطرة «جاريد كوشنر» زوج ابنة الرئيس وحبيب قلبه وأيضاً الصديق الحميم لرئيس وزراء إسرائىل «نتنياهو»، حتى انه يتجاهل كثيراً أى دور لجرينبلات الذى بدأ العمل فى عام ٢٠١٧ وكان يحظى بثقة خاصة من «ترامب» لأنه كان يعمل معه قبل توليه الرئاسة كمحام فى مجال العقارات وهو مجال نشاط واستثمار ترامب، وبالنسبة لما قاله عن استقالته لأسباب عائلية فهو تبرير ساذج بهدف حفظ ماء الوجه واخفاء لحقيقة عجزه أمام سطوة «كوشنر» وبالنسبة لما قد يتصوره البعض عن ارتباك أو تعثر فى مسيرة الصفقة أقول لهم: لا ارتباك ولا تعثر، لان الصفقة جاهزة تماما كما أعدها كوشنر بالتنسيق مع نتنياهو، وليس هناك أى احتمال لإمكانية تعديل بعض مواد الصفقة تفادياً للرفض الفلسطينى والعربى أو بهدف ما تبقى من سمعة أمريكا حتى مع تزايد أعداد الخبراء وكبار المسئولين الأمريكيين السابقين والحاليين الذين يرفضون هذه الصفقة وآخرهم الدكتور وليام كوانت عضو مجلس الأمن القومى السابق الذى قال بالحرف الواحد ان صفقة القرن خدعة واحتيال وسيرفضها الفلسطينيون مما يدل على إصرار الإدارة الأمريكية على الانحياز الفاقع لإسرائىل. يكفى ان نضيف ما قاله وزير الخارجية «بومبيو» عن أن لتل أبيب الحق فى ضرب وتدمير أى موقع فى لبنان بالدعم الأمريكى وذلك امتداداً لما أعلنه البيت الأبيض عن حق إسرائىل فى اعتداءاتها على سوريا والعراق ولبنان.
«الحقيقة الكاملة فى أزمة «صلاح» ومانيه»
مازال البعض يتحدثون عن واقعة الأزمة التى تفجرت بين نجمنا العالمى محمد صلاح وزميله النجم السنغالى «ساديو مانيه» أثناء مباراة «ليفربول» و«بيرنلى» دون أن يدركوا أن لهذه الأزمة جذورها المتراكمة منذ انضم صلاح الى ليفربول، واذكر ان «مانيه» قال وقتها فى حوار صحفى إنه كان أسرع لاعب فى الفريق، والآن صلاح الأسرع، قالها ببساطة وابتسامة هادئة لكن الأمور اخذت منحى آخر عندما انتزع صلاح بسرعته ومهاراته فى المراوغة وسط زحام المدافعين حوله وتسجيل أصعب الأهداف، شعبية جارفة حتى صارت الجماهير تتغنى باسمه فى المدرجات والبيوت وتضع صوره على الجدران فى الشوارع والميادين، كما حصل بتفوقه وتألقه على أكبر الجوائز وأفضل الالقاب البريطانية والقارية والدولية، عندئذ تحركت الطبيعة البشرية داخل «مانيه» وتسللت مشاعر الغيرة إلى قلبه وعقله وبالتالى تحولت الأمور الى ما يشبه المنافسة مع ابن قارته «مو صلاح» لدرجة انه بإصراره ومهارته زاحمه ثم زامله فى لقب «هداف البريميرليج» وتألق مثله فى «بطولة أوروبا» حتى راودته نفسه بأنه الأحق باحتلال المقدمة وانتزاع الجوائز والالقاب فى الموسم الحالي، والمعروف ان الأنانية والرغبة فى إثبات تفوق الذات حق مشروع أحياناً لنجوم الكرة وغيرها من اللعبات وحتى بين نجوم الفن والأدب والسياسة، لكن المبالغة فى ذلك تضر صاحبها وتضر الفريق الذى ينتمى إليه ولعل «مانيه» ينتبه لذلك، صحيح ان محمد صلاح فى تلك المباراة بعد ان خانه الحظ والتوفيق فى أكثر من محاولة جيدة للتهديف حتى ان عارضة المرمى صدت له أحد أهدافه المؤكدة آثر أن يستغل فرصة خلقها هو بمراوغة بعض مدافعى «بيرنلى» وبدلا من تمريرها لساديو مانيه المتأهب سدد هو الكرة بقدمه اليمنى ولسوء حظه ولضعف التسديد نجح حارس المرمى فى صدها مما أثار غضب «مانيه» وعندما قرر المدير الفنى «يورجن كلوب» استبداله قبل نهاية المباراة بخمس دقائق بالغ فى انفعاله حتى بدا أن أزمة كبيرة تفجرت بين اثنين من أهم اللاعبين، وقد يدفع نادى ليفربول ثمنها الباهظ لو استمرت بأى شكل، وهذا ما دفع «كلوب» للتدخل وشاركه «فيرمينيو» و«ميلز» فى تهدئة «مانيه» الذى كان قد نسى أو تجاهل انه شخصياً فضل التسديد فى بعض المباريات دون ان يمرر الكرة لصلاح، كما انه فاتته الحقيقة الواضحة التى تقول- بالارقام- إن محمد صلاح أبرز لاعب فى التمريرات الحاسمة لزملائه، ولعلنا نرى فى القريب ما يوضح عودة التفاهم والتعاون والصداقة العميقة بين النجمين الكبيرين لصالح كل منهما ولصالح النادى الذى يعشقانه.
من جهة اخرى أرجو ألا ترضخ إدارة ليفربول لإغراء بيع صلاح لبرشلونة أو ريال مدريد بهدف استثمار قيمته التسويقية الكبيرة التى تتجاوز «١٣٥ مليون جنيه استرليني» فى شراء أكثر من لاعب مثل الفرنسى «كيليان مبابي» والألمانى الشاب «كاى هافرتر» والانجليزى «جادون سانشو».
واتمنى ان يظل «مو صلاح» فى ليفربول متمتعاً بمكانته كالنجم الأول ومستمتعاً بالشعبية الهائلة التى تضاعف من قوتها وعمقها الطبيعة الحماسية الجميلة لجماهير ليفربول.

«قالها د. مدبولى.. ونقولها نحن»

بالفم المليان ثقة واصرارا قال الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ان ملف زيادة المكون المحلى فى الصناعة بات يمثل مسألة حياة أو موت بالنسبة للحكومة وسيحظى باهتمامى شخصياً خلال الفترة المقبلة حتى الوصول الى صياغة استراتيجية متكاملة يتم تطبيقها فوراً.
ونحن- بالتأكيد- معك وننتظر بلهفة التنفيذ السريع الذى يعوض تأخرنا كثيراً جدا فى تحقيق ذلك بل اننا اهملنا وتخلينا عن محاولات ناجحة سابقا مثل «سيارة رمسيس» وصناعات اخرى سبقنا إليها من هم أقل منا خبرة وعلماً.


إننى شخصياً أثق كل الثقة فى أن الرجل عند وعده والتزامه وسيحققه بمشيئة الله ومن خلال الجهود المكثفة الواعية والمتابعة الدقيقة للتفاصيل.. كل التفاصيل.